19 ديسمبر، 2024 12:14 ص

لماذا غاب العرب عن تشيع شافيز؟؟

لماذا غاب العرب عن تشيع شافيز؟؟

لا تسير نخب العالم العربي السلطوية فقط نحو حاله انعدام الوزن السياسي وحافة الهاوية وانعدام الرؤيا فقط بل يفقدون في ذات الوقت الأخلاقيات السياسية والوفاء تجاه من  يقف معهم في محنهم وصراعاتهم ضد أعدائهم  من الأصدقاء الاوفياء حيث تتركز القوه العربية اليوم بالاستعانة بالدول الغربية وأعداء الأمس للنيل من بعضهم البعض ونحر المدنيين الأبرياء والدخول في مرحلة التكابش الطائفي والصراع الذي يذكيه أعدائهم للنيل منهم واحدا تلو الأخر مستعينين بأموال النفط  العربية وثقافة الطلقة وفتاوى التكفير والذبح على الهوية ويسخرون أجهزتهم الأمنية لتحويل المدن العربية الى أنقاض ومسارح لمجازر وحشية ضد الأبرياء لدفع الناس بالقوة نحو التخندق الطائفي الذي كانت لبنان محطته الأولى قبل ان تقع الكارثة في العراق ومن ثم سوريا.
غاب العرب تماما عن جنازة ثالث اكبر زعيم اشتراكي  في هذا القرن والذي صرعة السرطان بعد ان أزعج زعماء( العالم الحر) والقطب الأوحد وقد  وقف دائما إلى جانب الحق العربي واثأر حفيظة وغضب الإدارة الأمريكية والغرب الذين عدوه كاسترو جديد  يحمل الخطاب الوطني بيد والنفط باليد الأخرى  ويحرض الشعوب الفقيرة والمستضعفة وحركات التحرر  على عدم الخنوع والمقاومة ورفض السير وراء القطار الأمريكي وهو أكثر ما يقلق القوى الغربية التي تسعى منذ سقوط جدار برلين الى إشاعة روح الاستسلام والركوع في العالم الثالث على وجه الخصوص.
وقف شافيز مع العراقيين في حصارهم وزار بغداد وتصدى بمنطقه الثوري لدحر مبررات غزوه الغاشم عام 2003م كما ساند الفلسطينيين في غزه وامتلك الشجاعة التي  غابت عن الحكام العرب وطالب بجر الرئيس الإسرائيلي وسيد البيت الأبيض لمقاضاتهم كالخنازير إمام المحاكم الدولية لذبحهم سكان غزه الأبرياء بوحشية ومحاصرتهم حسب تعبيره الشهير وناصر الشعب اللبناني خلال حرب تموز عام  2006 الذي كشف الإسرائيليون انهم قاموا به لصالح إطراف عربية أرادت كسر شوكة المقاومة ومنهج التصدي بالسلاح لدحر الاحتلال وإسقاط الأسطورة الإسرائيلية ولكي لا يكون لهذا النصر أي صدى سياسي  قد يشعل ألانتفاضه والمطالبة بالحرية في الجزيرة العربية وغيرها. وحذر العالم العربي من المخططات التي يحملها مشروع الربيع العربي ونواياه الحقيقية المبيته.

 وحده الرئيس الإيراني احمدي نجاد كان ينظر الى نعش شافيز  في كركاس بينما كان العرب ينتظرون مستوى التمثيل الأمريكي  قبل ان  يقرروا بعدها درجة مشاركتهم الرسمية في تشيع الزعيم الاشتراكي الذي خرج الملايين من أبناء شعبه في تشييعه وهي جنازة تذكرنا بتشييع المصريين والعرب للزعيم المصري عبد الناصر  فقد نجح شافيز في أن يحرر لا ثر وة  بلاده النفطية الغنية من قبضة اللصوص والشركات الامريكيه والاحتكارات فقط  أنما حرر قرارها الوطني  داخليا وخارجيا ومستقبلها وحركتها وسط قوى التحرر واليسار في العالم دون وجل بعد ان كانت مجرد جزء من الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما سهل فوز سبعة أحزاب اشتراكية في أمريكا اللاتينية بالسلطة,
غاب العرب عن جنازة الثائر الاشتراكي شافيز وحسنا فعلوا لان أرواح الإبطال حتى وهي مسجية في نعوشها المحاطة بباقات الورد ودموع الفقراء والمثقفين والأحرار الشرفاء تتألم حين يكون في  حضورها  خونة وعملاء باعوا شرفهم وضمائرهم لجلادي الشعوب واللصوص والسراق والقتلة ومن استباحوا عرض ألامه وناموسها وكانوا مجرد كلاب تتبع الأثر لمرتزقته الناتو والمخابرات الأمريكية ومن لم يخجلوا من تقدم قوات الغزو لاحتلال اوطانهم… غاب المسئولون العرب عن تشييع صديقهم الوفي لأنهم كما يبدو مشغولون بإسقاط دمشق حتى لو احترقت كل مدن الشام  وإيقاد الفتنه الطائفية مجددا في العراق وتقويه  قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي والتأمر لإغراق مصر في فوضى عارمة وتحويل تونس الخضراء إلى مفرخة للإرهابيين والانتحاريين و ومن اجل ذلك فان لهم عذرهم لعدم توديع صديق العرب لانشغالهم  بالطواف سبعا حول باحة البيت الأبيض  وانتظار مجرد اشاره من إحدى غرفه التي كان يضاجع بها كلينتون لوينسكي ليقرروا الغياب او الذهاب وعلى أي مستوى دبلوماسي وهم  يحلمون كالمخصيين وكالأكياس المحشوة بالتبن  بمجرد مصافحه حسين باراك اوباما كأقصى طموح لقصورهم الرئاسية  وعروشهم التي تنتظر عاصفة التغيير باراده شعوبهم او ضمن سيناريو الربيع الدموي …
بينما شافيز يثير قلق القوى الغاشمة حتى وهو مسجي بلا حراك في كركاس لأنه يمثل نهجا للاستقلال والاشتراكية والتضامن العالمي مع المستضعفين والفقراء والثوار وهو ما لم يرق للقادة العرب الذين  امتلأت كروشهم  بالضحايا والعظام والدماء وحطام مدننا وجدران بيوتنا وزجاج نوافذنا الوطنية المشروعة وجثث أحلامنا.
حسنا فعل العرب لأنهم غابوا عن جنازة القائد الاشتراكي لأنها وداع للأحرار والشرفاء والمناضلين لا محل فيها للعبيد.