يحتل المسرح في العملية الادبية في اي بلد من البلدان مكانا هاما بين الانواع الادبية الاخرى . وفي بعض الاحيان نراه يفوق الانواع الادبية الاخرى ، كما انه يعلن مولد نهضة ادبية في احيان اخرى . وهو يقوم بدور الموجه والمثقف بسبب ماله من خصائص هامة . فهو يخاطب حس المشاهد وبصره مباشرة مقدما له الشخوص والمواقف والامزجة في ابعادها الطبيعية . وتتحرك هذه الشخوص في اطار الاهداف التي يعيد المسرح خلقها في مظهرها الحياتي الملموس وصعوبتها وتعقيدها . وهو يزين طريق الكفاح او يصور تصادم المصالح الفردية والاجتماعية لابطاله مجسدا صراع القوى التاريخية والاجتماعية التي تقف وراء اولئك الابطال .
ولا يعبر المسرح عن جانب واحد من جوانب الحدث او عن لحظة واحدة من لحظات الحدث كالرسم او النحت مثلا وانما يعبر عن تطور لحظات الاحداث المتسلسلة المترابطة فيما بينها . ومما يعمل على تطور الحدث المسرحي نزاعات القديم والحديث والشر والخير والحقيقة والكذب وصراع او التقاء العواطف او تصادم وجهات النظر او تناقض التصرفات .
واذا كانت القصة الواقعية تستطيع ان تعطينا الصورة الواضحة المتكاملة لواقع الحياة الاجتماعية للعصر وان تقدم لنا تفاصيل اضافية لشخصية البطل فان المسرح وهو يقدم نفس تلك القصة يعمل على تكثيف شخصية وصفات البطل او الابطال . ولانه يجب ان يقدمها في وقت محدد فانه يكشف تلك الجوانب الهامة من شخصية البطل في علاقاته المتعددة المظاهر مع الاخرين المحيطين به موضحا بذلك الهدف الذي اراده المخرج من توجيهه المعين لهذا البطل او ذاك .
وهكذا ساعدت خصائص المسرح تلك مخرج المسرحية (قاسم محمد) على تجسيد الاهداف التي اراد التعبير عنها عندما سحب المواقف الى فترة زمنية حديثة وعمق ابعاد بعض الصفات على حساب الصفات الاخرى . وقد نجح (قاسم محمد) عندما سلب من اهم شخصيات المسرحية نواحيها الايجابية التي كانت تميز بعضهم لدى غائب مؤكدا بذلك على السلبية القاتلة التي تعيشها جموع شعبنا في الظروف الراهنة . وهكذا ايضا استطاع (قاسم محمد) معتمدا على التقبل الفني لدى المشاهد ، ان يعمل على تكثيف شخصية البطل وان يكشف تلك الجوانب الانسانية الهامة في علاقاته بالاخرين المحيطين به بالشكل الذي يمكنه من توضيح الهدف الذي يرمي اليه . كما استطاع (قاسم محمد) ان يعطي لتصرفات واقوال شخصيات المسرحية مضامين اعمق وظلالا ابعد تنسحب على حياة الطبقات المسحوقة في وقتنا الراهن .
وعندما ركز (قاسم محمد) على الاوضاع الاقتصادية والسياسية بالذات في تلك الفترة في المسرحية فانما اراد بذلك تعزيز ما ذهب اليه الكاتب من وصفه لحياة البؤس والشقاء والمعاناة التي تعيشها الطبقات الكادحة دائما وفي فترات الازمات على وجه الخصوص والتي غالبا ما تجتاح البلاد . وساعد قاسم في ذلك كشفه لتلك الجوانب المعينة الهامة من الابطال التي تعبر عن عمق المأساة التي يعيشونها محققا بذلك الهدف الذي اراده من تقديم المسرحية وفي هذه الظروف بالذات .
وينقلنا قاسم في المسرحية من عالم ايام الحرب الى وقتنا الحاضر حيث الصورة القاتمة للحياة هي هي .. حياة الجوع والفقر والحرمان واليأس والعذاب التي تعيشها غالبية طبقات الشعب . . حياة الظلام ، ظلام الجهد والجوع والبؤس والخرافات والاوهام ، الذي يحدد نظرة الافراد للحياة ويقتل تلك الجوانب الطيبة التي تملأ قلوب الناس .
وقد ابدع الممثلون في عرض تلك الجوانب التي ارادها المخرج ان تبرز مقدمين تلك اللحظات الادبية المعينة في النتاج موحدة مع اللحظات اليت فرضها المضمون سلبا او ايجابا . وقد اراد (قاسم محمد) لبعض شخصيات المسرحية ان تتعمق جوانبها السلبية ساحبا بذلك ظلال السلبية هذه لتعبر عن حالة الشلل والقلق والترقب اليت تعيشها جموع الشعب في لحظات تاريخية معينة .
لقد استطاعت الشخصيات الممثلة على المسرح بهذه القدرة الفائقة ان تجسد النزاعات الحياتية في تطورها وديناميكيتها لتحرك جيران النخلة . النخلة رمز الخير في العراق تبدو القصة وعلى المسرح قميئة يابسة ترمز الى فقر الحياة وذيولها وذبول الخير معها . النخلة التي ستقابل سليمة (الفنانة زينب) وستقابل سليمة لتشهد ما سيفعله الدهر واحداثه المتلاحقة . انها تصارع حياتها وقدرها من اجل لقمة الخبز هذه … علام ترمز في القصة والمسرحية على السواء ؟ انها الرمز مع نخلتها الى العراق المعطاء الذي يقدم الكثير ويفقد كل شيء … قدمت الحياة لحسين (فاضل خليل) ولم يقدم لها شيئا .. على العكس كان يسلب مالها ويحفظه لنفسه ! سيتركها لتنقاد لرجل آخر اكثر حياة سيرسمها تماما … من هذا الرجل الاخر ؟ انه مصطفى (خليل شوقي) الذي يجسد عملاء الاستعمار الذين يتظاهرون بحب العراق ويتغنون به ولكنهم كانوا قد ارتبطوا بالاستعمار .. ورغم انهم يسرقون (بضائع الانجليز) الا ان ذلك يعطي الصورة الواضحة لنفسية بعض فئات البرجوازية التي تفكر الا بمصالحها فهي تتعامل مع الشيطان ولكنها ستسرق الشيطان نفسه اذا كانت مصلحتها تقتضي ذلك .
تلك هي (سليمة) الرمز تعطي .. تعطي كل شيء ..لا تعرف الفرح و لاتعرف من حياتها الا ليل حزنها وشقائها الطويل . وحتى فرحتها بخلاصها من الشقاء كانت لفترة قصيرة جدا كالحلم ما لبثت ان افاقت منه على بحار من الدموع . لقد كان بكاؤها لحنا جنائزيا يودع ابتسامة الرضا واحلام السعادة في عيون جموع شعبنا الحزينة .. ها هي تعود الى (التنور) يلفها ظلام الليل وظلام القديم وعاداته وقيوده يطغى عليها ويسد عليها الطريق . كل من يعرفها يستغلها لصالحه .. ابنها ومن ثم زوجها . وحتى رفيقاتها وصديقاتها يضحكن من سذاجتها ويسخرن من احلامها ويستكثرن عليها سعادتها .. لكن اكانت سعادة حقا ؟ ان دموعها الساخنة ليلة عرسها لاكبر دليل على مثل (تلك السعادة) ها هي تعود الى حياتها القديمة والجديد الذي جاءها كالحلم في الخيال لم يقدم لها شيئا .. ستظل تكافح اعواد الحطب الرطبة كما حاولت ان تكافح دون جدوى ضد بؤس وشقاء قدرها الدائم انها تستجير (الشمس) الحياة والدفيء والدعة .. ها هي تنساب مع زورقها على صفحة الماء الرقراقة الى سامراء ، وبينما هي مسترسلة في سكرة احلامها اذ يدق مصطفى الباب . ومع دقته ولت احلامها الى غير رجعة .. فعلام ترمز سامراء ؟ انها ترمز لمجد كان للعراق ولحياة سعيدة احست بها يوما سليمة وعاشها عراق تموز .. فقد كان قدوم مصطفى اليها مع الليل ، الليل الذي يخفي بظله السميات مظاهر الرباء والمؤامرة والخديعة التي تربصت بها مع دقة مصطفى الباب .. ومنذ ان دخل هذا الـ (مصطفى) بيتها والظلام والعتمة تملأ ارجاءه وتملأ معه ارجاء البيت الكبير .. العراق .
وتتابع شغف احداث المسرحية لنواكب معها مصير حسين (فاضل خليل) ابن زوجها والى ما ستقوده تصرفاته … لقد حاول غائب في قصته ان يجعل من (حسين) رمزا للبطل الذي تخلقه ظروف معينة وتعمل على توجيهه ظروف معينة فتتطور شخصيته وصفاته تبعا لنتيجة الاحداث التي تمر بحياته وتؤثر عليها بشكل او بآخر ..ليقتل ابن الحولة (فاضل سوداني) ولينتقم لنفسه ولصاحب ابو البايسكلات (مقداد عبدالضا) وزوجة ابيه ولكل من تعرض لاذى ابن الحولة هذا .. فكيف واجه قاسم محمد تلك الشخصية في المسرحية ؟
لقد تعمد (قاسم محمد) في هذه المسرحية ان يعمق من ابعاد الانسانية في عواطفه التي كان يحسها تجاه زوجة ابيه فقد كان يسرق مالها دون ان يهتز له طرف ، يستغل ضعفها ويمتص عرقها ولا يقابلها الا ببعض مشاعر دفينة لا تسمن ولا تغنى من جوع . انه لا ابالي ، لا يفكر الا بنفسه .. مثل يضربه الكاتب ويعمقه المخرج ليدفعها للنقمة على من يعيش لنفسه فقط . انه عاطل ، ترك المدرسة وكل ما يعمله هو انه يبيع الخبز .. انه لا يبيع في الواقع الا حياة سليمة وكل ما في حياتها من امكانيات . لقد اراد غائب بتطويره لشخصية حسين ليقتل ابن الحولة (قوى الشر) في النهاية لينتقم للنخلة ولجيران النخلة ، اراد بذلك ان يجسد الامل في المستقبل ، وان يعبر عن ان الانسان لا بد وان يأتي اليوم الذي سينتصر فيه على مصاعبه ومصائبه . وجاء قاسم في المسرحية ليقدم تلك الشخوص في شكلها السلبي فقط ليصل بذلك الى ذروة المأساة .
فـ(حسين) في المسرحية لا يقتل (ابن الحولة) ولا يتحرك ليرد اهانته عندما يعيره هذا بمسلك زوجه ابيه وعندما يبصق على وجهه .. كما انه لم يحرك ساكنا رغم غليان اعماقه بالكثير عندما تذكر النهاية المؤسفة لقصته مع تماضر (ازادوهي صموئيل) … انه سيبقى جالسا على مقعده في القهوة يجتر آلامه وتترائى له الصور .. ابن الحولة ، سليمة الخبازة ، مصطفى ، صاحب البايسكلجي ، ثم تماضر . تماضر ! سيتوقف كثيرا ليجتر آلامه ومعاناته . لقد ضاعت منه الى الابد . فعل اضاعها هو ام كانت ظروفه اقوى منه ؟ انها حياته ولا حياة له بدونها . لكن من سيخطفها منه ؟
سيخطفها منه من يمثل تلك القوة الغاشمة التي تمتص دماء امثاله وتسرق منهم آمالهم وتتركهم في دوامة من الاستسلام والخنوع المؤسف . انه يبكيها بلا دموع .. يبكي تماضر التي لاحت له كذلك كالحلم عندما تصور انه سيقيم لها الاعراس عندما يبيع البيت .. البيت وسليمة .. باعهما من اجلها ! ولكن اين هي ؟!
ان موقفه السلبي هذا وطريقته العقيمة في معالجة المواقف المتتالية عليه واغراقه في عجز مزر واجه به كل مصائبه يدفعنا دفعا لاستنكار ذلك الخنوع وذلك الاستسلام واستنكار سلبية ولقمة عيشهم . ثم كرامتهم ! ان سلبية (حسين) تتعمق في ابعادها المثلى وتبدو في كل مظاهرها وعمقها في علاقته بـ (سليمة) زوجة ابيه .. لقد استطاع (قاسم محمد) ان يحمل (حسين) الرمز كل ما يمكنه ليعبر به عن استنكاره هو ونقمته على اسلوب المواجهة السلبي الذي يميز سلوك الكثيرين اليوم .
ان تماضر في المسرحية ترمز للشيء الجديد الذي استجد على حياة حسين والذي لم يستطع ان يحتفظ لمدة طويلة بالجديد هذا الذي مر على العراق وقدمه لقمة سائغة للبورجوازية الكبيرة المتربصة للانقضاض . ويرمز اليها في القصة والمسرحية (عمران) .
ما علاقة حسين بصديقه (صاحب) يرمز صاحب لدى غائب ومن ثم لدى قاسم الى الطبقة العاملة التي تقف غير مسلحة التسليح الكافي لمواجهة المواقف المختلفة والتي لم تستطع ان تتعمد للان حدود الثورة العاطفية المكبوتة تعبر عنها بالكلام تارة وبالوعظ تارة اخرى ، واذا ما ارادت ان تتصرف بشكل ما سيتصدى لها (حسين) بمواقفه السلبية وعدم وعيه بالظروف الموضوعية المحيطة .
(صاحب) البايسكلجي يجسد بمواقفه كلها وبتصرفاته الطبقة العاملة .. انها رصيد الشعب لا منازع واداته وقائدته للمستقبل المشرق . ولكن صاحب في القصة لم تتوضح ابعاده تماما بنفس الشكل الذي ظهر به في المسرحية . صورة هادئة تفهم وتعي ولكنها لا تتلمس بعد طريقها ولم تقدم سوى النقاش . كل ثورته وكل معاناته تتجسد في مواعظ . انه لم يتخط بعد ثورته العاطفية ولم يثر سوى مرة واحدة عندما اخذ ابن الحولة البايسكل واراد ان يصربه الا ان حسين تصدى له بسلبيته فشل يده عن ضرب (ابن الحولة) . لقد اراد غائب وقاسم ان يدللا ترابط حياتها ومصائرها بالطبقة العاملة . والرصيد الذي كان له لدى صاحب ينفاده . رموز كثيرة تدلل على ان رصيد هذه الفئة سيقل تماما وستبتعد عن الطبقة العاملة ان هي استمرت على مسيرتها بصاحب كما ان مصير فئات البرجوازية الصغيرة والشعب كله مرتبط بمصير الطبقة العاملة وبذهابها او ضياعها تضيع معها .
فها هو حسين يتخبط في دياجير القلق والعذاب بعد موت صاحب . انه وحيد تماما مع سلبيته وقلقه ولكنه لم يتحرك حتى ليرد الصفعة منتقما لصديق ورفيق . لقد قتل (ابن الحولة) صحاب وابن الحولة هنا يرمز الى قوى الشر التي تظهر في كل زمان ومكان ، وتتوجه دائما لتوجيه الضربة القاتلة للقلب النابض اي للطبقة العاملة امل الجميع .انها تلك القوى الغاشمة التي تستنزف دماء الطبقة العاملة قم تقتلها في النهاية اذا ما تجرأت ووقفت في طريقها .
ماذا قدم حسين في هذا الظرف بالذات ؟
لقد كان منسربا مع حلمه الذهبي فلم يفق الا وقد مات صاحب فماذا فعل ؟ ان ما فعله هو ما تفعله البرجوازية الصغيرة القلقة امام نفس قوى الشر التي تتصدى لها . فهي قلقة ، متوترة ، خائفة ، جزعة ، سلبية الى آخر قطرة في دمها .. ان ذلك الرمز لدى غائب قد تطور وتخطى مرحلة المعاناة الى مرحلة الثورة حين اقدم (حسين) على قتل (ابن الحولة) . ولكنه في المسرحية وقد اراد له المخرج ذلك لم يتطور الرمز ولم يتعدى حدود المعاناة والانغلاق على النفس والهروب من كل شيء .. لقد اراد قاسم ان يؤكد على ان قوى الشر الغاشمة مازالت ترتع وتمرح وهي وان غابت لفترة فسوف تعود اشرس مما كانت وان جموع الشعب العراقي لا تستطيع التعبير عن ثورتها وآلامها ورغباتها المستعرة في الاعماق وانما تغرق نفسها في لجة اللامبالاة والسلبية الطاغية التي تسد طريق الخلاص .
لقد اراد قاسم ان يوحي للمشاهدين بان من لا يستطيع مواجهة مشاكله مواجهة صريحة مخلصة تمكنه من تلمس طريقه ومن لا يحاول التغلب عليها ويواجهها بسلبية لن يحصد الا الندم والدموع والخسران المبين .
لا يمكننا ان نقول ان مسرحية (النخلة والجيران) تدور حول حياة بطل بمعناه الادبي في الانتاج ولكن ابطالها هي النخلة وسليمة ومرهون وحمادي العربنجي الذي يرمز في المسرحية كذلك الى فئة تستغلها الطبقات العليا لتحقيق اغراضها وبعد ان تنتهي منها ترميها الى حضيض الشقاء والعذاب والحرمان .. نعم فأبطال (النخلة والجيران) هم اولئك البسطاء بافراحهم واتراحهم وآلامهم ومعاناتهم ، هم النخلة وسليمة وبيت سليمة ، هم حسين وتماضر وعمران ، هم الظروف الاجتماعية المعينة التي يعيشونها ، هم الزمن نفسه الذي يسير بقوانينه عالم الشقاء العجيب هذا ..
انهم الليل الذي يلف بظلمته حياة كل اولئك ، انهم الشمس التي تلوح كامل بعيد في خيال البسطاء لحياة افضل والتي اراد بها غائب ان يعبر عن امله في المستقبل السعيد لاهله .. جيران النخلة !
وتلعب الشمس لدى غائب في كل نتاجه دورا بارزا وهي رمز ناجح يستخدمه في المكان المناسب والوقت المناسب ليعبر بها عن معاني كثيرة : هي النار التي تخيف وهي النور الذي لا يريد ان يراه (مصطفى) و(ابن الحولة) اللذان لا يظهران الا في الظلام .
ولكن قاسم لم يترك للشمس تلك الحرية التي تتمتع بها في نتاج غائب بل انه لم يتركها تظهر الا في حلم سليمة او في حلم تماضر وفي حلم حسين للحظات قصار .. سيترك قاسم الظلام ليغلف كل شيء .. وسيسحب الليل سدوله القاتمة لتلف حياة جيران النخلة .. وسيظل الليل احد ابطال المسرحية .. فالقصة تبدأ بغروب الشمس وغروبها يؤذن ببدء مرحلة قاتمة نوعا من حياة الشعب اما المسرحية فتبدأ مع حلكة الليل .. الليل الذي استطاع قاسم ان يجعل منه بطلا ورمزا ناجحا في المسرحية يوحي بالكثير .