بالتأكيد نستنكر قتل كل أنسان بغير وجه حق لصيانة كرامة الإنسان، وهذا حق لامفر منه.
أما عن شخصية القاشقجي ككاتب، فيما يقال عنه اليوم:- أن مقتله جاء لوقوفه بوجه الظلم ونقد سياسة بلده أو نقد ولي العهد أو ماشابه لينال شرف وسام شهيد الكلمة الحرة، فأعتقد هي مجرد تبييض لصفحته ومشابهة مبالغ بها ولايستحقها إسوةَ بالكتّاب الأحرار حقاً.
لأن القاشقجي من الأقلام التي خدمت ظلم آل سعود في سياساتها وعدوانها الإجرامي على اليمن، فصمته على مجازرها بحق الأطفال وكل المدنيين خير شاهد ودليل.
أين كلمته الحرة وشهامته وسِمُوّ إنسانيته الغير طائفية في قصف أطفال اليمن العرب الأقحاح من 2014؟
أين كلمته الحرة في مجابهتة لشيوخ الأرهاب والتطرف وفتاويهم بقتل الشيعة داخل وخارج السعودية؟
يستنكر صواريخ الحوثيين ولايستنكر مجازر أسياده وتجويعهم لهم؟
من تابع كل أقواله فهي عبارة عن بوق لمخابرات آل سعود. فلاتأخذكم الحمية بنية الدفاع عن الإنسان وأصحاب الكلمة الحرة الشرفاء لأنه لايمثلهمْ ولايمثل الأنسانية ويداري التوجهات الطائفية فدمه معجون بالطائفية البغيضة وأفكاره داعشية سعت خطيبته خديجة لترطيبها بإعتدالها.
أعتقد أن العالم لايستحِْ، لأنه يبالغ بشدة في إنشغاله بحياة وكرامة فرد داعشي قتل بصورة خالفت الأعراف القضائية ولاينشغل بمن يقتل شعوبنا تفجيراً وبالرصاص كل يوم …كل يوم تقتل الأبرياء في فلسطين في العراق واليمن وسورية وليبيا بأيادي قادة الدواعش التي سكت عنهم القاشقجي وأمثاله من قرنائه في صحف العالم.
أليس الأولى بنا التهكم عليهم وعلى تلكم الصحف في تعظيم مقتل شخص والتغاضِي عن مقتل آلاف الشهداء في فلسطين واليمن والعراق وسوريا وليبيا.
أليس حان الوقت لنضع النقاط على الحروف عوضاً عن الإنجرار مع إنسانيتهم العظيمة حول مقتل القاشقجي؟
اليس الواقع بشاهد ودليل على الغطرسة والفوقية في التعامل الإنساني مع أنسانهم والإجرامي مع غيرهم؟
قتل إمرءٍ في غابة جريمة لاتغتفر..
وقتل شعب كامل قضية فيها نظر؟