خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
في خطوة تصعيدية جديدة ضد “قطاع غزة”؛ قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل، “الكابينت”، إعطاء مهلة أخيرة للجهود الدبلوماسية المصرية والأممية، من أجل التوصل إلى تهدئة مع “حركة حماس”.
صبر إسرائيل ينفذ..
ذكرت مصادر إسرائيلية أنه بعد نقاشات مُطولة داخل، “الكابنيت”، تقرر إعطاء فرصة حتى نهاية الأسبوع لجهود التهدئة التي سيبذلها كل من رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء “عباس كامل”، والمبعوث الأممي للشرق الأوسط، “نيكولاي ميلادينوف”.
وأفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أن المجلس الوزاري الإسرائيلي حذر “حركة حماس” من مغبة الاستمرار في التصعيد الأمني بمحازاة الحدود، وأن “صبر إسرائيل ينفذ”، كما أن الجيش الإسرائيلي سيواصل التصعيد في حال تواصلت “مسيرات العودة” التي تنظمها “حماس”.
“نتانياهو” و”ليبرمان” يهددان “حماس” بضربات قوية جدًا..
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ووزير دفاعه، “أفيغدور ليبرمان”، “حركة حماس” بـ”ضربات قوية جدًا” إذا تواصلت فعاليات المسيرات الشعبية على الحدود.
ووجه “نتانياهو” تهديداته لـ”حركة حماس” بقوله، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، إنها لم تستوعب الرسالة بأنه إذا لم تتوقف عن أعمال العنف ضد “إسرائيل” فسيتم إيقافها بطريقة أخرى، وهي ستكون طريقة مؤلمة للغاية.
وتابع بقوله: “إننا قريبون جدًا من نوع آخر من النشاطات التي ستشمل توجيه ضربات قوية للغاية. وإذا كانت حركة حماس تتسم بالعقلانية؛ فعليها أن تتوقف فورًا عن إطلاق النيران وعن ممارسة أعمال العُنف”.
فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، “ليبرمان”، أنه لا خيار أمام “إسرائيل” سوى شن عدوان شديد ضد “قطاع غزة”، وأنه لا يوجد احتمال للتوصل إلى تهدئة. وزعم “ليبرمان”، في مؤتمر نظمته صحيفة (معاريف) في “تل أبيب”، الاثنين، أنه: “لا يوجد أي احتمال لإحراز تسوية مع حماس. وبالنسبة للجيش الإسرائيلي فهو في أفضل حالاته منذ عام 1967، ولا خيار أمامه الآن سوى توجيه ضربة موجعة ضد حماس، حتى لو أدى ذلك إلى اندلاع مواجهة شاملة”.
وأضاف، “ليبرمان”، أنه طالما استمر “العنف” و”الإرهاب” على الحدود مع “قطاع غزة”، فإنه لن يتم إدخال الوقود والغاز إلى القطاع. مؤكدًا في تغريدة له: “طالما لم يتوقف العنف تمامًا، بما في ذلك إطلاق البالونات وإحراق الإطارات مقابل البلدات الإسرائيلية، فلن يتم استئناف إمدادات الوقود والغاز لقطاع غزة”.
وزير الإسكان الإسرائيلي: لا نريد حربًا ضد “قطاع غزة” !
كان وزير الإسكان الإسرائيلي، “يوآف غالانت”، قد أوضح أن “إسرائيل لا ترغب في شن حرب على قطاع غزة، وبالتالي فإنها تستخدم القوّة حاليًا على نطاق محدود، على أمل عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه”.
واتهم “غالانت”، “حركة حماس”، باستخدام دماء المدنيين لإثارة الاستفزازات وجذب اهتمام المجتمع الدولي. وأكد أنه إذا ما استمرت الحركة فيما أسماه الأعمال الاستفزازية الإرهابية، فإن “إسرائيل” ستضطر إلى العمل وبقوة كبيرة.
التصعيد لن يرقى لمستوى الحرب..
فيما نقلت صحيفة (هاأرتس)، الإثنين، عن أحد قادة الجيش الإسرائيلي أن الأزمة الإنسانيّة في “قطاع غزة” ستحدّ من أيّة حرب شاملة على القطاع، خشيةً أن تتعرض “إسرائيل” لانتقادات دولية شديدة.
مُضيفًا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تُخطط لاستهداف “مسيرات العودة” بصورة أقسى خلال أيام “الجمعة”، بالإضافة إلى زيادة مساحة المنطقة العازلة، لمنع المتظاهرين الفلسطينيين من الاقتراب نحو الجدار الأمني الفاصل بين “القطاع” و”إسرائيل”.
“حماس” تتبنى إستراتيجية جديدة..
يُذكر أن “حركة حماس” تقود، على مدار أكثر من 6 شهور، مواجهات شعبية ضد قوات الجيش الإسرائيلي على حدود “قطاع غزة”، على أساس أنها تظاهرات شعبية غير مسلحة، ويبدو أن الجماهير المشاركة في تلك التظاهرات، تدرك جيدًا أنها سوف تتعرض لنيران الجيش الإسرائيلي، ولكنهم لا يأبهوا بذلك.
ويخشى الإسرائيليون من أن جرأة الغزيين خلال تصعيد التظاهرات في الأسابيع الأخيرة، تعبر عن إستراتيجية جديدة وخطيرة، فهناك مجموعات جريئة جدًا، تقترب كثيرًا من الجنود الإسرائيليين، دون مخاوف، وهي تحاول تحقيق إنجازات عسكرية.
“غزة” بين التهدئة والتصعيد..
قال مراقبون فلسطينيون إن الوضع في “قطاع غزة” يتأرجح على خيط رفيع بين إتمام اتفاق تهدئة وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، أو تصعيد عسكري جديد مع “إسرائيل” لا تُحمد عقباه.
ورغم أن “الفصائل الفلسطينية” و”إسرائيل” لا تُظهران، حتى الآن، أية رغبة في التصعيد، إلا أن تطورات الوضع الميداني تُبقي الاحتمالات مفتوحة إزاء تغيير مفاجيء في المعادلة.
فيما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، “إسماعيل هنية”، السبت، خلال تشييع شهداء تظاهرات الجمعة، أن مسيرات العودة “ستتواصل حتى رفع كامل للحصار” الإسرائيلي المفروض على “قطاع غزة” منذ منتصف العام 2007.
وكانت “إسرائيل” قد اشترطت نزع سلاح “حماس” و”الفصائل الفلسطينية” وتسليم جنودها المحتجزين في “غزة”؛ من أجل الموافقة على خطوات جوهرية لتخفيف الحصار عن القطاع.
في المقابل؛ تؤكد “الفصائل الفلسطينية” أن مسيرات العودة “ذات طابع سلمي جماهيري للمطالبة برفع كامل للحصار” في ظل التدهور الشديد للأوضاع الإنسانية لأهالي القطاع، كما تؤكد “الأمم المتحدة”.
ويرى المحلل السياسي من رام الله، “عبدالناصر النجار”، أن “حركة حماس؛ وهي الحاكم الفعلي للقطاع، معنية أكثر بالهدوء، بمعنى عدم التصعيد العسكري، لكنها في الوقت نفسه معنية بالإبقاء على مسيرات العودة للضغط من أجل رفع الحصار”.
ويقول “النجار”: إن “الوضع في غزة يتأرجح على خيط رفيع بين استقرار الوضع على ما هو عليه أو الإنزلاق إلى تصعيد عسكري قد لا يحتاج لأكثر من تطور ميداني مفاجيء”.
وفد مصري لإنقاذ التهدئة والمصالحة..
