17 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

حكومة عادل عبد المهدي ،، بين الرفض والقبول

حكومة عادل عبد المهدي ،، بين الرفض والقبول

في قاموس اللغة العربية ما يكفي من المصطلحات ، لكي نرد على السياسي ، الذي يتلاعب بالمفردات ، و الأساسيات من الخدمات ، والحاجات ، والذي كثيرا ما يوهم الناس بالبرامج والانجازات .
وهنا ،، اظن اني قد اختزلت العنوان المناسب ( المكلف لا يكلف ) الذي يتناسب مع مكلف لم يوفق بالتكليف ، وجاءنا بعجل نحيف ، ونسي او تناسى انه مكلف من الشعب باكمله، وليس من رهط يحيطون به ، بعد ان فاجأنا بعرض بضاعة سياسية فاقدة الصلاحية ، أشبه ب ( بلاستك معاد ) … فيها الغش والمغشوش ، و فيها المعلوم و المكتوم ، وفيها المتحزب ، وفيها المشؤوم ، وفيها ما يضر ولا يسر ، فمعظم الذين جيء بهم ، يرضون من حولهم ، ولا يقنعون شعبهم .

شخصيا / حرت في توصيف السيد المهدي عادل ، فهو مثقف شاطر ، وزاهد بالسلطة وليس بحافر ، ابن بار لأبيه ، وعراقي باحث عن لون سياسي يقنعه ويرضيه ، يقرا كثيرا ، ويكتب اكثر ، ورسالته ( الماجستير ) تشهد له بالذكاء والنباهة ، فهي تعادل اطروحة دكتوراه ، أنهى قراءتها الاستاذ مؤيد عبد القادر بالإعجاب والإشادة .
في مقالتي السابقة ( البوصلة ) وعلى الرغم من اني تعودت الشقاء بظني ، كنت ايضا في فسحة من التفاؤل و الامل ، وقلت عسى ويكتب الله له التوفيق في العمل ، ويخدم شعبه واهله و وطنه ، ويفعل كما فعل مهاتير في ماليزيا ، وأردوغان في تركيا ، ويأتينا بوزراء يعملون بلا كلل ، مشهود لهم بالكفاءة ، والنزاهة دون ملل ، لكني أستدركت ما قلته بجملة واحدة ، التقطها صديقنا انقاذ العاني : ان يقوم المكلف / بمهمة حماية وصيانة ماكنة الفساد التي دمرت البلاد وأذلت العباد ، وارجو مخلصا ، ان لا يكون الامر في طريقه للتطبيق ، والمهمة في صلب التحقيق ، على غير نداءات المظاهرات والاحتجاجات ، والقمع والشهداء والتصفيات .
ها نحن …قد انتظرنا طويلا .. لحسم مباراة التصفية للاستحقاقات الانتخابية ، وتقديم فريق عمل من وزراء مكلفين ، وكانت المفاجأة بتقديم تشكيلة حكومية هزيلة ، مفروضة ومنبوذة ، لانها ولدت بعملية قيصرية ، في الصالات الخلفية ، وفي الاجتماعات الخفية ، واستجاب لها الرئيس المكلف مرغما ، بعد لغو و ضغط واجتهادات ، وإملاءات وحسابات ، ورغبات وضغوط من الفاسدين المتنفذين في مفاصل الدولة ، الى ان تم اعلان التشكيلة الجديدة ، وبعد هرج ومرج ، انتهت بالتصويت لاقل من الثلثين، و لم تتخل عن الشرطين، ( شرط المحاصصة، وشرط المجرب لا يجرب )، فجاء السيد المكلف بوزراء غير جديرين ، واخرين منبوذين ، وبتوافقية أسرت الفاسدين .

هل نضب العراق من الكفاءات والعقول ، و من وزراء ، يكونوا صالحين للدفاع والداخلية ، والعدل والتربية والخارجية ، واين نحن من وزراء تكنوقراط ، ووزراء لم يمسهم الفساد ولا الانحطاط .
لكن مع هذا كله ،، ربما كان عبد المهدي مظطرا في البداية للتنازل امام ضغط الكتل السياسية الكبيرة ،، كي يحض فيما بعد بتأييد قطاعات شعبية واسعة ،، ثم يستقوي على الجميع ويفرض رؤيته ببراغماتية هادفة ،، ويفوز برهانه كرجل دولة ،، &
د كاظم المقدادي/ اعلامي ، باحث اكاديمي

أحدث المقالات