يعتقد المدّعون للتّشيع وآلتسنّن و طوائف أخرى بضمنهم حُكام و مُدراء و مسؤوليين من بغداد و غيرها و كما رأيتهم .. بأنّ زيارة ألأمام الحُسين
في الأربعين تغفر الذّنوب جميعاً مهما كانت عظيمة .. بل و تضمن لهم الجّنة و قد سمعت و شهدت هذا كثيراً و من قرب مِمَّنْ يدّعون العلم و المرجعية التّقليدية .. حتى قال بعضهم الشعر و النثر و المقولات بل و ألف الكُتب و مئات آلمجلّدات في ذلك كقول أحدهم؛ كَيفَ تَبقـىٰ
لـِلعـّاشِقـِينَ ذُنوبٰ .. وَ هيَ مِـنْ حُرقة حُبْ الحُسيِنِ تذوب؟ بل سمعت من بعضهم يقول: كل خطوة للماشين إلى الحسين(ع) فيها ثواب عظيم لا يعدلها إلا الجنة!
و حقيقة الأمر ليست كذلك بل خلاف الحقّ تماماً .. لأنّ أصل و أساس شهادة الأمام الحسين(ع) و تضحيته حتى بآلطفل الرّضيع و بكرامة و شرف أطهر
بيت في الوجود و هم آل الرسول(ص)؛ لم تكن كما قال المسيحيون أيضا بكون “شهادة” المسيح إنما كانت لأجل غفران ذنوبهم مهما كانت عظيمة؛ و هكذا يُريد هؤلاء المدّعين للتّشيع و الدّين بجعل شهادة الحسين(ع) أيضا لأجل غفران ذنوب الشيعة و جرائهم مهما كانت .. وهنا نغضّ النظر
الآن عن معنى و حقيقة التّشيع الحقيقي .. فتلك مسألة أخرى لا تقل أهمية عن فلسفة تلك الشهادة الكونية العظيمة .. حيث يكفي الأنسان السليم الفطرة أن يقرأ حديث الأمام الصادق لجابر الجعفي حول معنى الشيعي و التشيع, ليرى بعدها هل يوجد شيعة في العالم!؟
خلاصة النهضة؛ هي ثورة من أجل تثوير الفكر و تحقيق العدالة العلوية الكونيّة لا من أجل أن يكون تبريراً و سببا لغفران ذنوب الفاسدين و المخطئين
بحقّ الناس و سرقة الفقراء و المرضى و الثكلى, و إن ذلك المفهوم الخاطئ .. ألضّيق ألّذي أشاعهُ مدّعي الدّين و المرجعية و الأحزاب الحاكمة للأسف؛ إنما يُمثل المورفين .. بل قتل و تحجيم فكر و نهضة الحُسين و هو أسوء بكثير من قتل بدنه حين فصل (الشمر) اللعين ومن معه
رأسهُ العظيم عن جسده الشريف لأنها كانت لمرة واحدة في يوم عاشوراء عام 60 للهجرة أما هؤلاء الفاسدين أحزاباً و مراجع و تابعين فأنهم يقتلونه كلّ يوم و موسم و زيارة معتبرين شهادته بأنها كانت لأجل أهداف محدودة .. و لا علاقة لها بآلعدالة و تطبيق النظام والمساواة
بين الناس, أما السّبب الحقيقي لأشاعتهم تلك المفاهيم الضيقة؛ فأنها لأجل إبعاد التهمة عن أنفسهم و أحزابهم و طبقتهم التي تتمتع بآلمليارات و الأمكانات و الأرصدة الضخمة المودعة في بنوك الشرق و الغرب بجانب المواقع السلطوية و الدينية و الأجتماعية .. لهذا لا بد من
تحجيم تلك الثورة الحسينية الكونية ضمن تلك الحدود الجاهلية التي قتلت الحسين ألف ألف مرة لأجل جيوبهم و منافعهم و بيوتهم.. من حيث يعلمون أو لا يعلمون و المشتكى لله.
إنّ الطبقية التي كرّسها هؤلاء المدعين للتّشيع و التحزب و آلعلم .. بجانب تواطئهم مع الحاكمين بدعوة الناس و الشعوب الجاهلة لأنتخابهم بآلدّيمقراطية
كلّ مرّة هي التي في الحقيقة سبّبت دفن ثورة الحسين وقتل فكر الحسين على أرض الواقع العملي و بقائه مزاراً و قبوراً للزيارة و الدعاء و الفاتحة في العتبات”المقدسة”..
و ليتكم تدركون يا ناس قولنا العظيم هذا .. و الذي بيّناه تفصيلاً مرّات و مرّات منذ نصف قرن و للآن ..
فالبكاء؛ اللطم؛ الزيارة؛ القامات, أبداً لا تُسبّب غفران ذنوب الخاطئين بحقّ الآخرين ناهيك عن تطبيق النظام الكوني العلوي .. لأن عدالة الحسين(ع)
تأبى ذلك و شهادته كانت لأجل حقوق الآخرين و خلاصهم من الطبقات الحاكمة الناهبة لحقوق الناس عبر الرواتب و المخصصات و الهبات والعطيات .. و لم تكن لبكائهم و حزنهم وزيارتهم في المواسم, و يؤكد قولنا هذا حديث (الحقوق) المعروفة لدى العارفين والمُسند في الأحاديث القدسية
بآلأضافة إلى آلأئمة المعصومين .. و آخراً: أُحَيّ الثائرين الّذينَ يُقاسون الأذى و الغربة و الكفاح و الجّوع والتشريد و الحصار لأنهم أبوا إلّا أنْ يكونوا كآلحسين(ع) لا أقل ولا أكثر من ذلك و سواءاً كانوا زائرين له أو مُقيمين في أيّة بقعة من أرض الله و هم يقفون
كإمامهم من أجل العدالة و المساواة بوجه الحُكّام المتحزبين المتحزمين بآلأستكبار الظالم
حكمة كونية: [المحبة حتى لو بلغت درجة العشق .. إنْ لم تُقترن بآلعمل الصالح فهي شهوة و تنفيس للذّات و ستجّر صاحبها للفساد].