الاستقلال كلمة يراد بها ان تتحرر من قيد ، ان تكون لذاتك ، ويقال استقل الطائرة اي ارتفع بواسطتها ، واليوم مطلب المواطن اي مواطن هو ان يتصدر الكابينة التنفيذية رجل مستقل (متحرر من اي قيد) والحال وقبل التعرض لكل شئ نقول ان عبد المهدي لم يكن مستقلا عن نهج المجلس الاسلامي الاعلى وكما نعرف انه كان من قيادييه ، انه ليس مستقلا عن توجهات الاحزاب الدينية السياسية ، وثالثا انه مرشح تيار اسلامي معروف وموافق عليه من قبل الكتلتين الشيعيتين الكبيرتين ، فهو اذن لم يكن مستقلا من حيث الانتماء ولا من حيث الترشيح ، ان مطلب الشارع اليوم هو ان المرشح لقيادة الكابينة الوزارية مواطن لم يكن يوما ذا توجه او ميل لكتلة سياسية ،مستقلا في افكاره واساليبه بعيدا تماما عن تأثيرات الكتل ومناهجها القديمة ، له باع في الادارة والاقتصاد ، ومن فئة عمرية تتلائم وتوجهات الاجيال ، مؤمنا بوحدة الهوية العراقية ، والعراق يزخر بالكفاءات المستقلة التي تحتاج الى اعتراف الكتل بها وان مسألة اكتشافها بسيطة لو توجهت السياسة توجها صادقا نحو اعادة بناء البلد لا اعادة بناء النهج القديم .
ان جميع الدلائل تشير ان الكتل ونواياها هذه لا تدع الرجل مستقلا ، وان الشروط تتوالى عليه ، وان المرحلة القادمة سوف لا تختلف عن الفترات السابقة لتوافر عناصر الديمومة ، وان التواؤمات الخارجية لا تدع هذا البلد يسير نحو مستقبله ، وان مرحلة الاعداد هذه لم تعد تختلف عن سابقاتها وان النتائج سوف لا يطرأ عليها اي تغيير وسوف يظل قرار العراق لا يعرف الاستقلال،…