23 نوفمبر، 2024 9:55 ص
Search
Close this search box.

عشر سنوات مقاومة … ولكل مرحلة سلاح

عشر سنوات مقاومة … ولكل مرحلة سلاح

منذ أن وطأة أقدام ستة عشر جيشا” غازيا” بقيادة أمريكا وبريطانيا وبدعم ومساندة من أيران أرض العراق ، أنطلقت المقاومة العراقية المسلحة الممثلة للقوى الوطنية والقومية والاسلامية في عدد من المحافظات العراقية كنتيجة حتمية لعدوان وأحتلال  خارج القوانين والاعراف الدولية لبلد حر مستقل عضو مؤسس لهيئة الامم المتحدة تحت مبررات وأدعاءات كاذبة لاغراض الهيمنة والسيطرة على ثروات النفط الهائلة  ورسم خارطة جديدة للمنطقة.
     وضعت المقاومة العراقية المسلحة التي انتظمت بجبهات وفصائل قتالية تحرير العراق كخيار إستراتيجي من كل أشكال الاحتلال وخاضت معارك شرسة عديدة بتكتيكات العمل المسلح  وفق الظروف الزمانية والمكانية وبرغم التفاوت الكبير في عديد القوات وتباين الامكانات اللوجستية و قدرات السلاح وفاعليته ، وما قدمته المقاومة من تضحيات كبيرة فقد استطاعت المقاومة العراقية من فرض سيطرتها على ساحات المعارك حيث وصلت أعداد العمليات العسكرية المنفذه ضد القوات الامريكية الى 184 عملية يوميا ، وألحقت بالعدو  خسائر كبيرة في أعداد القتلى والجرحى بالإضافة الى تدمير الياته ومعداته المتطورة الامر الذي أنعكس على الداخل الامريكي مما جعل المرشح الديمقراطي باراك أوباما يرفع شعار الانسحاب من العراق شعارا لحملته الانتخابية وبضوئه أستطاع من الفوز برئاسة البيت الابيض . وتم فعلا انسحاب غالبية القوات العسكرية من العراق نهاية عام 2011  وبذلك فأن المقاومة العراقية وفصائلها المسلحة استطاعت أن تقف ندا” لأكبر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية في العالم وكسرت شوكة الجيش الامريكي ، حسب وصف أحد قادته . ودحرت المشروع الامريكي الامبريالي .
     أما إيران الساعية لإعادة امبراطورية فارس والتي تضمر الحقد والكراهية على العراق والعروبة فقد دخلت تحت جناح الشيطان الاكبر بعملية مركبه مزدوجة لاحتلال العراق وقدمت له العون والمساعدة وهذا ما اكده نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي الذي أشار (( لولا التعاون الايراني لما أسقطت كابول وبغداد )) وأكده رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني عندما ذكر (( لولا إيران لما دخلت أمريكا واحتلت العراق )) وقد تمكنت من بسط نفوذها وسيطرتها على العراق عبر زج الاحزاب الدينية والميليشيات الطائفية التي أسستها في ايران والتابعة عقائديا للولي الفقيه في ما يسمى العملية السياسية وسيطرت على مفاصل الحكومة العراقية واستطاعت ايران من خلالها الهيمنه على القرار السياسي والأمني وعملت على إذكاء العنف الطائفي وتفكيك النسيج الاجتماعي ونشر الجهل والتخلف وأقصاء وقتل وتهجير الكفاءات العلمية والشخصيات الوطنية ونهب الثروات وتخريب الاقتصاد وإبعاد العراق عن محيطه العربي ، وازاء هذه الهيمنه والتدخل السافر لايران على الوضع  العراقي المتستر بالحكومة الموالية التابعة لها وما تتطلبه مقاومة هذا النفوذ ، أنطلقت القوى الوطنية من أحزاب وحركات وكتاب ومثقفين ورجال دين وشيوخ عشائر وشخصيات اجتماعية بمشروعها التحرري  في صفحة جديدة من سفرها الجهادي ضد الاحتلال الايراني وأذنابه  بتظاهرات واعتصامات شعبية سلمية  في عدد من المحافظات رافضة التدخل الايراني وهيمنته على العراق  ومخططاته المشبوهه ، مطالبة بالحقوق الشرعية والقانونية للعراقيين والغاء القوانين التعسفية الجائرة وأسقاط العملية السياسية والدستور المشوه منددة بدعوات التقسيم والفيدرالية  .
     واذا كانت القوات الامريكية الغازية المحتلة للعراق بقوة السلاح قد تطلب مجابهتها ومقاومتها بذات العمل العسكري المسلح الذي جاءت به  ،  فأن الامر مختلف تماما مع أسلوب مقاومة الاحتلال الايراني الباطن وتشعب نفوذه وادواته . لذا فأن استمرار التظاهرات والاعتصامات والحفاظ على سلميتها والهتافات التي تعزز اللحمة الوطنية (( ايران بره بره .. بغداد تبقى حرة ..وأخوان سنه وشيعه .. هذا البلد منبيعه . وأهزوجة شعبنا يريد إسقاط الحكومة )) رغم بساطتها وربما عفويتها هي امضى سلاح في هذه المرحلة من مراحل المقاومة لمواجهة نفوذ ايران ومخلفاته من حكومة واحزاب وميليشيات ، وأذا ما أمتد الحراك الشعبي الى المحافظات الوسطى والجنوبية ( وهذا ليس ببعيد ) التي أخذت بالتذمر من هذا النفوذ وتسلط الاحزاب الطائفية وفسادها فأنه يسرع من دحر مشروع ايران الصفوي.
 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات