16 نوفمبر، 2024 1:05 ص
Search
Close this search box.

مركز بحثي إيراني يرصد .. “السلفية الجهادية” بأوروبا ودورها في نشر “الإسلاموفوبيا” !

مركز بحثي إيراني يرصد .. “السلفية الجهادية” بأوروبا ودورها في نشر “الإسلاموفوبيا” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

رغم شيوع عنصرية الدول الغربية وعملياتها المعادية للإسلام؛ فالإحصائيات والشواهد الموجودة تكشف عن تنامي انتشار الدين الإسلامي في الكثير من دول العالم، لاسيما العالم الغربي. والإحصائيات الرسمية الصادرة عن المؤسسات الأوروبية تثبت أن عدد المسلمين الأوروبين تضاعف خلال العشرين عامًا الماضية، إذ ارتفع العدد من (29.6) مليون شخص عام 1990، إلى (44.1) ملیون عام 2010.. وبعض الإحصائيات تتحدث عن (25) مليون شخص. والسياسيون والمفكرون الغربيون والأميركيون يرون الوضع وعملوا للحيلولة دون إقبال الأوروبيين على الإسلام.

خاطبوا العالم بتشكيل التنظيمات الإرهابية مثل (دعش) و”جبهة النصرة” وغيرها، والصور القبيحة عن عمليات القتل وإراقة الدماء لتلكم الجماعات باعتبارها “الدولة الإسلامية”، ومن ثم فقد نجحوا في قمع الميل إلى الإسلام بقلوب الشباب الأوروبي، بل وأسسوا لـ”الإسلام فوبيا” في قلوب هؤلاء الشباب. كما خلصت إلى ذلك أحدث دراسات (مركز دراسات السلام) الإيراني غير الحكومي.

مقدمة..

طرح الغربيون، ضمن اعترفهم بالنمو المتزايد للإسلام في العالم الغربي وزيادة تعداد المسلمين في هذه الدول، موضوع باسم “الإسلام فوبيا” وناقشوه في وسائلهم الإعلامية بشكل واسع. ورغم أن سابقة هذا العمل تعود إلى فترة ظهور الدين الإسلامي، لكنه انتشرت بشكل عميق في الكثير من الدول الغربية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.

ومع الأخذ في الاعتبار لرؤى، “دونالد ترامب”، الرئيس الأميركي الجديد، لـ”الإسلام فوبيا”، فقد دشن لموجة جديدة لـ”الإسلام فوبيا” في الغرب، وبخاصة في “أوروبا” و”أميركا”، وهذه الرؤية تنم عن أن الحكومة الغربية تتمكن، باستخدام الأدوات، من عرض صورة راديكالية عن المسلمين.

وهذه المقالة تتطرق بإسلوب “وصفي-تحليلي” لتقديم إشارة عن مفهوم “الإسلام فوبيا” ومجالاته وعوامله، ثم تشرح أدوات الاستفادة الغربية من “الإسلام فوبيا”.

مسار تنامي “الإسلام فوبيا”..

اضطرابات “الربيع العربي”، في الفترة 2011 – 2013، أدخلت تيار إسلام سياسي جديد إلى المشهد. كان “التيار السلفي”، الذي ظهر في “الميدان” بعد ثورة 25 كانون ثان/يناير المصرية؛ ونافس بشدة ضد التيارات الأخرى على السلطة. وقد أثرت هذه المسألة على نشاط التيارات السلفية بأوروبا، لاسيما في “ألمانيا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا”، وبالتالي تحول إلى “تيار الإسلام فوبيا” الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه المقالة.

نشاط “التيار السلفي” في “أوروبا” يشمل الأنشطة الدعائية؛ مثل توزيع 2 مليون نسخة مترجمة من القرآن الكريم. واستدعى نشاط “التيار السلفي” تشكيل بعض المجامع والمحافل؛ مثل جماعة “لأجل شمال راين”، ذات التأثير التحفيزي والمثير للجدل على الرأي العام الألماني.

وهذا المجمع السلفي جهادي، وتسبب تصاعد نشاطه في مصادمات مع مجموعات اليمين المتطرف في “ألمانيا”، والتي استخدمت الكاريكاتيرات المسيئة ضد الإسلام. والبحث في أصل منشورات (القاعدة)؛ مثل (صدى الملاحم) و(طلائع خراسان)، تثبت أن نظرية “إیوانز”، الخبير في منظمة (إم. أي-5)، والذي إدعى أن (القاعدة) كانت متواجدة باستمرار إلى جانب حركات الصحوة الإسلامية وثورات “الربيع العربي”.

وهذا ليس جديدًا، وإنما يتماشى تمامًا مع أسلوب “بن لادن” و”الظواهري”. ولطالما تستفيد (القاعدة) من أسلوب “الجهاد” و”الجهاد الناعم” وتبدأ بالدعاية. فقه (القاعدة) وإيديولوجيته يرتبط بتغيير الإيمان، حسبما يشير “عطية الله” في دورية (طلائع خراسان). و”السلفية”؛ بموجب تعريف دائرة المعارف، (المعرفة)، أحد المناهج الإسلامية التي تدعو الناس إلى الكتاب والسُنة وفهم سلف الأمة، ويريد تغيير الأنظمة السياسية الموجودة إلى الشرع الإسلامي.

و”السلفية” تعتقد أن الله وحده يستطيع الحكم وسن القوانين، وهو ما أسموه مؤخرًا في شعار “الإسلامي السياسي المُشرّع”.. لكن “السلفية الجهادية” تفضل الجهاد على أي شيء آخر وتربطه بالتوحيد. فـ”الجهاد” من منظورهم فرض عين. بالمخالفة لـ”السلفية التقليدية”، التي تصنف “الجهاد” في المرتبة الثانية. والمشكلة هنا تحول “الجهاد” و”السلفية”، في الغالب، إلى منظمة إدارية أكثر تطرفًا تبعد حقيقتها وعقيدتها ونصوصها التي بُنيت على أساس القرآن والسُنة والسلف الصالح.

“الإمام چودري” والسلفية الجهادية في أوروبا..

(الغارديان) الصحيفة البريطانية في 2013؛ تجاوزت بالكاد ضد “چودري” واعتبرته نموذج للشر والقذارة. وكان المتهم الرئيس في “هجمات أویبولایو”، كان يبلغ من العمر 28 عامًا، وقطع رأس رجل شرطة بريطاني. له سوابق مع مهنة المحاماة وحصل على “إعانة بطالة”. أعتنق الإسلام مؤخرًا وتزعم جماعة صغيرة باسم “الإسلام لأجل بريطانيا”.

وفي “ألمانيا” أعلن “غيرارد شيدلر”، الرئيس السابق للمخابرات: “زيادة عدد عناصر (القاعدة) بين المعارضة السورية”. وقال في حوار إلى صحيفة (بيلد)، بتاريخ 31 آذار/مارس 2013: “تنشط في ألمانيا التنظيمات الإرهابية المرتبطة بـ (القاعدة)، والحديث يدور عن عدة آلاف مقاتل… والمخابرات الألمانية ترصد بدقة الحوادث السورية، وقد نجحت وزارة الداخلية الألمانية في العام 2012؛ من تفكيك عدد من الخلايا السلفية مثل (ملة إبراهيم).. ولدى الشرطة الألمانية وثائق تثبت تورط السلفيين في أعمال عنف وإرهاب والتجنيد لتلكم العمليات، مثل “بير فوغل” ومجموعة من نساء ألمانيا، حيث أعتنقوا في نيسان/أبريل 2011، مع 17 آخرين الإسلام”.

وأعلنت صحيفة (الغارديان)، في تقريرها، أن “ألمانيا” تتخوف بشدة من عودة الجهاديين العائدين من الحرب السورية. وطلب وزير الداخلية الألماني، “هانس بيتر”، إلى “الاتحاد الأوروبي” بذل الجهد للحيلولة دون عودة هؤلاء الأفراد.

وقد توجه 7 آلاف أوروبي إلى “سوريا”، ومعظمهم من الإسلاميين الذين يرهبون “ألمانيا”، وقد أسسوا بعد عودتهم خلايا إرهابية. وقد أجبرت هذه المسألة وزير الداخلية الألماني على طرح مخاوفه أمام “الاتحاد الأوروبي”، وأعلن أن هؤلاء الأفراد يشكلون 10% من المقاتلين الأجانب في “سوريا”.

كذا يؤكد مسؤولي الأمن في “هولندا” و”بلجيكا” تزايد أعداد السلفيين في كل منهما، لاسيما في المناطق الحدودية مع “ألمانيا”، وأكد الصحافي الهولندي، “إرني نانكل فان”، أن عددهم في شمال “راين وستفاليا” يزاد بشكل سريع. وهم لم يصنعوا أي تغيير والمؤسسات الأوروبية أهدافهم مستقبلية.

