دعوة لكلمة شرف يلتزم بها الفرقاء السياسيون من أجل إنقاذ البلد من محنته التي يمر بها , هذا ما تمّخض عنه اجتماع المصالحة والتصافح ( الرمزي ) الذي دعى إليه السيد عمّار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي , كلمة شرف تطمئن الشعب العراقي بحرص قادته السياسيين على تجاوز المحنة والتصدي الحازم للإرهاب والطائفية , كلمة شرف بإزالة أسباب الخلاف والاختلاف بين القوى والكتل السياسية والشخصيات السياسية العراقية , كلمة شرف يكون الدستور سقفها وحدود الوطن محيطها , كلمة شرف تثبت للعراقيين أنّ للقادة السياسيين شرف .
ولا احد يستطيع أن يشكك بالنوايا الطيبة والمخلصة للسيد عمّار الحكيم في دعوته لجمع الفرقاء السياسيين وتحقيق المصالحة فيما بينهم , وهذه خطوة مهمة في طريق إزالة أسباب الخلافات والتوجه نحو حوار وطني جاد وهادف , لكنّ هذا الاجتماع سيكون مصيره الفشل كالاجتماعات السابقة , إن لم تتوّفر فيه الرغبة الصادقة والإرادة الحديدية لتجاوز كل المثالب والسلبيات التي رافقت بناء العملية السياسية الجارية .
فالمصالحة والتصافح بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية , ليست هي الهدف بذاتها من هذا الاجتماع , بقدر ما هي خطوة هامة لمصالحة حقيقية بين السلطتين عنوانها الانسجام والتنسيق بين البرلمان والحكومة من أجل مصالح الشعب الحقيقية في تشريع القوانين والرقابة على عمل الحكومة وتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم افضل الخدمات للمجتمع .
إنّ المهام الجسام الملقاة على عاتق البرلمان والحكومة معا والمتمثلة بالحفاظ على وحدة الوطن ومنع مكوّناته من الانزلاق في براثن الحرب الطائفية , يستوجب من الجميع العمل بجدية وإخلاص لإزالة الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى هذا التنافر والاختلاف , ويجب أن يتحّلى الجميع بشجاعة للتاشير على هذه الأسباب وذلك من خلال الحوار الهادف والبنّاء , وليس من خلال الإقصاء والتهميش لاي مكوّن سياسي كما حصل في هذا الاجتماع عندما اشترط رئيس البرلمان العراقي عدم حضور القائمة العراقية الحرّة لهذا الاجتماع , وهذه نقطة ضعف تسّجل على هذا الاجتماع .
فالشرف الحقيقي هو بالتصّدي الحازم للإرهاب والطائفية والفساد وعدم الانجرار وراء الاجندات الخارجية التي تسعى لإسقاط التجربة الديمقراطية في العراق وزرع الفتنة بين أبناء الشعب من أجل تمزيق البلد وتفتيت وحدته , وإن كان ثمة رسالة للمتصالحين أن يرسلوها للشعب العراقي فهي في نبذ الإرهاب والطائفية والفساد .