19 ديسمبر، 2024 9:26 ص

نيسان كلمه سريانيه ومعناها ؛البداء والتحرك والشروع في الأمر.
  ويبدو ان التسمية  جائت لتعني  بداء السنة الدينية لدى اجدادنا السريان , ففي هذا الشهر يعود نبض الحياة للارض  فترتفع مناسيب الانهار وتزهو المراعي  بالخضرة وبالالوان الطبيعيه , ولايزال  نيسان يحتفظ بدفئه وحيويته المناخيه ولايزال يفجر طاقات الفلاح للبداء والتحرك والشروع للعمل ….ولكنني لم اجد فيه ما يجعلني ان اتطلع الى انتظارة ، ربما لانني ليست فلاحاً او لانني لا اجد ضالتي الا  في المدينه وحركتها الدائمه ، فنيسان يبداء بكذبه -كذبت نيسان-  التي يتمتع بمقالبها  اغلب الشعوب ، ثم ينتقل بنا نحن العراقيين  الى سجل من الاكاذيب ،  كذبه ٧ نيسان و كذبه ٩ نيسان
وكذبه ٢٨ نيسان  وكذبه اخرى حيث يشهد نيسان نهايه  فتره ال (١٠٠ )يوم المالكيه الموعوده من الحكومه الحاليه.
ولو نضرت الى هذة الحزمه من الخدع والاكاذيب لكتشفت انها حقاً تعني بدايات التحرك والشروع  ولكن نحو الهاويه، فهل كان اجدادنا السريان يستمتعون بسماع الكذب في هذا الشهر ام ان سؤ طالع هذا الشهر جعله كذلك ؟.

فقد ادعى البعض ان البد والتحرك والشروع للامه قد بداء من ٧ نيسان ,ولااعتقد اليوم ان يختلف اثنان من العراقيين على ان ٧ نيسان لم تنتقل بالمجتمع العراقي على الاقل الى حاله افضل, بل على العكس تكرست على يد فطاحل ٧ نيسان النظرة الدونيه للاخرين واصبح حزب ٧ نيسان يمتاز بالدكتاتوريه المقيته والمتخلفه، فدمرو الاخر وجعلو من حزبهم اين ماوجدوا( الحزب القائد)  وقائدهم (القائد الضروره ) وانتهى البعث بالعراق نهايه مخزيه وهرب  رئس النظام كالفأر الى جحر لم يحميه الا شهوراً ,فقد اختزل صانعي ومروجي هذة الفريه كل تراث العرب بمنهج عمر بن كلثوم التغلبي اللذي اقل ما قال فيه:

 اذا بلغ الفطام لنا صبياً      تخر له الجبابرة ساجدينا

والحقيقنه التي يعيشها الناس اليوم ان فكر ٧ نيسان بعث بالامه الى الى غرف الانعاش وتحتاج الشعوب التي حكمها البعث  الى عمليات كبيره للخلاص من التركه الثقيله التي تركها من سلوك وممارسات ,واصبح الانتاج الفكري لهذة الامه سالباً ,فقاده هذا الفكر كانوا ولايزال الكثير منهم لايستطيع العيش في الحاضر كله ولايستطيع العيش في الماضي كله,لذلك تراهم مشوشين وينتقلون بالامه من كارثه الى اخرى.ففي العراق منحهم القدر والارادات الدوليه ان يديرو دفه البلاد مرتيين وكانت النتيجه خسائر جسيمه في كل مره واليوم نحتاج الى مفكريين ومثقفين وعلماء اجتماع من طراز جديد للبحث عن علاجاً شافياً كي تتلمس الناس الطريق الصحيح وتخليصهم من الاوهام والافكار التي بذرها فكر القائد الضروره في الامه.

