يراودني الفضول دوماً لاكتشاف ماهو جديد فسرت وسرت قصتي في طريق مظلم قُصة في بحر الخيال وكأني أبحثُ عن شيء مفقود، فعلى الرغم من ضجيج البشر من حولي بين الصراخ والندب واليأس والحزن الذي أصابهماأستقطبتي فتاة من بين كل المشاهد تشكي حالها على كل مارٍ من ظلمِ حاكم بطشَ في الأرض فساداً، سُلبت حقوقها وأُهمل دورها فتحطمت آمالها حيث لها من الماء الضمأ ومن الثروة العدم ولم يترك الحزن لجمالها شيئت سوى كلمة واحدة ترددها (وامعتصماه) سائلةً بها ماتبقى من ضمائر حية هل لي من معتصم؟ فضجت بصدري رياح المقولة التي تعود لامرأة مسلمة استنجدت بالمعتصم بالله الخليفة الثامن عشر للدولة العباسية، فحرك على أثرها جيشه لنجدتها وأنقذها من الروم، فهذه الفتاة هي البصرة كيف لا وهي ثالث المحافظات العراقية مساحة، وتعد المعبر المائي الأول وعدد سكانها 2،000،000 نسمة حسب أحصائيات 2015، عُرفت بباقتصادها القوي على مستوى المنطقة وسُميت بعين العراق لما تحتويه من ثروات كبيرة أبرزها النفط، إذ تضم 15 حقلاً نفطياً من أصل 70 لم تجهز إلى الآن كما تحتوي على احتياط بلغ 69 مليار برميل مشكلة نسبة قدرت ب 59% من أحتياط البلاد.
فما نراه اليوم أن” بصرة الخير بلا خير ” أحزن الشارع العراقي، فبغض النظر عن الفشل والإهمال المتراكم لسنوات عديدة وسلب حقوق لهذهِ المحافظة، فقد ازداد وضعها سوءاً يوماً تلوى الآخر فلم يشفع لها ما قدمتهُ سلفاً من خيرات للعراق في ظلِ من جهل وتناسى دورها فعانت الأمرين بين ضخ للنفط وضخ للدماء الزكية التي سالت لأجل العراق فلم يغنيها ذلك من جوع إذ كفئت بالسلب والظلم والضياع والتهميش، إلى أن أنتفض أبناؤها رافضين الظلم فشهدت ” البصرة انتفاضة كبرى” قابلها العنف للمتظاهرين ” ونزفت دماء جديدة وما أكدهُ محللون أنها ردة فعل غاضبة للمطالبة بحقوقهم التي سُلبت منهم وعلى الرغم من المحاولات اليائسة من رئيس الوزاراء السابق حيدر ” العبادي ” وزيارته إلى البصرة واستدعائه، والفوضى داخل قبة البرلمان مع بعض السياسيين لإرضاء الشارع البصري إلا أنها انتهت بالفشل.
ويذكر أن البصرة تعيش أسوء أوضاعها فلم يقتصر الأمر عند البنى التحتية وسبل العيش المعدومة وجفاف نهر دجلة والعطش الذي تعاني منه بل أصبحت تعاني الواقع الصحي من نقص الدواء إلى جانب انقطاعٍ للكهربائي، وهو ما زاد الأمور تعقيدا،ً
فأزمة البصرة ليست ببعيدة عن المحافظات الغربية وملف إعمارها الذي يدرج ضمن الفساد.
هذا ويرى ناشطون أن استمرار أزمة البصرة تهدد أمن العراق وأستقراره إذا لم تسارع الحكومة المركزية بحلها، فهل من منقذ؟