22 نوفمبر، 2024 6:16 م
Search
Close this search box.

عادل ..طريقك مسدود مسدود !!

عادل ..طريقك مسدود مسدود !!

لست متفاجئاً من تشكيلة السيد عبد المهدي ، فقناعتي إن الرجل من نفس الطبقة السياسية ومنطلقاتها وبنائها ، رغم إنه إبتعد إعلامياً عن واجهتها لفترة إعتزال وتأمل ومقالات ..!
وحاله حال العبادي وجد نفسه فجأة في الصدارة والواجهة مرشحاً لتشكيل حكومة ستواجه مشكلات بنيوية على المستويات كافة ، ما يعني ، أن تكون حكومة بمواصفات خاصة ، توقع عبد المهدي إنه بالإمكان ولادتها من خلال نافذته الألكترونية التي وضعته في أول المآزق والتساؤلات والشكوك بل والسخرية في آحايين كثيرة !
الجمهور المتورط بطبقة سياسية رثة إلى أقصى حدود الرثاثة ، يبقى يبني الآمال ،حتى على قشّة تنقذه من الغرق ، على طريقة عسى ولعل وربما !!
الجمهور نفسه كان مقتنعاً أن تمخض الجبل سيلد فأراً .. وأي فأر !!
العجيب إن السيد عادل عبد المهدي لم يصغ لصوتنا بأن يكون رجل الدولة والتأريخ ، فيفعل مالم يستطع إن يفعله أسلافه ، ويذهب إلى خيار الدعم الشعبي المتوقع بديلاً عن إرضاء الكتل الفاسدة في صراعها المحموم على السلطة ومناصبها ومغرياتها وصفقاتها القادمة التي يسيل لها لعاب الفاسدين والمفسدين..!
عبد المهدي للأسف إختار البقاء في الحمام السياسي نفسه وغسل المشهد السياسي بـ “الطاسة ” نفسها فإنطبق عليه المثل البغدادي الحكيم ” نفس الطاس ونفس الحمّام ” !
كنّا نعرف المستحكمات التي ستواجهه والمستعصيات التي سيعاني منها والضغوط التي ستمنع نوم الليل عنه ، لكن الأمل ، على ضآلته، بقي على ان يستخدم عبد المهدي ورقة الإستقالة ، التي لايعرف بأي جيب وضعها، ليكشف للجمهور المزيد من رثاثة وفساد هذه الطبقة التي أدت بالبلاد إلى كل هذا الخراب !
لكنّه لم ولن يفعل !
بكل وضوح أخفق عبد المهدي في أن يفتح كوّة للأمل في جدار المحاصصات الطائفية السياسية بكل جدارة ، ورضخ بكل مهانة للسياق العام في المشهد السياسي الفاشل منذ 2003 ، فوّرط نفسه وورط الجمهور معه بكابينة ، أقل مايقال عنها ، إنها ذيل أعوج لكائن خرافي إسمه ” العملية السياسية ” !!
لن ندخل في تفاصيل التشكيلة فقد قيل عنها الكثير من بسطاء الناس غير المتبحرين في عالم السياسة ، ومن المختصين المتابعين ، بل ومن عرّابي المشهد السياسي في البلاد ن فلا إستزادة عمّا قالوه إلا فضيلة أربعة وزراء ربما يستحقون التوزير ، لكن السؤال :
ماذا سيفعلون ؟
سيفشلون بكل بساطة لأن عمل الحكومة مثل السلسلة المترابطة ما أن تتوقف حلقة منها حتى تتوقف البقية ، ولأن الحلقات الأكثر هي حلقات عاطلة ، بفعل خيارات عبد المهدي ، فان مخاوف ربط الجرباء حول صحيحة مخاوف واقعية وستنتج لنا مشهداً لايقل كارثية عن المشهد البائس الحالي !
السيد عبد المهدي ..لقد فاتتك انت الآخر فرصة أن تكتب لتأريخك ، الذي دارت حوله للأسف شبهات فساد قديمة ، سجلاً جديداً ، وكنت ستوّرط هذه الطبقة السياسية الفاسدة في مستنقعها نفسه ، وتكون كمنقذ خذله الحلفاء الذين أرادوه قارباً لعبورهم بسلام إلى بر الأمان المؤقت ..
وقد نجحوا في ذلك للأسف ..
نجحوا وفشلت بإمتياز ، لكن للجمهور خيار آخر ، ربما ستواجهه من البصرة التي خذلتها كما خذلها من قبلك المالكي والعبادي على حد سواء !
هل فات الوقت تماماً لإصلاح ما أفسده الدهر ..ربما يكون الجواب إيجابياً ، وفي الجواب سيجد العطار نفسه إنه أمام طريق مسدود ..مسدود !!

أحدث المقالات