الاخبار الواردة من سوريا تؤكد حل حزب البعث العربي الاشتراكي السوري بأمر من الرئيس بشار الاسد . حزب البعث من الاحزاب العربية المتميزة على عموم الساحة العربية تأسس الحزب بدمج حركة البعث العربي، بقيادة عفلق والبيطار، والبعث العربي بقيادة الأرسوزي، بتاريخ 7 أبريل 1947 تحت مسمى حزب البعث العربي. سرعان ما أنشأ الحزب فروعًا في الدول العربية الأخرى، لكنه لم يصل إلى السلطة سوى في العراق و سوريا. اندمج حزب البعث العربي مع الحزب العربي الاشتراكي الذي يقوده أكرم الحوراني في عام 1952 ليشكل حزب البعث العربي الاشتراكي. شعاره “امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ” كان من اهدافه الرئيسية العمل على تحرير فلسطين ومنهجه ” وحدة حرية اشتراكية” والانقلاب على الواقع العربي الفاسد . ان الحزب يتناقض مع الانظمة العربية بمجموعها ومع الحزب الشيوعي والاحزاب الاسلامية . بالمقابل كانت الانظمة العربية تحاربه وتنتقده . يقول الملك المرحوم ” فهد “ملك السعودية مخاطباً خريجي احدى دورات الكلية العسكرية قائلا ” كونوا كل شيء الا البعثية كونها خطر علينا جميعاً ” والحركة الماركسية الشيوعية كانت تعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي ” حزب برجوازي صغير ” والاحزاب الاسلامية كانت تنكر على الحزب فكرة وفلسفة النهج ” العلماني الايماني ” بالرغم من توجهاته الدينية المعتدلة واحترامه لكل المعتقدات . في كتابات المرحوم ميشيل عفلق المؤسس العام للحزب يقول ” إذا كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمداً ” الاحزاب الاسلامية من ظمن تحفظاتها على الحزب كون مؤسسه وقائده العام “مسيحي وليس مسلم ” بالرغم من ان الحزب يؤمن ” بالعلمانية الإيمانية ” وكوسيط معتدل بين كل المعتقدات والاتحاهات الدينية ” سرعان ما نشأ صراع على السلطة بين الفصيل المدني بقيادة عفلق والبيطار ومنيف الرزاز واللجنة العسكرية بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد. مع تدهور العلاقات بين الفصيلين، نظمت اللجنة العسكرية انقلاب عام 1966، الذي أطاح بالقيادة الوطنية بقيادة الرزاز وعفلق وأنصارهم. بعد ذلك استولى حافض الاسد على السلطة في سوريا مستغلا وضعه كوزير للدفاع والإلتفاف على الحزب بعد ادعائه اليسارية متهماً من يناقضه باليمين وسمّى ” زكي الأرسوزي ” أميناً عاما ً للحزب السوري المنشق . ضلت الحرب مستعرة بين الحزبين السوري والعراقي . على عموم الساحة العربية حتى وصلت الى الحد بقيام حافظ الاسد بأعمال تخريبية وتفجيرات داخل العراق وقيام العراق بالرد بنفس الاسلوب . كان لكلا الحزبين قيادات قطرية في العديد من الدول العربية اقواها الفاعلة قيادات حزب البعث العراقي . يتمتع حزب البعث العربي الاشتراكي بفلسفة ومنهاج فكري واضح يتجانس مع تطلعات الواقع العربي يطمح الى التغيير والانقلاب على الواقع العربي الفاسد . متشدداً وداعياً للقضايا العربية المعاصرة . منها القضية الفلسطينية وقضية الاستقلال وفعلا انجز قسم من مناهجه في العراق ” كتأميم النفط وبناء البنية التحتية المطلوبة وتطوير القوات المسلحة وتقويم السياسة الخارجية بما يتلائم ووضعها العربي والعالمي واقرار الحكم الذاتي للأكراد وعلى الصعيد العربي الدعم المالي للدول العربية ومشاركته الفعلية في حرب تشرن عام 1973 ضد اسرائيل على الجبهة المصرية من خلال قوته الجوية اسراب الهوكر هنتر . والجبهة السورية بكافة صنوف جيشه واشهرها ” معارك الدبابات في تل عنتر ” ومعارك القوات الخاصة فيى مناطق جبل الشيخ ” ومنع سقوط دمشق في هذه الحرب . رغم العداء والاختلاف بين الحزبين البعث السوري والبعث العراقي . مواقف حزب البعث العراقي دوّخت الإستعمار والصهيونية , مما جعله على اولويات قائمة الدول التي تجب محاربتها وجعلها هدف للمؤامرات الاستعمارية . كان الحزب ظمن فلسفته ونهجه يراوح بين مفهوم ” الحزب الواحد والحزب القائد “داخلا في صراع مع بعض قياداته الحزبية المعروفة مثل عبد الخالق السامرائي ومنيف الرزاز وغيرهم . ومحارباً من قِبَل الحكومات العربية والاستعمارية كونه يدعو للوحدة العربية والانقلاب على الواقع الفاسد واحداث التغيير .
انقلاب بشار الاسد على حزبه السوري جاء نتيجة ضغوط عربية واستعمارية غربية وشرقية واسرائيلية وعلى رأس ذلك الولايات المتحدة الامريكية والمتحالفين معها في الداخل والخارج . حزب البعث العربي الاشتراكي سواء كان سورياً أو عراقياً رغم الخلاف الذي اسس له حافظ الاسد والولايات المتحدة لا يمكن الغائه بقرارات حكومات محلية او دولية وسيعيد نفسه بل سيعيد تجانسه نتيجة هذه المعضلات التي واجهها فلا يمكن لأمريكا ومن يواليها ولا بشار ومن يعتقد به ويسير بركابه . ممكن تحجيم الحزب لكن لا يمكن الغائه او استبدال اهدافه ومنهجه او حلّه .