توقفت عن الكتابه طيله الفتره السابقه لأنشغالي بأداء مناسك الحج ، ومارافقها من متاعب وعناء لأنها فريضه تستحق ذلك ، وفي الحقيقه لم أجد حدث يُثير الاهتمام او يشدني لأُسلط الضوء عليه في مقاله يستفيد منها القارئ فكل الاحداث متكرره ومعاده وقد تناولتها في اكثر من مناسبه ، ولكن الحدث الذي جعلني أتوقف عنده
قناه الجزيره التي أقامت الدنيا واقعدتها وتغطيه اعلاميه غير مسبوقه على مدار ٢٤ ساعه حول مقتل جمال خاشجقي الصحفي والمواطن السعودي ، الذي راجع قنصليه بلاده في تركيا ودخل لأنجاز معامله خاصه به واختفى ، وجاري التحقيق لمعرفه تفاصيل الحادث التي تُشير الدلائل بمقتله .
لقد أختلف خاشقجي مع ولي العهد منذ توليه المنصب وترك البلد وبدا يكتب مقالات ويصرح تصريحات ضد نظام الحكم ، رغم انه كان من المقربين للأسره الحاكمه، وبغض النظر عن من هو القاتل والكيفيه التي قتل بها وأنها أنتهاك للحقوق الانسانيه ؟ ولكن السؤال لو كانت العلاقه جيده بين قطر والسعوديه ؟ هل تفعل الجزيره ماتفعله اليوم ؟ . ام أنها ستكون مثل باقي القنوات التلفزيونيه الاخرى التي مرت على الخبر في نشراتها الاخباريه مرور الكرام كأي خبر عادي ؟
هنا نستنتج أن كل ماتنقله لنا وسائل الاعلام قد يكون مخالف للحقائق بنسبه عاليه وانها تُعبر عن فكر هذا الحاكم او ذاك فعند اختلاف الدول مع بعضها نجد التراشق الاعلامي وبكل الوسائل المتاحه والنار تلتهب لتأكل الاخضر واليابس اما اذا تصالحت فحتى النار تصبح رماد .
ان هذه الحاله تؤكد لنا وبما لايقبل الشك ان المواطن في بلادنا العربيه مضطهد لدرجه أنه يُقتل اذا أختلف في رأيه او تفكيره مع الدوله ، وأن الاعلام العربي يعمل بتوجيه حكومي . وان حريه الصحافه والاعلام هي مجرد شعارات نسمع عنها مثل الديمقراطيه الزائفه التي يعزف الحانها حكامنا ومل من سماعها المواطن .
ان الصراع في منطقتنا اليوم ينقسم الى صراع بين الحاكم وشعبه ،وصراع بين حكام الدول فيما بينهم ،، وانت يامواطن اذا اردت ان تضمن سلامتك ولاتتعرض كما تعرض له خاشقجي وغيره من قبل عليك ان تقتدي ببعض القنوات التلفزيونيه والاعلاميين وان تكون بلبلاً يُغرد كما ترغب حكومتك ان تسمع ، وأنت ياسلمان أفتح خزائنك كما عهدناك لتسويه الازمه بأقل الاضرار وبكفش فداء تضعون اللائمه عليه !!؟