بشهادة إعلامي إيراني .. ما جرى مع “خاشقجي” دليلٍ كاف على الحماقة السعودية !

بشهادة إعلامي إيراني .. ما جرى مع “خاشقجي” دليلٍ كاف على الحماقة السعودية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قبل أيام؛ دخل الصحافي السعودي الشهير، “جمال خاشقجي”، الناقد للحكومة السعودية، قنصلية بلاده في “إسطنبول”، لكنه لم يخرج مطلقًا ومصيره مجهول..

وحاليًا لا يمكن الحديث عن الدوافع والأدلة المؤكدة وراء اختفاء “خاشقجي”، لكنني عرفت “جمال خاشقجي” عن كثب فترة طويلة. التقيته مرارًا في مقرات الوسائل الإعلامية المختلفة؛ مثل (بي. بي. سي)، و(RT)، وقناة (الجزيرة) وتليفزيون الصين. وكذلك التقيته في عدد من المؤتمرات وتناقشت معه، وكنا أحيانًا في موقف المواجهة. بحسب ما نشره الكاتب، “محمد مرندي”، بصحيفة (الثقة) الإيرانية الإصلاحية.

مُنع من الكتابة حتى على “تويتر” بعد نقده “ترامب”..

حينها كان، “خاشقجي”، مدافعًا شرسًا عن “آل سعود”، لكن وإحقاقًا للحق أقول؛ أنه، (جمال خاشقجي)، وعلى عكس بعض السعوديين والإماراتيين المقربين من الحكومة، لم يكن في الحقيقة من أرباب السب والإهانة.

وحتى أني؛ والدكتور “سجاد پور”، كنا قد التقيناه مرارًا في بعض الاجتماعات، ولم يكن مهينًا وإنما كان حريصًا على المناقشة المحترمة. ورغم أنني لم أتقبل كلامه مطلقًا؛ وهو أيضًا لم يكن يحبني، لكن سلوكه ومنهجه كان مختلفًا عن كل رفاقه. وحتى حين كان مدافعًا شرسًا عن “آل سعود”، كان يسعى، على عكس جميع السعوديين والإماراتيين، إلى التعبير عن رأيه بشكل منطقي.

وأول مرة واجه، (خاشقجي)، مشكلة كانت في الحقيقة بسبب شخص “دونالد ترامب”. وكان قد هاجمه وانتقده في “أميركا”، وعلى الفور تلقى “خاشقجي” من “محمد بن سلمان” والحكومة السعودية تحذيرًا جادًا، ومُنع من استخدام (تويتر) والشبكات الاجتماعية الأخرى وكتابة المقالات. بقي صامتًا فترة، لكنني التقيته مجددًا في إحدى المؤتمرات؛ وكان يدافع عن الحكومة السعودية.

لكن؛ وبعد حملة الاعتقالات السعودية؛ خرج من المملكة، لكن دون أسرته ولم يُسمح له بإصطحابهم، حينها بدأ تدريجيًا في مهاجمة السياسات السعودية. لكن انتقاداته لم تكن قوية وضد الحكومة، حتى أنه في بعض المواقف كان يدافع عن “محمد بن سلمان”. وفي آخر مناظرة تليفزيونية جمعتنا سويًا، كانت على فضائية (RT) الروسية، وحاول جاهدًا الدفاع عن “آل سعود”، لكنه طرح في الوقت نفسه بعض الانتقادات المحدودة. ولذا وقع له هذا الحدث العجيب.

أنها حماقة.. فقد قضى عمره في خدمة “آل سعود” !

ويصعب تصديق أن يقوم السعوديون بهكذا فعل تجاه “جمال خاشقجي”، بل يبدو الأمر خالي من المنطق تمامًا. لكن أتضح بالنهاية أن ماهية وجنس الحكومة السعودية يشبه نفس السلوكيات التي تتبناها تنظيمات (القاعدة) و(داعش).

فالسيد “خاشقجي” لم يطرح مطلقًا أي انتقادت ضد الحكومة السعودية، وقد دافع عن الحرب اليمنية وأداء “المملكة العربية السعودية” على الصعيد السياسي، لكنه شرع مؤخرًا وعلى إستحياء في توجيه انتقادات محدودة للسياسات السعودية، ولم تكن هذه الانتقادات موجهة للحكومة أو حتى معارضة للحكومة السعودية؛ وإنما كانت في الغالب معارضة نظرية، فقد كان يعارض مؤخرًا الحرب على “اليمن”، لكنه لم يصرح إطلاقًا بضرورة الإطاحة بالحكومة.

وأحيانًا ما يتعرض شخص ما للقتال أو الاغتيال بقرار، لكن “خاشقجي” دخل “القنصلية السعودية” في “إسطنبول”؛ واختفاءه بهذه الطريقة هو نوع من الحماقة الحقيقية تستدعي في الذهن حكومة “صدام” وابنه “عدي”.

لكن وفيما يتعلق بالتأثير المحتمل لذلكم الحادث على الساحة الدولية؛ فلابد من القول إن الدول الغربية تسعى إلى عدم إضعاف “المملكة العربية السعودية”، ولكنها تواجه حاليًا تحديث حقيقي.

لقد قضى “خاشقجي” عمره في الحديث باسم “السعودية”. وكان الأفضل بجدارة بين المدافعين عن الحكومة السعودية، وقضى عمره في خدمة “آل سعود”، وقد استطاع بسبب الدعم المالي طوال هذه السنوات؛ من زيادة نفوذه حتى أصبح معروفًا لدى جميع المراكز الفكرية الأميركية، وله من الأصدقاء في هذه المراكز المهمة من سيسبب له السكوت على ما حدث مشكلة.

وحتى الآن لم تتعامل وسائل الإعلام مع المسألة بشكل جاد، ولم تهاجم أيًا من هذه المراكز الفكرية، “المملكة العربية السعودية”، حتى اللحظة. لكن لو تلتزم هذه الغرف الفكرية وأصدقاء “خاشقجي” في الخارج الصمت حيال ما حدث؛ فسوف يكون الأمر مسيئًا بالنسبة لهم. أخيرًا لم يكن بيني وبين السيد “خاشقجي” صداقة، لكن كيفية مقتله أثرت فيّ بشكل عميق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة