17 نوفمبر، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

غيرة النسوان من نوبل ( نادية مراد )

غيرة النسوان من نوبل ( نادية مراد )

حازت الايزيدية نادية مراد لجائزة نوبل للسلام لعام 2018 ، والحيازة أتت بجهد روحي وجسدي وخسارات اتت من عذابات السبي والاستعباد القاسي الذي مورس عليها جسديا وروحيا وبتبادل الادوار من قبل أناس يفسرون الاجتهاد والفتاوي والعرف حسب مزاج الشهوة والتطرف والعنف والتخلف .

قصة نادية مراد وعودتها الى الحرية والحياة اعدها العالم المتحضر لتكون شاهدا على ضرورة وأد كل قوى التكفير والقتل والتخلف ،وربما هي شجاعة اولا عندما جازفت وهربت من محيط الذل والسبي وعالم الجواري ، وذكية لأنها استغلت فجيعتها بذكاء عندما تعاطف معها العالم رأي عام وملوك ورؤساء وجمعيات وامم متحدة ،فصارت سفيرة لنوايا الحرية لملتها وشعبها ومع كل خطاب كانت تلقيه نادية مراد كانت دموع الجالسين تنهمر ،ساسة ورؤساء وسفراء وصحفيين ومشاهدي تلفاز.

في مقابل نادية مراد التي اوصلت قضيتها وقضية طائفتها واهلها الى ابعد مكان في الارض كان هناك من بنات جلدتها وملتها من اضطلعن بذات الدور واشتغلن بذات المساحة التي اشتغلت بها نادية وربما سكنهن ذات الطموح للحصول على ما حصلت عليه نادية ويقال ان احدى السيدات حضرت الى العاصمة النرويجية اوسلو من اجل هذا الامر ،ويقال ان مشادة حدثت بينها وبين نادية مراد .

وفي الاخر النرويجيين اعطوا لنادية الضوء الأخضر لتذهب منتصرة الى الاكاديمية السويدية وتمنحها نوبل للسلام ، ولم يعطوها للبعض الذي حاول ان يستعرض نشاطه من اجل الجائزة ، فالبعض يعتقد ان نادية الريفية التي لولا السبي لبقيت فلاحة في قريتها ، لن تستحق نوبل كما تستحقها الكثيرات من اللائي قدن التظاهرات وتعرضن للموت في حوادث الطائرات الهليكوبتر وذهبن الى الامم المتحدة وعرضن قضيتهن.

المهم اخبرتني سيدة مثقفة وأكاديمية وناشطة ان الكثيرات من النساء العراقيات المدافعات عن قضية المرأة في العراق يستحقن الجائزة قبل مراد ووضعت اسماء لنشاطات ( فلانة وفلانة وفلانة والنائبة فلانة والاميرة الايزيدية فلانه .

أنا اقول ان المبعث الذي يدفع النساء لتفكر هكذا ( إن كن حقا يفكرن هكذا ) فأن هذا هو بدافع غيرة ( النسوان ) كما يقول كاظم الساهر نقلا عن نزار قباني .

وأظن ان نادية مراد عبرت حاجز الانتباه الى غيرة ومنافسة من فلانه وفلانه ،فقد عرفت اللعبة وعرفت بسرعة عجيبة لباقة التحدث من اجل قضيتها حتى عندما كان خطابها في الامم المتحدة محرر من احدهم لتلقيه هي .

نادية مراد اعطت ،وعطائها تحول الى قضية لا يمكن فيه ان تزاحمها وتغار منها آنساتنا  الطيبات.

أحدث المقالات