خاص : ترجمة – محمد بناية :
لم يكن لـ”الكيان الصهيوني” أي علاقات دبلوماسية مع “عُمان”، رغم سماح “عُمان” قبل عقدين لـ”الكيان الصهيوني” بافتتاح مكتب في “مسقط”، بعد الاتفاق السياسي بين الكيان و”منظمة التحرير الفلسطينية”، وذلك ضمن مساعيها لتحسين علاقات الصهاينة مع الدول العربية، لكن اُغلق هذا المكتب بعد فترة قصيرة.
ولقاء “نتانياهو” مع السلطان “قابوس”، الخميس الماضي، هو الأول من نوعه منذ 22 عامًا. ففي العام 1996؛ توجه “شيمون بيريز”، رئيس الوزراء الصهيوني، آنذاك، إلى “عُمان” لافتتاح مكتب التمثيل التجاري للكيان الصهيوني.
بدوره توجه “يوسف بن علوي”، وزير خارجية “عُمان”، العام الماضي، إلى “المسجد الأقصى” وسائر الأماكن الإسلامية المقدسة شرقي “بيت المقدس”. وقد أبدى دعمه للاتفاق السياسي بين “الكيان الصهيوني” و”فلسطين”؛ وأكد على دعم “عُمان” لإقامة “دولة فلسطينية مستقلة”، واعتبراها حاجة إستراتيجية مُلحة للمنطقة بالكامل. كما وصف، “بن علوي”، قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بشأن الاعتراف بـ”بيت المقدس” عاصمة للكيان الصهيوني بـ”الخاطيء”.. وقد إنتهجت السلطة العمانية، طوال العقود الماضية، دبلوماسية الصلح والحياد. وقد تمكنت، (رغم الصراعات السياسية في المنطقة)، من المحافظة على الحياد ولعب دور الوسيط.
وتعليقًا على زيارة “بنيامين نتانياهو” الأخيرة إلى “مسقط”؛ قال وزير الخارجية العُماني: “الزيارة جاءت بناءً على طلب شخصي من، نتانياهو، بغرض الحديث حول ملف السلام”.
وللحديث عن الأهداف الإسرائيلية من زيارة “مسقط”؛ وتبعات هذه الزيارة على الشعب الفلسطيني، أجرت “فاطمة خسروي”؛ مراسل صحيفة (القانون) الإيرانية المقربة من التيار الإصلاحي، الحوار التالي مع “مرتضى موسوي خلخالي”، الخبير في شؤون العالم العربي..
زيارة لا تثير التعجب..
صحيفة “القانون” : تأتي زيارة “نتانياهو” إلى “مسقط” بعد زيارة “محمود عباس”، رئيس السلطة الفلسطينية، ورغم أنه لم يكن لـ”عُمان” أي دور يُذكر في “القضية الفلسطينية”، لكنها كانت دائمًا تؤكد على دعم “فلسطين” لأنها باعتبارها دولة إسلامية معتدلة لا تعترف بـ”الكيان الصهيوني” ؟
“موسوي خالخالي” : “عُمان” بلد إسلامي وعربي بالمنطقة؛ واستقبالها رئيس وزراء “الكيان الصهيوني” مسألة لا تثير التعجب، لاسيما في ضوء علاقات جميع الدول العربية، في المنطقة والخليج، الجيدة مع “الكيان الصهيوني”، وحاليًا تعتبر “السعودية”؛ التي تزعم قيادة العالم الإسلامي ويدعي ملكها خدمة “الحرمين الشريفين”، أحد حلفاء “الكيان الصهيوني”.
وأيضًا تمتلك معظم الدول العربية علاقات جيدة مع “الكيان الصهيوني”. و”الجامعة العربية” تناست أحد مبادءها، والذي ينص على مكافحة “الكيان الصهيوني” ودعم “فلسطين”.
إن زيارة “نتانياهو” إلى “عُمان” جديدة، لكن في رأيي لن يحقق أي آثار إيجابية بالنسبة لـ”الكيان الصهيوني”، لكن من المهم أن نعلم كيف للسلطان “قابوس”، والنظام الحالي في “عُمان”، قبول ذلك وما هي احتمالات التفاوض بين الجانبين.
وفي رأيي أن زيارة “نتانياهو” إلى “عُمان” لن تؤثر على موقف الأخيرة من “إيران”. لأن “عُمان” تعتبر نفسها مدينة لـ”إيران” قبل وبعد الثورة، حيث لعبت “إيران” دورًا في الحفاظ على حكومة “عمان” من “الشيوعية”.
ولطالما إتخذت “عُمان” موقفًا مؤيدًا لـ”إيران” في الأزمات بين “طهران” و”الرياض”، وإبان الحرب “العراقية-الإيرانية”؛ بل وداخل “الجامعة العربية”.
وكما أسلفت؛ لن تغير “عُمان” موقفها من “إيران”، وربما تحفز “الكيان الصيهوني” على الحد من الخصومة الزائدة عن الحد مع “إيران”، وبخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية. وأنا لا أتصور أن يكون “نتانياهو” قد حصل على إمتيازات من “عُمان” ضد “إيران” أو أي من الدول الإسلامية. ولا أبالغ حين أقول إن “عُمان” هي الدولة الوحيدة في العالم العربي التي لم تتسبب في أذيتنا مطلقًا؛ ولطالما كانت إلى جانب “إيران”. ولن تغير هذه الدولة بسبب لقاء استغرق عدة ساعات موقفها من “إيران”. أنا متأكد أن السلطان “قابوس”، (طالما هو على قيد الحياة)، وحتى بعد وفاته سيظل إلى جانب “إيران”. لقد كان باستمرار إلى جانب “إيران” في “مجلس التعاون الخليجي” ولم يقبل إطلاقًا بمواقف “الإمارات” ضد “إيران”.
“نتانياهو” يسعى إلى دول الخليج..
صحيفة “القانون” : بعد 22 عامًا يلتقي “نتانياهو” مع السلطان “قابوس”.. في رأيكم ماذا كان هدف “الكيان الصهيوني” من طلب اللقاء ؟
“موسوي خلخالي” : من المقطوع به أن لـ”الكيان الصهيوني” علاقات مع معظم دول الخليج، والطبيعي أنه يريد إجتذاب الدول التي لا ترتبط بعلاقات مع هذا الكيان.
لو أن “نتانياهو” زار “عُمان” ورأى عدم وجود سفارة أو مكتب لـ”الكيان الصهيوني” في هذا البلد؛ فهذا يعني أن اللقاء كان شرفيًا ليس أكثر.