المراقبون للشأن العراقي يستغربون حد الذهول هذا التبدل السريع في المواقف وكأن هناك جهة ما من تدفع هذا السياسي او ذاك الى الانقلاب من صديق الى عدو ومن حليف الى خصم اذ الطبيعة البشرية مهما بلغ سوءها لا تبدل مواقفها بين دقيقة واخرى الا اذا كان هناك طرف ما أقوى منها طلب ذلك منها بتهديد كان او بترغيب .
ومن يراقب الساحة السياسية العراقية وما تموج به من تصريحات ذات اليمين وذات الشمال يفاجأ رغم توقعه هذا بمواقف غريبة تصدر من هؤلاء السياسيين معممين كانوا ام غيرهم حتى اننا لم نعد نصدق من ونكذب في خضم هذه الفوضى ومن هو على حق ومن هو على باطل ومن هو الوطني ومن هو الخائن ؟؟؟ .
امس كان فلان السياسي وطنيا واليوم أصبح خائنا وغيره كان في النهار نزيها وفي المساء اصبح فاسدا كله هذه التصريحات وهذا التناقضات ابطالها سياسيين ضد سياسيين آخرين حيث تتبدل مواقفهم من بعضهم البعض بين الفينة واخرى حتى بتنا في حيرة من امرنا وبتنا نتساءل من نصدق ومن نكذب وبمن نثق وبمن نسيء الظن ؟؟ .
آخر هذه التصريحات وهذا التناقضات التي تصدر من سياسيين ضد بعضهم البعض تغريدة للسيد مقتدى الصدر التي وصف فيها الشيخ خميس الخنجر زعيم كتلة قرار في مجلس النواب بــ ” خنجر الخيانة ” في موقف اثار استغراب وحيرة المراقبين اذ حتى الأمس القريب كانت قناة الفلوجة التي يملكها آل الخنجر كانت تمتدح وتشييد وبشكل يومي تقريبا بالسيد مقتدى الصدر عبر برنامجها الساعة التاسعة الذي يديره الاعلامي انور الحمداني قبل ان يتوقف بثه عبر هذه القناة . اذ كنا نسمع ولمدة اشهر اشادة ومديح شبه يومي عبر هذا البرنامج بالسيد مقتدى الصدر وبمواقفه الوطنية وبعراقيته الأصيلة التي تدعو للوحدة بين العراقيين وانتقاداته الشديدة للفساد وفضح الفاسدين وكانت قناة الفلوجة عبر برنامجها اليومي الساعة التاسعة حاملة راية الدفاع عن السيد مقتدى الصدر والدفاع عنه من اي هجمة إعلامية يتعرض لها من خصومه عبر جيوشهم الالكترونية والورقية كل هذا لم يحضر او يتذكره السيد مقتدى الصدر وهو يصف الشيخ خميس الخنجر بـ ” خنجر الخيانة ” في موقف جاحد لايليق بالسيد مقتدى الصدر وإيمانه بالإسلام الذي يدعو اتباعه الى الإخلاص والوفاء ورد الجميل دون ان نعرف خلفيات هذه التغريدة الغريبة اذ لم يصدر اي تصريح من الشيخ الخنجر بعد انضمامه الى العملية السياسية التي كانت معارضا لها منذ العام ٢٠١٠ بعدما سلب المالكي فوز قائمته العراقية التي كان الشيخ الخنجر راعيها وممولها .. نقول لم نسمع او نقرأ اي تصريح للشيخ الخنجر يناقض مواقفه الجديدة التي تعد ثورية بمواقفه المتشددة السابقة والتي كان هدفها احترام السيادة العراقية ونبذ الطائفية وهذه المواقف كانت ومازالت تتسق وتتفق مع مواقف السيد مقتدى الصدر ولا تختلف معها او تناقضها واذا بالسماحة السيد مقتدي الصدر يفاجأنا كما عودنا وعادته في تغيير مواقفه والانقلاب عليها عندما اطلق هذا التصريح الغريب عبر تغريدة ناشد بها ” اهل السنة ” وراح يمتدحهم ويشيد بهم واذا هذا طعما يرميه لهم حتى يطعن بشخصية كبيرة من شخصياتهم وقفت معهم في محنة تهجيرهم وحربهم ضد داعش عندما نعته بـ ” خنجر الخيانة ” دون ان يدرك سماحة السيد مقتدى الصدر تداعيات تغريدته هذه وتأثيراتها السلبية عليه وعلى مكانته عند شريحة مهمة من العراقيين .
قد نسمع تكذيبا لمضمون ماجاءت به هذه التغريدة او يتمسك بها صاحبها لكن هذا لا يغير من الواقع شيئا من ان السياسيين العراقيين تحكمهم مواقف شخصية في ردود افعالهم من خصومهم اكثر من تلك المواقف الوطنية التي يمثلها ويدافع عنها خصومهم حتى يرضي هذه الجهات التي دفعتهم الى اتخاد مواقف غريبة ومناقضة من اخوة لهم في الوطن والدين .