كشفت مصادر فلسطينية، عن أن وفدًا أمنيًا مصريًا سيصل إلى “قطاع غزة” في غضون أيام قليلة جدًا من أجل محاولة إنقاذ ملفات التهدئة والمصالحة قبل انفجار الأوضاع وإنفلات الوضع الأمني في “قطاع غزة”.
وقالت المصادر إن الوفد من جهاز المخابرات سيصل بالتزامن مع زيارة متوقعة لرئيس الجهاز، اللواء “عباس كامل”، الذي سيزور “تل أبيب” و”رام الله”، نهاية الأسبوع الجاري. مشيرةً إلى أنه في حال تم تأجيل زيارة “كامل” فإن الوفد الأمني سيصل “غزة”، وربما سيعقد لقاءات مع مسؤولين في “السلطة الفلسطينية”.
ووفقًا للمصادر؛ فإن القيادة المصرية تخشى من أن تنفجر الأوضاع في “غزة”، وخاصةً الأمنية مع “إسرائيل”، في ظل زيادة الأحداث والمواجهات على الحدود. وأشارت إلى أن “مصر” تحاول إنقاذ ملف التهدئة، والوصول إلى حلول يمكن من خلالها خفض حالة التوتر لحين التوصل لاتفاق.
وترغب “مصر” في التوصل إلى وقف المواجهات عند السياج الفاصل بين الجانبين، والعمل خلال شهرين للتوصل لاتفاق تهدئة متبادل بالتوافق مع “الأمم المتحدة”. وسيتواصل ذلك مع مسار المصالحة، حيث تسعى “مصر” للضغط بإتجاه كافة الأطراف من أجل إنجازه ضمن توافق فلسطيني كامل خلال الشهرين المقبلين.
إعطاء فرصة أخرى للتهدئة..
أكدت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أنه على الرغم من الرسائل الشديدة من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية، “بنيامين نتانياهو”، ووزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”، فقد قرر “المجلس الوزاري المصغر”، الذي إنعقد لمدة أربع ساعات، إعطاء فرصة أخرى للتهدئة. وقرر المجلس الانتظار حتى نهاية الأسبوع، مع اتصالات التسوية التي يُجريها رئيس المخابرات المصرية، “عباس كامل”، ووساطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، “نيكولاي ميلادينوف”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن من كان يتوقع أن يُسفر اجتماع “المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر” عن إصدار قرارات دراماتيكية، فقد خاب أمله. حيث قرر المجلس إعطاء فرصة لرئيس المخابرات المصرية من أجل محاولة استئناف الاتصالات لإحراز تسوية، ومن المقرر أن يزور “كامل” تل أبيب وغزة ورام الله.
“النخالة”: لن نتخلى عن حق شعبنا في الرد..
قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، “زياد النخالة”، إن “تهديدات العدو الإسرائيلي بشن عملية عسكرية ضد شعبنا في قطاع غزة؛ تعكس النوايا العدوانية لحكومة الإرهاب بمواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “النخالة”: “نحن نتعامل مع هذه التهديدات على محمل الجد، ولذلك ندعو كل المقاتلين بأن يكونوا على جاهزية تامة لمواجهة أي عدوان محتمل”.
وأكد الأمين العام لـ”حركة الجهاد الإسلامي” على أن “الشعب الفلسطيني لن يركع أمام هذه التهديدات، ولن يتنازل عن حقه في الحياة، ولن يكون بمقدور أحد أن يدفع الشعب الفلسطيني نحو التسليم بواقع الحصار والعدوان”.
وتابع “النخالة”: أن “التصدي للعدوان سيبدأ من حيث إنتهينا في معركة التصدي لعدوان 2014”. وأردف أن: “جرائم قتل المدنيين العزل في مسيرات العودة وعلى حواجز المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة؛ جرائم لن تغفرها المقاومة ولن تتخلى عن حق شعبنا في الرد، والرد على هذه الجرائم لا يزال مطروحًا على الطاولة”.