16 نوفمبر، 2024 3:58 ص
Search
Close this search box.

زواج “فيرناندو” و”إيزابيلا” .. قرار سياسي سمح للملكة الإسبانية بالتوسع والإذدهار !

زواج “فيرناندو” و”إيزابيلا” .. قرار سياسي سمح للملكة الإسبانية بالتوسع والإذدهار !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كان زواج ملكة قشتالة، الملكة “إيزابيلا”، من ملك أراغون، “فيرناندو الثاني”، علامة فارقة في تاريخ المملكة الإسبانية، إذ سهلت الزيجة تحقيق طموح “إيزابيلا” في ضم المملكتين تحت عرش واحد؛ ومن ثم اكتشاف “أميركا”.

كان قرار “إيزابيلا” بقبول الإرتباط بـ”فيرناندو الثاني” مبنيًا على قرار سياسي بعيدًا تمامًا عن الرومانسية أو أي مشاعر حب أو إرتياح، وكان بمثابة فرصة لها للحصول على الحرية؛ بعيدًا عن السلطة الأبوية التي كان يمارسها عليها شقيقها الأكبر – الملك في هذا الوقت -، “إنريكيه الرابع”، لتكسر بذلك تعهدها لأخيها، الملك، “إنريكيه الرابع”، بعدم الزواج دون موافقته كشرط للسماح لها بأن تخلفه في الحكم.

وتزوج “فيرناندو” و”إيزابيلا”، في 19 تشرين أول/أكتوبر عام 1469، أي قبل توحيد “إسبانيا” بضم “قشتالة” إلى “أراغون” والمقاطعات التابعة لهما، ولم يكن أي منهما قد وصل إلى الحكم بعد.

الملك حاول استغلال شقيقته للحفاظ على عرشه..

عاشت “إيزابيلا”، قبل زواجها، ظروفًا محفوفة بالمخاطر، إذ نفذ صبر الملك وإنتابه شعور بالقلق لأنه لم يجد بعد الوريث الذي يمكنه الحفاظ على استقرار العرش بعد وفاته، ووجد أن إخوته الأصغر منه؛ “إيزابيلا” و”ألفونسو”، يشكلان خطرًا عليه، وأنه من السهل استغلالهما من أجل التجسس عليه، لذا فكر في توظيفهما لتحقيق مصالحه، وعزم على تزويج أخته من حليف قوي له.

وفكر أنه من الأفضل أن يبقيا قريبًا منه وأن يعيشا معه في القصر الملكي، لكن هذا الأمر مثل لهما سجنًا، إذ تركا أمهما، وظلا محبوسان داخل القصر، واتفق الملك على عدة مشاريع زواج لـ”إيزابيلا”، لكنها كانت في كل مرة ترفض، وقررت أنها لن تتزوج سوى ممن تريد هي، وأن زواجها سوف يقوم على قرار سياسي بعيدًا عن الرومانسية، وكان قرارها هذا دليلاً على وعيها السياسي، وعلى رغبتها القوية في خدمة “قشتالة” و”إسبانيا”، بعدما عانت من عدم القدرة على الوصول إلى العرش وإمكانية الوصول إلى الجنون بعد منعها من التصرف بحرية، بسبب المعارك التي دائمًا ما كانت تنشأ بين العائلات الملكية.

قرار سياسي بحت..

جاء قرار زواجها، من “فيرناندو”، على هذا النحو؛ بعيدًا عن أي مشاعر عاطفية، لأنها لم تكن تعرفه حتى قبل الزواج، وإنما كان عبارة عن مشروع سياسي مضمون النتيجة يقوم على توحيد “إسبانيا” بضم مملكتي “قشتالة” و”أراغون”، وتقدمت الفتاة خلال عرسها باتجاه زوجها وهي على اقتناع تام بأهمية هذه الزيجة من أجل ضم المملكتين، ووقعا معًا أحد أبرز عقود الزواج المبنية على التكافؤ وكل طرف منهما وضع عينه على مملكة الآخر، لكن “إيزابيلا” لم تتنازل أبدًا عن مملكتها ووصفها بـ”ملكة قشتالة”.

كان كل ما تعرفه عنه هو شجاعته في المعارك، كما أنه كان يسمع عن قوة شخصيتها وتربيتها الجيدة، وكانت “إيزابيلا” فتاة شقراء جميلة يميل لون عينها إلى الأزرق وملامحها رائعة الجمال، وبدأ الحب بينهما بسرعة إذ كان “فيرناندو” عاطفيًا، وأنجب طفلين بطريقة غير مشروعة، قبل زواجه من “إيزابيلا”.

الحروب الأهلية أغرقت “قشتالة” و”أراغون”..

قبل موعد حفل الزواج كانت “قشتالة” و”أراغون” غارقتان في بحور الحرب الأهلية، التي نشأت في الأساس بسبب الخلافات بين النبلاء من جانب وعدم استقرار العرش من جانب آخر، بينما كان الملك أول النظراء إذ بقي بعيدًا عن الحكم الذي سيطر عليه ملوك أوروبا، بعد دخول ممالكهم في مرحلة الحداثة وما تلاها من إنشاء مؤسسات حكومية مركزية، وكانت هذه هي مهمة الملوك الكاثوليكيين.

لذلك سعى والد “فيرناندو”، الملك “خوان الثاني”، من أجل سرعة إتمام هذه الزيجة التي رأى أنها سوف تعود بالنفع على “آراغون” وعلى وحدة “إسبانيا”، على الجانب الآخر عرفت “قشتالة” في هذه الفترة إزدهارًا متزايدًا وبدأت في شحذ الطاقات من أجل تمدد كبير.

وصلا إلى العرش سريعًا..

وبعد الزواج؛ بدءا تنفيذ خطتهما من أجل عمل علاقات مع حلفاء جدد وابتعدا عن الشخصيات المهمة داخل الممالك وبحثوا عمن يمكنهم التعاون معهم من رجال الكنيسة والجامعة؛ كي يصبحوا فيما بعد عوامل دعم لهما في حالة اختيار من يخلف “إنريكيه”.

وفي عام 1474؛ توفي الملك، فلم تضع “إيزابيلا” الوقت، وحتى دون استشارة زوجها أعلنت نفسها “ملكة قشتالة” وحصلت على دعم الرأي العام، وخاصة الطبقة المتوسطة، وفي عام 1479 أعلن “فيرناندو”، ملكًا لـ”أراغون”؛ خلفًا لوالده، وبهذا لم يعد أمام الزوجان أية عراقيل تمنعهما من ضم المملكتين، ثم تمكنا من فرض السيطرة على “غرناطة”، التي كانت تحت يد المسلمين، وحكما حكمًا ملكيًا مركزيًا وقلصا إمتيازات الإقطاعيين، وفتحت هذه الوحدة المجال إلى اكتشاف “أميركا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة