22 نوفمبر، 2024 5:24 م
Search
Close this search box.

عادل عبد المهدي – سياسي بدون ضجيج

عادل عبد المهدي – سياسي بدون ضجيج

في مفترقات الطرق وتقاطع المصالح ، وحالات التشرذم التي تهدد الوطن المحروس بالتجزئة والضياع ، دائما وعبر كل تاريخ الدولة العراقية الحديثة ، ما ينبري احد ابناء ذي قار ( المنتفج ) ليلم الشمل ويقود السفينة الى شواطيء الامان ، وحقيقة وليس اسقراء ومنذ بدء تشكيل الدولة ، فقد تصدى عبد المحسن السعدون ليس لقيادة العراق تحت جنح الملك فحسب ، بل لبناء العراق الخارج من مرحلة الظلام العثماني الحالك على اسس حضرية ، مدنية ، مستقرة ..وايضا كان فية لابناء المنتفج حضورا واضحا (اعيانا ونوابا ) وفي طليعتهم السيد مهدي المنتفجي الذي كان في طليعة الثوار ابان ثورة العشرين التي ( كسرت ذراع الانكليز ) كي يفوقوا من غطرستهم ويتنبهوا الى مجد شعب الرافديني وحضارته وانه ليس سهل القياد بما اعتادوه من الشعوب الاوردية والبنغالية التي استولوا عليها بشكل غاشم . بمعنى ا ن اهل ( المنتفج ) ذي قار الحاضرة هم قادة بالفطرة وكرام بالتنشئة واجواد في المحتد والاصل . فعندما تحل ضيفا في اية بقعة من بقاع العراق المحروس ؛ وفي اي من مجتمعاته شمالا وجنوبا غربا وشرقا ، وتذكر لهم انك من محافظة ذي قار؛ فسرعان ما يبادرك القوم بالمديح والتبجيل والاشادة والتكريم . فالكلمات التي نسمعها ( ونعم من اهل المنتفج ، ونعم من ابطال معركة 1813 “معركة الفضلية ” التي هزج فيها الشيخ حمود الثامرالسعدوني وهو يقارع العثمانيين ” الطوب اصلب لو مكواري ” ، هذه الاهزوجة التي تزين المدخل الرئيسي لمدينة السماوة ، (للخارج من السماوة الى بغداد او الداخل اليها وقد استعاروها رغم انهم كانوا ضمن الحدود الادراية لامارة المنتفج ) وايضا يثني عليك اهل العراق باعتبارك ابن ذي قار اول المتصدين للانكليز في معركة الشعيبة عندما زحفت الجموع يتقدمها محمد سعيد الحبوبي متجهة صوب الشعيبة ويعاونه بدر الرميض واعجمي السعدون وكبار مشايخ المنتفق والاعيان من رجالات المنتفق ورجال الدين ، وكانت اهزوجتهم الشهيرة ( هلّله هلّله يربنة – ما ربيناش بذلة –ولا سكتنة على عايل – ولا تفكنة نملّة ) ومن ثم التصدي الهائل وبصدورهم لمنع الانكليز من دخول الناصرية سنة 1915 م في معركة مجينينة ، شرق قرية الفضلية ( الان ناحية ) ، وفي معركة الجسر في بساتين محمد علي والد الحاج طالب المشهور التي يشغل موقعها الان فندق الجنوب . والتي اطلق فيها ادلاء الخيانة الذين اشترى الانكليز ذممهم ليرافقوهم لاحتلال العراق ، وانهم الان اكثر المتشدقين بالوطنية ؛ لإدعائهم بانهم سكان العراق الاصليين . حيث اطلقوا عبارة الشجرة الخبيثة على ذلك البستان الذي منع المقاتلون فيه الانكليز من العبورالى ضفة الفرات اليسرى . ويثني عليك اهل العراق ايضا ، انك جعلت المرور عبر الناصرية لانقاذ قوات طاوزند المحاصرة في الكوت امرا مستحيلا عندما تصدت قبائل ال ازيرق ومن تحالف معها لصد الانكليز وتكبيدهم خسائر فادحة وتقديمهم الارواح سخية في سبيل ان لا يدنس الانكليز تراب الوطن . واصبحت الناصرية (الجسر المكسور) بالنسبة للانكليز الذين راحو يفتشون عن طرق بديلة لانقاذ طاوزند وضلت الناصرية عصية عليهم . ويرحب بك اهل العراق عندما يستذكرون امامك اهزوجة ( شرناهة وعيت باهيزة ) ويسألونك عن باهيزة هل هي امرأة ..؟ وعندما تخبرهم بانه مجرى مائي رفض ان يعبر الانكليز عليه ويدنسون مائه ، عندها يكبرون فيك التورية ( والحسجة ) وعندما ياخذك الحديث ويتشعب مع ابناء العراق هم يذكرونك بانك مضيافا شجاعا ويكفي انهم يمجدون بدر الرميض امامك ليملؤك الفخر. او يذكرون النائب العطشان ( عبد المهدي المنتفجي) الذي كان سببا في اعادة الحياة لشط الغراف ؛ او الذي قاد جموع الثوار في ثورة العشرين الباسله. ومتميزا ومبدعا يتصدر جموع رجالات القلعة والكرادي وعشائر ( شط المسرهد ليحاصر الانكليز في ثكناتهم ، وانتقالاته المكوكية بين بغداد والثوار وبتفاصيل كثيرة يطول شرحها ) وان اغلب رجالاات الاحزاب السياسية وبناة الفكر في العراق انطلقوا من ذي قار. وان مبدعي الفن والادب الذين رفدوا الوطن الحبيب بالخبرة والطاقة وتعدّوه الى العالمية هم من ذي قار .. ! واهل العراق ايضا عندما تحل ضيفا عليهم يذكرونك بان ابناء ذي قار مبدعون – سياسيهم مبدع ، محاميهم ، طبيبهم ، معلمهم ، مهندسهم ، عاملهم ، مفكرهم ، اديبهم مبدع طالبهم متفوق . والابداع في ذي قار على ما يبدو اصبح خصيصة لهم .