لن يدعوا رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي يرسم على جدار العراق (نصف) طموحاته ورءاه ومسالكه ، أو ربما ربعها .. أو حتى عشرها .. فأن استطاع عبد المهدي أن يتجاوز (أهل السلاح) وتهيؤهم وتحفزهم لخلط ميادين المواجهة واستنساخها وبعثرتها هنا وهناك استعدادا منهم لمواجهة التداعيات الأقليمية الخطيرة بين امريكا وايران والسعودية واليمن وسوريا وتركيا .. نقول ان استطاع ان يقفز على ضغوطات هؤلاء فسيجد لا محالة مانعا ثانيا لا يقل خطورة عن المانع الأول ، المتمثل بأصحاب المال السياسي الفاسد الذين امتلكوا العراق ومحافظاته ومؤسساته ومصانعه ومزارعه وحتى جوامعه وحسينياته .. واشتروا به كل شيء ابتداءا من تاريخهم البديل مرورا بأسمائهم الجديدة وشهاداتهم المنتقاة المزورة ، وليس أنتهاءا بالمناصب السيادية وغير السيادية وتعدد الزوجات .
الرئيس عبد المهدي في مأزق خطير وجسيم لا يحسد عليه .. فأن قبل بضغوط هؤلاء وانساق الى تشكيل حكومة محاصصة وفق لمطالبهم وشروطهم التي اعادت العراق الى قرون مضت ، واكتفى بمنح وزارة او اثنين اوثلاثة الى المستقلين من وزارات الخط الثاني كالسياحة والمرأة والثقافة والبيئة وغيرها .. فأنه لا محالة سيسقط شعبيا وسيلتمس الجميع كذب طموحاته وطروحاته .. أما اذا مضى بتحقيق الحد الأدنى من أحلامه ومشروعه الخدمي الأمني وقدم وزارة مستقلة ، فمعظمنا يعتقد أن الحصول على اصوات المؤيدين في البرلمان من تلك الجهات المتحفزة للأنقضاض عليه ضربا من ضروب الخيال .. وقد نجد أن احلام عبد المهدي لن تصمد أمام مافيات سرقة الوطن ارضا وثروات ، وسيمسخون حتى أحلامه التي تحزم بها من أجل دفع العراق الى مرحلة جديدة ربما .. وقد تكون الأستقالة ما زالت تعشعش في زوايا فكره كسلاح أخير يواجه بها أباطرة العراق الجدد .. والله أعلم .