اما البدء والتحرك والشروع في ٩ نيسان فقد استند على كذبه ، ولكن هذة المرة كذبه عالميه,استُبيح بها القانون الدولى والعرف الانساني, وتعرضت مئات الالاف من ارواح العراقيين للأزهاق, ولم نصل الى حدود هذة الكذبه لحد الان, وبالرغم من انها كذبه ,غير ان العراقيين شعروا ولاول مرة بعد اكثر من ربع قرن بطعم الانعتاق من زبانيه الطاغيه ومخبريه وقد يفسر هذا لماذا دخلت القوات الامريكيه للعراق باقل من اسبوعين وبدون صعوبه تذكر فقد ذاب الجيش كما تذوب قطعه الثلج في الماء الساخن ,وترك الناس جلادهم ليلاقي حتفه لوحده ، وربما قائلاً يقول من ان الناس كانو على خطاء! حيث ان القادم كان اجنبياً ومحتلاً وطامعاً وامبريالياً وصهيونيناً ووو..وما الى ذلك من انساب والقاب ,ولكن الحقيقه التي لايمكن انكارها,من ان الناس بحسهم الفطري حكمو على صدام من انه اسواء من كل هذة المصنفات لذلك تركوه يلاقي حتفه وحده  انتهى به الامر الى حفرة حقيره ليتعفن بها ،  ولان صدام كان قد اسعبد الناس والعبيد على مر التاريخ لا يتطلعو الا الى حريتهم من الاسياد المتغطرسين  ، وهكذا قبل العراقيين الغز ولن يفرشو له الطرقات بالرياحين والورود فغادرهم حتى قبل ان يغادر افغانستان التي سبق ان احتلها قبل غزوة للعراق.

والكذبه الاخرى  في ٢٨  نيسان فهي كذبه لن تاتي بعدها كذبه,ففي الوقت اللذي كانت الحكومه الملكيه في العراق توحد تاريخ ميلاد الذكور في ٧/١ من كل سنه لتسهيل انضمامهم للجيش ولضمان عدم تهرب اياً منهم من الخدمه العسكريه, ينفرد ميلاد وصمه العار الابدي ( صدام) في ٢٨ نيسان,وكانت تستهويه هذة الكذبه  فقد فرض على الناس الخروج الى الشوارع والاحتفالات بمناسبه ميلاد (الشفيه)،  وكان يخرج علينا كل سنه بسيفه البتار  ليقطع اشلاء كعكه ميلادة ببزته البيضاء وامامه يرقص رهط من الاطفال الابرياء , ويفرض على الناس الاحتفال, وتصم الاذان من فوضى المديح الشعري والاغاني من مكبرات الصوت التي كانت تملاء الشوارع والازقه,فصدام  لم يولد في مستشفى, ولم تكن هناك قابله مؤذونه تسجل الولادات, وكانت والدته امراءة لا تحسن القراءة والكتابه وكل اخوانه واقرانه من مواليد ٧/١
 الا ان وصمه عارنا الابدي اختار ان يكون يوم ولادته ٢٨ نيسان وذلك اشارة منه لمن يقراء جيداً انه ينتمي الى سجل نيسان الممتلي بالكذب والرياء …..
وتمر السنين والناس تتطلع الى الاستقرار والحياه الكريمه والراحه النسبيه على الاقل بعد رحله مليئه بالالم والدموع وشحه الخدمات منذ سقوط الصنم  ، ويتداعى الشباب في ساحه التحرير للمطالبه بحقوقهم المغدورة من قبل شله من المفسدين والمرتشين واصحاب الصفقات الكاذبه وما ان هاجت وماجت الجماهير لتُذكر من نسي …من انها نفس الجماهير التي لاتهاب من عبور الجسور والكتل الكونكريتيه لتصل الى مواقع الحكام الجدد ، تماماً كما كانت نفس الجماهير في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي تفرض حقها بارادتها وقوه وحدتها ، غير ان الدوله هذة المرة خرجت علينا في كذبه ال(١٠٠) يوم  ، ومضى اكثر من ٦٠٠ يوم والحال هو الحال فكيف يطيب لي شهر نيسان وهو شهر الاكاذيب واللعنات وان كان في زمن اجدادنا يغمرهم بالخير والجمال الا انه انقلب وبالاً علينا ، فعذراً يا اجدادنا الكرماء فنحن لم نجد فيه غير البداء والشروع بالكذب والرياء وسؤ الطالع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات