أرجو أن لا يغضب مني الشارع العربي وتحديداً العرب في الكيان العراقي عند قراءتهم لكلامي هذا، حين وصفتهم في عنوان المقال “بالعرب الحفاة”. لكن، يجب عليهم أن يعرفوا، أن هذا النعت المشين ليس من عندي، بل نعتهم به رئيس جمهوريتهم المدعو برهم صالح في 13 10 1996 عندما كان عضواً في اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكوردستاني ومسئول مكتبه في أمريكا وذلك في محاضرة له في العاصمة السويدية استوكهولم، قاله باللغة الكوردية تهكماً بالعرب: عەرەبی پێپەتی= العرب الحفاة. أرجو أن لا يحاول أحد يكذبني لأن لدي تسجيل المحاضرة من البدء حتى النهاية. عزيزي القارئ الكريم، كما أسلفت، كان هذا عام 1996 وكان جالساً في الصف الأمامي في حينه مسئول الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) الشاعر والصحفي (كاظم السماوي) وحشد غفير من أبناء الجالية الكوردية في مملكة السويد. وحضرتها بصفتي مسئول القاطع الثالث للاتحاد في ذلك التاريخ. وبعث بيدي حينها الأستاذ (سعيد كاوه = سعيد كوێستاني) عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- إيران كتابين باللغة الكوردية من تأليفه كانا بعنوان (ئاوڕێک) كان قد أهداهما لبرهم صالح، وجلال طالباني، وقبلهما أهداني نسخة من الكتاب لا زلت محتفظ به، وقبل المحاضرة التقيت في مقر الاتحاد ببرهم صالح وسلمته الكتاب المهداة له وكذلك الكتاب المهداة لجلال طالباني، إلا أنه قال لي كتاب مام جلال أنتم في اللجنة التنظيمية ابعثوه له لأنكم الأقرب إلى كوردستان مني في أمريكا. في نهاية هذه الجزئية، أود أن أسأل العنصري المقيت المدعو وائل عبد اللطيف، والبعثي الرخيص المدعو وفيق السامرائي ومن آزر برهم صالح من الشيعة والسنة في ليلة الثاني من أكتوبر، هل سيبقون داعمين له بالصراخ والعويل وسرد الأكاذيب على الشعب بعد أن عرفوا أنه تهكم بالشعب العربي وسخِر منه حين وصف أبنائه بالعرب الحفاة؟؟.
هنا نتساءل، هل أن خلع الكتل الشيعية والسنية منصب رئيس الجمهورية على مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح هو ثمن الخيانة التي قام بها الحزب المذكور في 16 أكتوبر 2017 عندما سلم كركوك “قدس كوردستان” وخانقين بوابة زاگروس والمدن الكوردستانية الأخرى للأعراب والأعاجم؟. عزيزي المتابع، كي لا ننسى، في خضم هذا الصخب الناجم عن الحقد على الشعب الكوردي، الذي افتعلته الشيعة والسنة ومن يسير بركابهم ضد (فؤاد حسين) مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني كي لا يفوز بمنصب رئيس الجمهورية لأنه لا يخضع لأوامر الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بلا أدنى شك هنا يظهر لنا المناضل الوطني بوضوح تام في هذا الحدث السياسي ولا يقبل التأويل، بأن أي كوردي يُدعم بالطريقة التآمرية التي انتخب بها برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني من قبل (العرب الحفاة) يكون مشكوكاً بانتمائه للكورد كشعب ولكوردستان كوطن، وسيكون تحت الطلب لخدمة إيران هو وحزبه اللاوطني واللاكوردستاني.
ومن المشاهد الهزلية إبان انتخاب برهم صالح، تلك المشاهد المضحكة التي رآها العالم في تلك الليلة الليلاء وما جرى فيها تحت قبة البرلمان العراقي، وذلك خلافاً للتوافقات السابقة بين الأطياف العراقية والقيادة الكوردستانية عندما سمحوا لأكثر من عشرين مرشحاً بترشيح أنفسهم لمنصب رئيس الجمهورية ، ومنهم بعض الكورد الجنسية، الذين لا يمتون إلى الكورد وكوردستان بأية صلة سوى أنهم يجيدون اللغة الكوردية فقط. بينما يرشح الكتل الشيعية (العربية) شخصاً واحداً لمنصب رئيس مجلس الوزراء، وهكذا يرشح الكتل السنية العربية شخصاً واحداً لرئاسة البرلمان. عزيزي القارئ، في الحقيقة حتى هذا خلاف صريح للنظام الاتحادي، لأن الاتحاد لا يقوم على أساس الدين والمذهب، بل يقوم على أساس العرق، الجغرافية، التاريخ، بمعنى، يجب أن تقسم السلطات في العراق الاتحادي مناصفة بين الكورد والعرب، أما الجانب العربي فيه سنة وشيعة الخ وهذا شأنهم، يتقاسمون 50% من المناصب فيما بينهم، هذه هي العدالة في تقسيم السلطات بين العرب والكورد، أما اللعب بالكلمات ولوي عنق الحقيقة ليس سوى البغي، والجور، والطغيان، والاستبداد. عزيزي القارئ، أثناء الضوضاء التي رافقت انتخاب برهم صالح أحمد ارتفع صوت نكر من مخلوق قزم بطول..؟ يدعى حيدر العبادي قائلاً: “إن أي مرشح لرئاسة الجمهورية يجب أن يلتزم بوحدة العراق”. نسي هذا القزم المهان والمحتقر من قبل طائفته الشيعية حين رفضت أن تجدد له لدورة ثانية كرئيس لمجلس الوزراء، أن الدستور العراقي يقول في مادته الأولى: أن العراق دولة اتحادية، وهي كالآتي: جمهورية العراق دولة اتحادية.. الخ. وعند أداء القسم لعضو البرلمان الاتحادي الذي كان حيدر العبادي عضوا فيه يكون بالصيغة الآتية: أقسم بالله العلي العظيم، أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية… الخ ثم يقول: وأسهر على نظامه الديمقراطي الاتحادي… . هنا يسأل المواطن الكوردستاني من حيدر متري (أي طوله متر واحد) أنك تعرف جيداً لا يقام الاتحاد من طرف واحد؟ فلذا تكذب على المواطنين حين تحنث بالقسم وتقلب كلمة الاتحاد كما جاءت في الدستور الاتحادي إلى وحدة.
دعونا نعود لبرهم صالح إبان خلافه مع الاتحاد الوطني الكوردستاني – بالمناسبة هذا الحزب ليس وطنياً ولا كوردستانياً سوى إن تسمية الوطني والكوردستاني ألحقت باسمه كلاحقة لاستغفال بعض المواطنين الكورد- إن برهماً هذا، قبل أسبوع فقط، قال في حزب الاتحاد كلاماً لم يقل مثله مالك في الخمر، حين وصفهم بأقذع الأوصاف المشينة عندما جاب شوارع ومدن إقليم كوردستان وخطب في الناس: أنهم سرقوا أموال شعب كوردستان، وأنهم زوروا الانتخابات التي أجريت في الثلاثين من سبتمبر (أيلول) المنصرم، وأن الإدارات في الإقليم تعمل على أساس المحسوبية والمنسوبية الخ الخ الخ. عزيزي المتابع، بلا أدنى شك، كلما قاله برهم صالح عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني صحيح 100% وكل الذي قاله حزب الاتحاد الوطني عنه أيضاً صحيح 100%والنتيجة تعادل الطرفان الخصمان بعدم الوطنية وهي باللغة الكوردية:”نیشتمان پەروەر نییە = NiStman Perwer niye”. إلا أن حزب الاتحاد يعرف جيداً ضالة برهم صالح، بأنه يعشق كرسي الرئاسة، ويسيل لعابه له منذ أعوام، فلذا أشار إليه نجل مؤسس حزب الاتحاد “پاڤڵ طالباني= Pavel Talabani” بإصبعه الصغير، سرعان ما ترك برهم التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، ذلك التنظيم.. الذي أنشأه ضد حزب الاتحاد، وجاء مهرولاً راكعاً أمام الصبي پاڤڵ ولسان حاله يردد: شبيك لبيك عبدك بين إيديك، والبقية تعرفه عزيزي القارئ كمسرحية كوميدية جرى عرضها تحت قبة البرلمان، كما شاهدتموه على شاشات التلفزة.
الشيء الآخر الذي يطعن كل مواطني كوردي بخنجر غدر في صميمه، بعد أن انتخب برهم صالح رئيسا للعراق التقط صورة.. مع تلك المرأة الثرثارة من ديرة عفج، التي تدعى حنان فتلاوي وهي التي قالت من على شاشات التلفزة بنعرة عنصرية مقيتة وبلغة سمجة: إنها عرقلة تطبيق المادة 140 في الدستور الاتحادي لأربع سنوات، وأقسمت بالله إنها عملت بما يرضي الله!!. حقاً لا ندري، كيف أنها عملت ضد الدستور ويرضي الله!! ويعرف الشعب جيداً أنها أقسمت بالقرآن يوم أن انتخبت للبرلمان الاتحادي، بأنها سوف تكون أمينة على تطبيق الدستور، والمادة 140 من صميم الدستور!!!. على أية حال، أليس من الأجدر بالرئيس برهم صالح أن بقي عنده ذرة انتماء للكورد وكوردستان بدل أن يتخذ من الحاقدة حتى النخاع حنان فتلاوي مستشاراً له، أن يحرك دعوى قضائية ضدها، لمنعها تطبيق مادة دستورية صريحة؟. لكن الذي لا يعرفه البعض، أنها صورة استفزازية ضد (مسعود البارزاني) رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لأنه لم يوافق على ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية. للعلم، أن حنان فتلاوي هي التي سجلت دعوى قضائية في 13 09 2017 في المحكمة الاتحادية ضد الرئيس (مسعود البارزاني) لقيامه بإجراء الاستفتاء في إقليم كوردستان بما فيه المناطق المستقطعة من قبل الكيان العراقي.
نحن الكورد، نطلب من بأيديهم القرار في العراق، أن يعوا جيداً، أن الشعب الكوردي طال به الزمن أو قصر، لم ولن يتنازل عن شبر واحد من أراضيه المغتصبة من قبل الكيان العراقي المصطنع، فعليه تجنباً لإراقة الدماء وهدر أموال الشعب العراقي في نزواتكم العنصرية والطائفية اتركوا الشعب الكوردي وشأنه، لأنه شعب عنيد لا يترك حقه أبداً أن كان في فم الأسد، فكيف به في فم كلب أجرب.
أن يكرهك الناس لصراحتك أفضل من أن يحبوك لنفاقك (علي شريعتي)
ملاحظة: أنا لم ولن أمدح جهة كوردي على حساب الآخر، فلا يتوهم البعض ويتصور بأني أميل للحزب الديمقراطي الكوردستاني، لا عزيزي، عندما يخطأ الديمقراطي الكوردستاني أكون أول من ينتقده في كتاباتي.