17 نوفمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

المظاهرات بين اسئلة المنطق واجوبة العقل

المظاهرات بين اسئلة المنطق واجوبة العقل

طال امد المظاهرات وأرتفع معها سقف المطاليب واصبحت المظاهرات صهوة للشهرة يمتطيها كل من رغب بالوصول لمقاصده , ويجري عادة عند معالجة اي ازمة البحث عن جذور هذه الازمة وبما ان التظاهرات ازمة وهي ناتجة في جانبها الشرعي من ضعف او انعدام في الخدمات وهو السبب الرئيس لكل الانتفاضات ( ولا اقصد ان المظاهرات الحاصله هي انتفاضة) الا ان بداية الحريق شرارة ترى ماهي تلك الشرارة ؟ عند البحث الدقيق في جذور ازمة المظاهرات سرعان مايتابدر الى الذهن الاسئله التقليدية التي تتجسد في (متى؟ كيف؟ واين ؟ ), اما متى وهي تعبر عن زمن قيام المظاهرات اي لماذا الان ؟ فان الظلم والحيف ليس حديث العهد بالعراق عموما ومابعد 2003 خصوصا اي لطاما حدثت امور يندى لها الجبين وابرزها اقتحام القوات الامريكية للفلوجة في زمن رئاسة اياد علاوي للحكومة وهتكهم الاعراض واستباحتهم كل ماحرم الله وثانيها عبث القاعدة في مقدرات اهالي الغربية وعيثهم الفساد في حرائرها وكلنا يعلم كيف كانت النساء تقاد عنوتا لمن يسمون انفسهم بالمجاهدين ولايحرك اهالي تلك المناطق ساكن وكان الاحرى باهالي تلك المناطق جراء هذه الامور التي هي على سبيل المثال لا الحصر ان يتظاهروا على الحكومة كونها هي المسئوله عن حماية المواطنين وصون اعراضهم , اما مسألة اعتقال حماية رافع العيساوي فما هي الاحجة واهيه لاتستحق كل هذا العناء فهناك قبله عدنان الدليمي وطارق الهاشمي الذين لهم من الثقل ما هو اكبر من شخصية رافع العيساوي . اما كيف وهي تعني كيف وصلت الامور الى هذا الحد من الحشد الغفير والمطالب التعجيزية ؟ وهنا لابد من الاشارة ان نسبة الاغنياء بالمناطق الغربية هي اكثر باضعاف مضاعفة من نسبة الاغنياء بالجنوب وايضا ان نسبة البطالة في تلك المناطق تكاد تصل الى 10 % مما هي عليه في الوسط والجنوب فقد كانت لي بعض الزيارات للمنطقة الخضراء ابان الاوضاع الطائفية 2005-2006 حيث وجدت ان العاملين هناك اغلبهم من المناطق الغربية فكيف الان حيث لاوجود علني للقوات الامريكية على ارض الواقع اكيد سوف تصبح نسبة المستفيدين اكبر لانتفاء مانع الخوف , اذا وعلى اية حال نقول ان مستوى الفقر في تلك المناطق متدني مقارنة بباقي مناطق العراق فكيف اتفقت اراء هذه الحشود على الخروج للتظاهر؟  لابد وان تكون هناك امور تدر عليهم بالفائدة اكثر مما هم عليه . اما اين وهنا لابد من الاشارة الى ان التسائل الثالث( اين ) يتضمن بعض مضامين التسائل الاول والثاني ولكن لنتكلم  بخصوصية هذا الاين اي لماذا خرجت المظاهرات في المناطق الغربية مع ما تحمله من مواصفات قد اسلفناها  في هذا الوقت ؟ واتوقع انه هنا يكمن بيت القصيد فلأن معظم السياسين الذين يمثلون تلك المناطق لم يقدمو شي لمناطقهم التي اوصلتهم لتلك المناصب واصبحو متيقنين من  افلاسهم وعدم انتخابهم بل وعدم حصولهم على صوت واحد في الانتخابات القادمة وذلك طبعا نتيجة حتمية وتشمل كل المسئولين ذلك لانه عند انتخاب الناس احد الاشخاص ذلك ليمثلهم ويدافع عن حقوقهم اي ان الانتخاب مشروط بتحقيق التمثيل الحقيقي للشعب وفي حالة انتفاء هذا الشرط ينتفي الانتخاب الا ان الذي حصل هو مطالبة المسئول بالحقوق والامتيازات ورفع مستوى المعيشه ولكن التي تخصه فقط من دون مراعاة من انتخبهم , وهنا ادرك ممثلوا المناطق الغربية هذه الحقائق وتقينوا بان البساط سوف يسحب من تحتهم فكان لزاما عليهم اختلاق ازمة تعيد الكرة الى ملعبهم فلم يجدوا افضل من العزف على وتر الطائفية المقيت الذي يعيد لهم جزءا مما فقدوه او سوف يفقدونه فلهذا اصبحت المظاهرات ساحة للتباري وابراز العظلات وهنا حادثة مشابه اعتاد العرب عليها في التسعينات وهي كلما فقد احد الحكام العرب شعبيتهم وتايدهم العربي امتطوا مهرة فلسطين ليكون المدافع عن الامة العربية , واليوم اصبحت ساحة التظاهرات فلسطين الثانية حيث ينادون بحريتها وهم سجانوها ولا ادل على هذا الكلام من مثل واحد اختم به وهو السيد اسامه النجيفي رئيس مجلس النواب (العراقي) فهو يعلم ان هذا النقص بالخدمات يشمل جميع مناطق العراق والاعتقالات تشمل جميع العراقيين والقتل والتشريد كذلك لماذا يدافع عن حقوق اهل السنة فقط ولماذا يحضر تظاهرات المناطق الغربية ولا يزور مناطق الوسط والجنوب ؟  ماهو انجاز اسامه النجيفي للمناطق التي يدافع عنها بل ماهو انجازه للموصل التي يكون محافظها اخوه اثيل النجيفي ,هذه الاعيب السياسية ماعادت تجدي نفعا مع شعب بدا يقرا مابين السطور بدقة ولن تنطلي عليه هذه المخططات.
[email protected]

أحدث المقالات