عبارة أطلقها أديبنا السوري-الأرمني (أديب إسحق) الذي عاش في القرن التاسع عشر ، وأصل العبارة (قتل إمرئ في غابة جريمة لا تُغتفر ، وقتل شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظرْ) ، وهو يكشف منذ ذلك الوقت زيف التصرفات الأممية ونفاقها ومعاييرها المزدوجة ، تكررت ظاهرة هذا المبدأ العار على الإنسانية عشرات المرات ، آخرها حادثة إختفاء الصحفي والأديب السعودي جمال خاشقجي ، وربطتها مع الحرب على اليمن ، لأن مرتكب الجريمتين مع الفارق الهائل بين وقع الجريمتين ، هو نفس القاتل .
مع بداية حادثة خاشقجي ، بدأت الوسائل الإعلامية لغطا غير مسبوق ، وهي تلهج بإستمرار بإسم هذا الرجل الذي قيل إنه كان معارضا للحرب على اليمن وعلى خلاف مع ولي العهد السعودي ، والمبدأ الجنائي يقول (قل لي مَن المستفيد ، أقول لك مَن القاتل) ، لكن عين هذه الوسائل الإعلامية ، ربما كانت تكتفي بخبر عابر شبه يومي ، عن حرب الإبادة التي تشنها السعودية من خلال (لوثة الحزم) ، المتمثل بتحالف العار العربي على اليمن ، وإنفاقها لمليارات الدولارات دون (نصر) ! ، حتى وصلت اليمن إلى المجاعة الفعلية ، فهنالك ثلاثة عشر مليون إنسان يمني يعانون المجاعة بسبب تلك الحرب ، السعودية تشتري مجاعة اليمن بمليارات الدولارات ، دون رادع أو حسيب أو إعتراض ! ، فبعد أن توعّد (ترامب) السعودية بفرض عقوبات شديدة على السعودية ، عاد فقال إن هذا تصرف حدث على يد (مارقين) وبمعزل عن إرادة الحكومة السعودية ، وأن صفقات السلاح معها لا تزال سارية ! ، وأن وكالات الإغاثة بينت أن المجاعة في اليمن هي الأخطر والأكبرعالميا منذ أكثر من قرن ، الجميع يعلم من هو المسبب لهذه الكارثة ، لكنهم لا يشيرون إليه بالأصبع !.
ترامب وغيره ، وسائر المجتمع لدولي ، يعلمون جيدا أن هذا السلاح سيوجّه إلى صدور العراة الحفاة الجياع في اليمن ، ولا لشيء آخر ، فأي عالم هذا ، يسوده القتل والجشع والطمع والبعد الشديد عن أدنى حدود الإنسانية بقيادة أمريكا التي عاثت في العالم فسادا وعربدة وبلطجة ، وهي تتخذ من حروب التجويع والحصار سلاحا ، أمريكا التي تعلم علم اليقين ، أن الحصار ليس سوى أداة لأستقواء الأنظمة المستبدة التي تدّعي أمريكا معاداتها ، وبالتالي إطالة أمد تسلطها على رقاب الشعوب المقهورة ، والشعوب المقهورة تسوء أخلاقها حسب عبارة (إبن خلدون) ، وللأسف نحن خير مثال !.