العمل السياسي بدون محددات ومبادئ، يؤدي الى منزلقات وأنحراف عن المسار الصحيح، وهذا الأنحراف يُمكن الأرهاب والفاسدين من أستغلال المكتسبات، التي عملت على أستحقاقها ودفعت أثمان باهضة من أجلها, كذلك العمل السياسي بدون تحديد هدف للوصول له، لا يمكن للعامل السياسي الوصول بدون أنحراف، هذا أذا وصل ولم يصل أحدهم مستغلاً فرص ذلك العامل المجاهد.
عدم الفقاهة السياسة وغياب المعرفة الأجتماعية، ستؤدي لعدم تحديد الهدف والمبادئ، وهذا يؤدي لسطحية القرارات والخطوات أثناء ممارسة النشاط السياسي، فكيف بأجتماع بريق لمعان المسؤولية والتحكم بمقدرات الناس مع الجهل السياسي المطبق ؟ وكيف بأجتماع سيل اللعاب على السلطة والغرور الجهادي الكاذب ؟
السطحية عند الفرد في المعارف السياسية، تسمح لأصحاب المشاريع المشبوهة والأرهابية، بأستغلاله وتمرير مآربه الخبيثة من خلاله، سواء كان الفرد ناخباً أم مسؤولاً، وأن أختلف تأثير أحدهم عن الآخر، فالثاني أشد ضرراً من الأول؛ أثبتت التجارب السياسية أن من أستباح الدماء ودافع عن الأرهاب، لم يستطع أستغفال صاحب الرؤية والبصيرة.
من أستطاع أستغفاله ومرر مشروعه من خلاله، هو نفسه الذي أستغفل الجماهير في الأنتخابات، وأستغل سطحية الجماهير وسوق لهم مفاهيمه الأنتخابية ليحصد أصواتهم، عاطفة الناس وحبهم لوطنهم وشهدائهم، جعلت منهم فريسة أنتخابية دسمة، إلا أن أول من أنقلب على تلك الجماهير الوطنية وأضاع دمائهم، هو من أدعى الدفاع عنهم كذباً وزورا.
يجب على الناخب أن يتعرف معرفة تامة، تمكنه من أختيار المناسب والمدافع عن حقوقه والمحافظ على مكتسابته، معرفة لا تتأثر بالعواطف والأفكار القومية والمذهبية، يكون الفيصل فيها بوصلة الوطن فقط؛ إما السياسي المتخصص عليه أن يحدد الهدف والوسائل للوصل لذلك الهدف، وإلا يسمح للغايات أن تبرر الوسائل، دفة الحكم بالأمكان الحصول عليها دون التصالح والتحالف مع الأرهاب.