قيل عن اليأس والأمل ” أن لرياح اليأس قوة لا يمكن وصفها.. كما أن لجبال الأمل صلابة لا مثيل لها.”
فعلت رياح الفساد فعلتها, لترسيخ عملية تم الترويج بكثافة, كان الهدف منها بقاء الفساد, بدأت تلك العملية الدنيئة منذ أعوام, بدأً من التسقيط السياسي للأطراف الأخرى, المشاركة بالعملية السياسية في العراق الجديد, نزولاً للمواطن الذي لم يَحظَ, بأدنى الخدمات عبر أكثر من عقد.
دعمت المرجعية العليا في النجف الأشرف, بأقطابها من العلماء, عملية ترشيح الحكومة الأولى, وقد أبدت توجيهاتها السديدة, للمسؤولين المتصدين للحكم, إلى أن صَرَّحَت بكلماتٍ مؤلمة, قالها خطيب الجمعة” لقد بُحَّ صوتنا” لتتخذ قراراً مُعبراً بشدة, عن عدم الرِضى والإمتعاض, بإغلاق باب استقبال كل مسؤول حكومي, عسى أن ينهض ضميرهم النائم, إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا, أمام مغريات المناصب, والجاه الذي لم يكن يعرف أغلبهم.
عام 2018 هو عام الحسم وكلمة الفصل؛ فقد بلغ السيل الزَبى, وبلغت القلوب الحناجر, ليرعب المواطن العراقي الغيور, عروش الفاسدين وينتفض من الجنوب, وبالرغم من المحاولات الخسيسة, لحرف مسارات التظاهر السلمي, إلا أنَّ الوعي الجماهيري, أسقط حسابات الخونة, وأوصل رسالته كاملة, تحت دَعمٍ مرجعي واضح.
نستطيع أن نُمثل محاولات الفاسدين, بعملية صحوة الموت, حيث هرعوا بالتحالف العشوائي, أملاً في البقاء على قمة السُلطة, إلا أن إصراراً مقابلا, مفعماً بالأمل لتصحيح المسار, قد تم الإمساك به, من قبل المُصلحين, لينطلقوا للإصلاح والإعمار, ليوجه صفعة بوجه الفساد.
تحت إرباك المشهد السياسي, منذ انتهاء عملية الانتخابات البرلمانية, وما شابها من شكوك كبيرة, وتصريحات ومشادات واستهزاء, وإصرار على بقاء الفساد, يتم تنصيب السيد عادل عبد المهدي, كرئيس لمجلس الوزراء, ويُكَلَف بتكوين حقيبته الوزارية.
قال أحد الحكماء: يراودني الأمل بأننا نقاتل, لكي نبتكر نظاماً جديداً, لا لنحافظ على نظام, نعرف جميعاً أنه تداعى وانهار.