ومن ذي قار ( المنتفج ) عندما احتاج العراق الى لملمة الشمل في الزمن الراهن .. انبرى السيد عادل عبد المهدي لاخذ زمام المبادرة دون تردد او تاخير كون العراق وشعبه محمول عنده في حدقات العيون وانه كحرص ابيه على العراق لا يسمح بان يصبح العراق ضيعة لاحد او تبعا لاقليم بل هو مركز الشرق الاوسط كما وجد . وكما يحدثنا كثيرا عن العراق وبهدوئه المعهود ، ان العراق ينبغي ان يستقر سياسيا لينتعش اقتصاده ويتوحد مجتمعه . ان اقتصاد البلد اوميزانه التجاري لا يستقيم بدون تضافر جهود الدولة في القطاع العام وجهود القطاع الخاص وخلق فرص الاستثمار واحكام حالتي الاستيراد والتصدير ، واستمرار دور المراقبة الحكومية الواعي وعدم ترك ذلك الى الصدفة او المزاج او العشوائية . سيما وان السيد عادل عبد المهدي لديه برنامج حكومي حافل لانقاذ العراق والمضي به قدما لياخذ طريقه نحو مدارج الرقي والتطور .. وهو الخبير بذلك . وانك في هذه المرحلة على الاقل تشعر بالاطمانان عندما تجد في دولتك عقول تفكر، وتربط القول بالعمل وتترجم تفكيرها الى واقع تطبيقي ، يطور المؤسسات ويسهم في وضع لبنات ولو قليلة لكنها رصينة وعلمية في بناء الوطن الذي يسير فية البناء ابطأ من السلحفات . وهنا يكمن مركز تفاؤلنا بالسيد عادل عبد المهدي ذلك السياسي البعيد عن الضجيج والجعجعة الجوفاء ، بانه سيرسي قواعد البناء التي تهدمت ولا اقول يرممها لانه كما عهدناة لا يرضى بانصاف الحلول والترقيع . وان الفعل الابداعي يحتاج الى ردة فعل تساويه في القوة على الاقل من قبل المسؤول . ليكون قد ترك الاثار التي تستذكرها الاجيال من افعال ابداعية. والمسؤول في الدولة ايا كانت صفته هو بالامس مجاهد ، يضحي بالغالي والنفيس لغرض ان يسعد الجماهير ، ويضع لها برامج تنقلها الى الحياة الافضل ويرعاها . وليس الهدف الوصول الى الكرسي والتمسك به ، وانك لا تبقى مسؤولا طوال عمرك وانما هي لمرة ولمرتين ولسنوات قليلة . فينبغي ان تترك اثرا تفخر به امام اولادك واحفادك وشعبك ،وتفخر به عندما تكتب ذكرياتك او انه يكون مادة لحديثك ( انا في الزمن الفلاني عندما كنت مسؤولا انجزت كذا وكذا …) والوظيفة ايها هي تكليف وليس تشريف للفرد على سواه . فالذي يكلف عليه ان يكون اكثر خدمة للجماهير واكثر تحسسا لمعاناتها. واكثر ملاحظة لفروقها الفردية واكثر انسجاما مع شرائحها من خلال الزيارة والاتصال والمتابعة والوقوف على المنجز وتعميم الناجح منه ، والوقوف ايضا على معوقات العمل ومعالجتها . والسيد عادل عبد المهدي دائما يخبرنا او في مقالاته بانه يسير على نهج ابيه .. لا يهادن ولا ينحني الا لله .. رغم ان المرحلة التي هو فيها من اكثر المراحل دقة وتشابكا .ولقد تابعناه عندما قفز اسمه على الواجهة .. انبرت العديد من الاقلام تكتب بين مادح وقادح .. ولكنه انقطع عن الكتابة وبالتاكيد كان يرقب بيعين الخبير .. واستشعر ان العراق في مراحله المقبلة يتهدده الخطر .. فتقدم وبهدوئه المعروف دون تطبيل او ضجيج ليقبل التكليف .. وانه وفق فهمي لفكره النير سيقود العراق الى شواطيء آمنه ( اذا اتيح له المجال ) ومن ثم يعمل على اعادة قيمة الانسان الذي يعيش الان غريب في وطنه في ضوء المحاصصة والاستحواذ .. فعلى كل من يحب العراق ان يشد على يديه كل من موقعه وحجمه .. وانه واحد من مفاخر العراق .. واعمدة الناصرية .. ذي قار .. المنتفج .. والحمد لله رب العالمين .

أحدث المقالات