يغطي دم الابرياء زوايا المشهد العراقي الذي بات مسرحه مرتبكا بسبب السياسيات الخرقاء التي ينتهجها رئيس الوزراء نوري المالكي مع الازمات المتوالية على الساحة العراقية . فمنذ الاتفاق الهزيل في اربيل ونزيف الدم العراقي لم ينقطع ،وكذلك الازمات لم تحل بل تتكاثر بشكل غريب على رقعة الشطرنج العراقية . الوجوه ذاتها التي قدمت مع المحتل لم يطرأ أي تغير عليها سوى الاثراء من الاموال العراق ، المالكي هل وضع نفسه في ورطة عندما رمى اوراق اتفاق اربيل في مزابل مكتبه .؟ ام تصرف وفق الرؤيا الايرانية التي تعتمد المطاولة والاستفادة من عامل الوقت لكسر شوكت الاعداء وحتى الاصدقاء .؟ بين اقتحام مبنى وزارة العدل والايام الدموية السابقة التي شهدتها العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية ، سيل من الاحداث والاشارات التي تؤكد فشل هذه الحكومة وعدم قدرتها على ادارة البلاد والانتقال به الى ضفاف الامان. ففي الوقت الذي يعتبر رئيس الوزراء الاحتجاجات على حكومته (فقاعة) تحمل شعارات نتنة ،وكذلك التبشير بحرب طائفية على الابواب , وانعدام سياسة رشيدة لحل ازمات البلد والاستمرار بالعب على وتر الطائفية، واستخدام عمليات التسقيط والتهميش للشركاء .كل ذلك يجعل من المشهد العراقي في غاية الصعوبة لكون كارثة الاحتلال ومشاكله قائمة حتى هذه الساعة , امام هذه السياسة الفاشلة للحكومة في ادارة الازمات تبرز اهمية قصوى للقوى الوطنية والقومية والاسلامية التقدمية للامساك بزمام الامور واعادة ترتيب الاوراق والخروج بالعراق من تخلف سياسي حكومي واحزاب خانعة خاضعة ومن مجاميع ارهابية ومليشيات اوجدها المحتل الامريكي ومن بعده الايراني ارهقت العراق . ومن يقول ان القانون والدستور موجودا في العراق اليوم فلا تصدقوه ،فالدولة تحكم بلا قانون، واموال الناس وحقوقهم تأكل وتنهب ولا قانون يحميهم . فالوطن منهوب اليوم، القانون ومؤسسات الدولة مبعثرة بيد الجهلة والأميين ، والتعليم منهار ، والصحة بحاجة الى صحه ،والبطالة تتزايد . عقد من الزمن ونحن نسمع بالاستقلال التام ولا زلنا تحت البند السابع ونواب العملية السياسية في غالبيتهم مرتزقة ،ضمائر للبيع، لا تهمهم الا الامتيازات والرواتب الخيالية التي لا يستحقونها وهم في عمان ودبي ولندن يتسكعون ، والمؤسسات خاوية ، والخدمات معدمه ونفوس البسطاء محطمة حيارى بين مقتول وشريد وسجين ومهجر ومعذب وخائف حتى في نومه بالليل، ومليشيات القتل مستمرة و تتكاثر بشكل متواصل وحاضنتها حكومة المنطقة الخضراء ، المشهد العراقي لا يسر صديق ولا يحزن عدو ، يختارون بغداد عاصمة للثقافة العربية وبدلا من ان يكون الابداع شعار العاصمة لجذب المثقفين والكتاب يتعمد نواب دولة القانون اهانة الكتاب والمثقفين العرب ويتهمونهم بشتى انواع التهم ويغرونهم بالخمور والنساء ، اليس هذا انحطاط وتخلف مقصود لتشويه صوره العراق الكبيرة . انصاعت حكومة بغداد الى اوامر{ الولي الفقيه} في ايران وارسلت قوات لنصرة بشار سوريا . المتابع للمشهد العراقي يرى بان الفشل يرافق كل مناحي الحياة على الصعيد الاقتصادي سيء جدا و ان ” السياسة الاقتصادية للحكومية في معالجة الاقتصاد سياسة ظلامية، فلسنا بالاقتصاد الاشتراكي او الحر، كما ان الحكومة العراقية لا تلتزم بالدستور في مجال الاقتصاد. ان “الاقتصاد العراقي اليوم يعاني وبشكل كبير وخطير ، في عدم بناء استراتيجية اقتصادية صحيحة على اسس اقتصادية، والاستفادة من كافة موارد البلد وتنمية القطاع الخاص “. هذا الفشل الاقتصادي الذي يرافق الفشل السياسي يصحبهما انهيار امني مشهود من خلال استمرار قتل العراقيين بشتى انواع الجرائم من التفجيرات وقتل بأسلحة كاتمة للصوت وانتشار رسائل التهديد والوعيد وغيرها .. الحكومة الوحيدة في العالم لم تستقيل على الرغم ليس لها وزير دفاع وداخلية ومالية وزراعة وعدد من الوزراء لا يحضرون الى وزاراتهم . اليس حكومة اضحوكة …!