18 نوفمبر، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

ودع البزون شحمة..

ودع البزون شحمة..

لم يكن يوما عادياً ..فبغداد التي تغنى بها الشعراء والمبدعون والمطربون الكبار .. تبكي وتئن تحت وطاة الالم ..الم الجراح والم نظرات الشماته .. بغداد لم تكن يوما ً لهذا ولا لذاك ..بل ان من يحكمها هو من يتشدق باسمها .. وبعد الخميس الاسود والجمعة السوداء وباقي ايام الاسبوع التي تحول لونها بسبب القتلة الى اسود .. والاحبة في عالم السياسة منشغلين بمعاركهم السياسية .. وكان الامر لا يعنيهم .. الرمادي تصعد من لهجتها البدوية التي لا تعرف غير البطش والقتل والتهديد لتصبح المظاهرات ساحة لشحذ الهمم واذكاء النفوس بالحقد والكراهية وكاني بالشاعر يقول: تذاكوا ودقوا بينهم عطر منشم ، ومنشم هذه امراءة في وقت الجاهلية كانت تصنع العطور للمقاتلين في الحرب والغزو،
اما الحكومة المبجلة فوجهت الانظار نحوهم ، لياتي قرار تاجيل الانتخابات الذي ترفضه الكثير من الكتل ، على الرغم من ان الكثير من المرشحين قضوا نحبهم او هددوا او انسحبوا ، وهذا شانهم .
ولكن اشد ما يؤلم ان ميزانية الجيش وحجمها التي لا تتناسب ومردودات القوات في التصدي للارهاب ، اجهزة استخبارية غير مفعلة ، مراتب ينامون في بيوتهم ويقبضوا رواتبهم مناصفة او بنسبة معينة مع الضابط الفلاني او امر الوحدة ، مناصب الامرة تباع علنا ً طبعا لمن يدفع اكثر ، تراخي فابناء الفقراء تشدد عليهم الاوامر وابناء…. لا يشملهم قانون غير قانون القيافة وحمل السلاح الشخصي والتباهي  به امام عامة الناس البسطاء .. اعداد كبيرة من المنتسبين ،اجهزة امنية متعددة ، ضباط وقادة حماياتهم ومواكبهم وبهرجتهم الكاذبة ، رغم ان المسالة لا تحتاج لهذا التعقيد ولا تحتاج لمتخصص ليذكر السادة الجنرالات باهمية ودور العمل الاستخباري ، اما قضية المخبر السري التي عاداها داعمي الارهاب وادواته من الساسة وكانها بدعة عراقية واكاد اجزم انهم يعرفون انها موجودة حتى في اكبر الدول واكثرها امنا ً وديمقراطية ، وما زاد الطين بلة عودة الكثير من الضباط والقادة العفالقة واصحاب التفكير المحدود الذي لا يعرف غير الاوامر الشكلية و(الاستاعد والاستارح ) التي قضت على الجيش السابق والجيش اللاحق ولا يقل الامر في قوات الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى المبنية اساسا على اسس غير علمية .
وبدل ان تتكاتف الكتل السياسية وتنسى خلافاتها وتواسي شعبها الجريح ، اتحفنا احد الموز السياسية والدينية ، بدفاعه المستميت عن حقوق اخوته في المكون الاخر ، هؤلاء الذين كانوا بالامس القريب هدفا لاتباعه (علسا ً وصكا ً) لينقاد وزرائه كـ(طليان) الى الانصياع لقراراته ، الغير مدروسة وكلماته الغريبة العجيبة واتهامه لرئيس الوزراء بالدكتاتورية وليس موقفه هذا انتصارا للديمقراطية بل معاكسة للرجل الذي شن حملة تاديبية لانصار رجل الدين الذين عاثوا بين الناس قتلا وتخويفا و (خاوات) يفرضون على الناس ما لا يرضاه الدين والقانون بداعي حماية الارواح والممتلكات ، اما صوره فملات الشوارع حتى انه يخيل الي قد دخل في منافسة مع المقبور في عدد الصور ، فمرة يرتدي الملابس العسكرية مقلدا للشهيد عماد مغنية اما اخر صيحات صوره هو اخراجه لـ(كذلته) متشبها بالسيد نصر الله ،واذا كان المتحدث بالنقد عن المقبور يستغرق شهرا او اكثر ليعدم ، فان من ينال من رجل الدين هذا لا يتاخر اجله حتى ينهي كلامه .
اما ما يخص العملية الانتخابية فالكتل عينها ما زالت تتصارع في التفن لجذب الناخبين ، مستخدمة اخر الابتكارات فمن اللقب العلمي الى اللقب الديني الى اللقب العشائري وهذا كله طبعا دون توضيح برامج انتخابية لحل مشكلات المواطن التي تزداد بزيادة فترة بقاء هؤلاء على سدة الحكم وتحكمهم بمقدرات الشعب المظلوم وعلى ذكر المظلوم فان يومه كان جميلا كجمال ايام الربيع واستمرت الدبكات والهوسات حتى الصباح الباكر وهذا الكلام على ذمة احد المعارف الذين كانوا موجودين في يوم نصرة المظلوم ، والذي انتقد والذمة عليه تصرفات ناصري المظلوم اللااخلاقية و(طربكتهم بالستوتات والدراجات) حتى الصباح وتركهم المنطقة خراباً يبابا ً مليئة بالاقذار والاوساخ ، وباقي الكتل تستخدم نفوذها واموال الحكومة في رفد حملاتها الانتخابية ، او الخطاب الطائفي والديني المحرض يعدون ناخبيهم بتخليصهم من الحكم الصيني والهندي وليس الصفوي الايراني طبعا.
قال : اين ستذهب في يوم النوروز ؟
قلت : الى المقابر ، حيث احتفل به هناك مع الاحبة ، اهنئهم على ترك هذه الدنيا بمأسيها ، وانتقالهم بجوار العادل الذي لايظلم ، والرحمن الرحيم الذي لا يقهر ويقسوا على خلقه.

أحدث المقالات