18 ديسمبر، 2024 10:13 م

أيمکن منع قاسم سليماني من دخول العراق؟

أيمکن منع قاسم سليماني من دخول العراق؟

لمع اسم الارهابي قاسم سليماني بعد أن تولى نوري المالکي نوري المالکي منصب رئيس الوزراء لأول مرة وصار بمثابة الآمر الناهي في العراق بعد تنصيب المالکي لولاية ثانية أذاقت الشعب العراقي الويلات، وذاع صيته وترسخ دوره ونفوذه بصورة أکبر وصار ذلك سببا لتوجيه الکثير من الانتقادات حتى لم يبق أمام حيدر العبادي أي مجال لتبرير الدور المشبوه لهذا الارهابي سوى الادعاێ بأنه مستشار للحکومة العراقية!
سليماني الذي کان له وکما يقال دور في سوريا ولبنان واليمن الى حد ما، فإن دوره ولأسباب مخیلفة قد تراجع في هذه البلدان الثلاثة ولکنه بقي على حاله في العراق، والذي يلفت النظر إن الحکومة العراقية لم تتمکن من تحجيم دور سليماني کما فعل السوريون، بل إنها تحاشته وأشاحت بوجهها عن نشاطاته وتحرکاته حتى لاتتدفع طهران الى الغضب، علما بأن تحرکات ونشاطات سليماني، وکما يعلم جميع قادة الاحزاب والشخصيات السياسية العراقية، کانت کلها تجري بسياق يخدم المصالح العليا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، أي إنها لاعلاقة لها البتة بمصالح العراق وشعبه.
هذا الرجل الذي صار بمثابة نقطة ضعف للعراق ومبعث وعامل للتهکم والسخرية من العراق، يتصرف الساسة العراقيون تجاه کل مايتعلق به بطريقة النعامة التي تضع رأسها في التراب حتى تنجو بنفسها، وليس هناك لحد الان من بإمکانه أن يجرٶ على إطلاق ولو تصريح واحد ضده کأن يدعو الى تحديد دوره ومنعه من القدوم الى العراق في أية لحظة يشاء والتصرف وکما لو أن العراق تحت أمرته.
هل يمکن لحکومة عادل عبدالمهدي أن تأتي بما عجزت عنه الحکومات الثلاثة للمالکي والعبادي؟ برأي المراقبين والمحللين السياسيين، فإن إحتمالات ذلك ضئيلة الى أبعد حد إن لم تکن معدومة، ذلك إن معظم الوجوه والجهات المتنفذة هي ذاتها من دون أي تغيير، ولکن ومع ذلك فإن هناك أمل في أن يبادر أحدهم الى إتخاذ موقف مضاد لسليماني کأن يدعو الى منع تدخله للعراق بعد أن صار حديث تدخلاته السافرة في الشٶون الداخلية العراقية على کل لسان.
الاوضاع الحالية التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاحتمالات المختلفة بشأن مستقبله، کلها تسير بإتجاه سلبي وإن النظام کله في حالة تخبط وفوضى وتحاصره المشاکل والازمات من کل جانب وإحتمال إنفجار الوضع الداخلي وإندلاع الانتفاضة مجددا بوجه النظام، ولاسيما بعد أن بدأت دول العالم تنأى بنفسها عن هذا النظام، فإنه الوقت المناسب جدا لکي يکون هناك جهد وطني في مستوى المسٶولية للحد من دور وتأثير الارهابي قاسم سليماني في العراق.