إنتاج الإرهابيين الأجانب..

في شباط/فبراير 2012؛ أعلنت الأجهزة الأمنية الألمانية انتقال 20 إرهابيًا من “ألمانيا” إلى “باكستان” بغرض الإنضمام إلى صفوف (القاعدة) والحصول على التدريبات اللازمة. وهناك عدد كبير من المتشددين الجهاديين يتواجدون بالمساجد الألمانية، وعددهم يقارب الـ 3800 شخص، وبعضهم دعاة غير مستعدون للتناغم مع المجتمع الألماني.

وبحسب تقرير (دوتشيه فيليه)؛ يقيم معظم هؤلاء الدعاة في مدن “کلن، ودوسلدورف، وبوخوم، وفوبرتال وزولینغن”. ومدينة “بن” واحدة من أهم القواعد السلفية في “ألمانيا”، وكذلك “فرانكفورت”. لأنها محل إقامة العناصر السلفية البارزة ذات الاتصالات مع الشبكات الإرهابية المسلحة في “مصر وسوريا واليمن والعراق”.

وفي إطار تأكيد أجهزة الاستخبارات الألمانية الداخلية على نمو عدد السلفيين في “ألمانيا”، وقدرت عددهم بنحو 4255 شخص في العام 2012؛ و4500 شخص تقريبًا في العام 2013، تصنف حوالي 100 شخص منهم تحت بند “عناصر خطرة”، وأنها تراقب على مدار الساعة 130 آخرين.

الصادرات الجهادية من أوروبا..

وجه “ولكر كاودر”، عضو بارز في تحالف المحافظين الألماني، الذي تتزعمه “آنغيلا مريكل”، المستشارة الألمانية، إنتقادات شديدة إلى الإسلام، وقال: “الإسلام ليس جزءً من ألمانيا.. الإسلام ليس جزءً من ميراثنا وهويتنا في ألمانيا، وبالتالي لا يرتبط بألمانيا، ولكن المسلمون يرتبطون بألمانيا، لأنهم مواطنون يتمتعون بحقوق كاملة. وهذا يعني أن وفاءهم يجب أن يكون للوطن وليس للدين أو المذهب”.

يعيش في “ألمانيا” حوالي 4 مليون مسلم، نصفهم تقريبًا يحمل الجنسية الألمانية. والأتراك الألمان من أكبر الجماعات المسلمة. ويعود وجودهم في “ألمانيا” إلى الاتفاقيات التاريخية السياسية بين “ألمانيا” و”تركيا”.

ويشكو الرئيس السابق لمجلس المسلمين بألمانيا، “نديم إلياس”، من “ألمانيا” التي تسعى إلى التقليل من أهمية المسلمين في هذا البلد. ويبلغ عدد المساجد في “ألمانيا” حوالي 2350 مسجد؛ منها 2180 ذات إمام ثابت.

وفي “بلجيكا”؛ يقول “دنيس دوكيرم”، عضو البرلمان: “تحولت بلادي إلى مركز مهم لصادرات المقاتلين إلى سوريا، والذين يمثلون خطرًا كبيرًا حال عودتهم”.

وكشف “مركز دراسات الإرهاب”، في “لندن”، عن أن المواطنيين الجهاديين الأوروبيين الذين ذهبوا للحرب في “سوريا” يمثلون مصدر قلق للأجهزة الأمنية الأوروبية.

دمج المهاجرين..

كانت أوروبا تشارك باستمرار في مناقشات دمج المهاجرين العرب والمسلمين. وفي الوقت نفسه تربط “الإسلام فوبيا” بهذه القضية. والتواصل مع المسلمين وقدرتهم على الإندماج في “ألمانيا” يمثل نموذجًا على هذه الحوارات.

وبعد نشر كتاب (أوربا تقضي على نفسها)؛ للمؤلف “تیلوزاراتسین”، العضو السابق بالمجلس الإداري للبنك المركزي الألماني، والذي كان بمثابة رؤية سلبية في هذا المجال، طالب الكثيرون بالحيلولة دون المزيد من الهجرات العربية والتركية إلى “ألمانيا”. وهذا الفزع من المسلمين أثر سلبيًا على حياتهم اليومية ومنعهم من العمل على سبيل المثال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة