24 نوفمبر، 2024 10:52 ص
Search
Close this search box.

البصرة .. هل تصبح الفخ “الترامبي” لنظام طهران ؟

البصرة .. هل تصبح الفخ “الترامبي” لنظام طهران ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

يزداد التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”؛ بالتوازي مع اقتراب يوم 5 تشرين ثان/نوفمبر 2018، موعد تجديد العمل بالدورة الثانية من “العقوبات الأميركية” على “إيران”.

وقد طرح رئيسا البلدين، في كلمتيهما بـ”الجميعة العامة للأمم المتحدة”، عددًا من الاتهامات والتهديدات غير المباشرة، والآن تتهم “الخارجية الأميركية”، الحكومة الإيرانية، بالتورط في هجمات ضد مواقع ومنشآت “الولايات المتحدة” في “العراق”، وأصدرت قرار تعطيل وإخلاء “القنصلية الأميركية” في “مدينة البصرة”.

حذر أميركي من هجوم إيراني محتمل..

لكن؛ يبدو أن لـ”الولايات المتحدة”، بقرارها تعطيل قنصليتها بـ”البصرة”، دوافع أخرى أكثر من المحافظة على أمن قواتها بـ”العراق”. واتهم “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركية، القوات المدعومة من الجانب الإيراني بالضلوع في الهجوم المباشر على المواقع الأميركية بـ”العراق”، وهدد “إيران” بشكلاً مباشر، قائلاً: “لتعلم إيران أن الولايات المتحدة سوف ترد على أي هجوم بشكل مناسب وحاسم”. بحسب ما رصده “طلا تسليمي”؛ عضو الهيئة التحرير لموقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

ونقلت فضائية (سي. إن. إن)، عن مصادر بـ”وزارة الدفاع الأميركية”، قولها: “تقييم المعلومات لوزارة الدفاع الأميركية يؤكد أن الميليشيات الموالية لإيران تخطط لشن هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية”. وتركز “وزارة الدفاع” على الميليشيات الموجودة في “سوريا”، وعدد من المناطق الأخرى بالشرق الأوسط.

وكانت “القنصلية الأميركية”، في “البصرة”، (ثاني أكبر المدن العراقية)، قد بدأت عملها في العام 2011، وتحولت إلى أحد المراكز الأساسية الأميركية في “العراق”.

وبحسب (نيويورك تايمز) الأميركية: “فإن قرار تعطيل العمل بالقتصلية؛ جاء نتيجة عدد من التطورات المنفصلة، أولها: أن حكومة ترامب دشنت حملة جديدة تستهدف التركيز على الأنشطة الإيرانية العسكرية في المنطقة. ثانيها: شهدت مدينة البصرة، في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2018، عددًا من التظاهرات غير السلمية إنتهت بالهجوم على القنصلية الإيرانية، واتهم المسؤولون العراقيون الإدارة الأميركية بالتحريض على هذه المظاهرات. ثالثها: أجرت الخارجية الأميركية عددًا من المناقشات الداخلية بشأن تعطيل القنصلية بالبصرة في إطار تخفيض الانفاق”.

“البصرة”.. هل تصبح بؤرة اشتعال الصراع المسلح ؟

وتقع “البصرة”، جنوب “العراق”، وهي منطقة نفطية وتقطنها غالبية شيعية، وبعض الأحزاب السياسية الشيعية الأساسية في هذه المدينة تحظى بالدعم الإيراني. وقد تدفقت جماهير البصرة على شوارع المدينة في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين؛ اعتراضًا على سوء الخدمات العامة مثل “الكهرباء والماء”. لكن كذلك أبدى المتظاهرون اعتراضًا على “النفوذ الإيراني” في “البصرة”، وهاجم بعضهم مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة وأضرموا فيه النيران.

و”القنصلية الأميركية”؛ تقع قرب “مطار البصرة” بعيدًا عن التوتر في مركز المدينة. وقد تعرضت تلك القنصلية إلى الهجوم بتاريح 8 أيلول/سبتمبر الماضي، وبعدها بأربعة أيام اتهم “البيت الأبيض”، الميليشيات، المدعومة من “إيران”، بالوقوف وراء الهجوم.

لكن هذا الهجوم لم يختلف عن الهجمات الشائعة بالقرب من “السفارة الأميركية” في “بغداد”، في حين لم تعلن “الولايات المتحدة” إغلاق هذه السفارة بسبب المشكلات الأمنية. لكن حكومة “ترامب” تريد التأكيد على نشاط “إيران” العسكري في الشرق الأوسط، وهذه الخطوة جزء من حملة تبرير قرار الرئيس للاتفاق النووي الأميركي خارج “الولايات المتحدة”.

وكان “الاتحاد الأوروبي” و”الصين” و”روسيا” قد طالبوا بالاتفاق ووعد بالتعاون مع “إيران” لإفشال تبعات “العقوبات الأميركية”. لكن ربما أهم مسألة تتعلق بتعطيل “قنصلية البصرية” بحجة “إيران”، هو المناقشات الداخلية التي أجرتها “وزارة الخارجية الأميركية”، قبل نحو عام.

وتبلغ ميزانية “القنصلية الأميركية” السنوية حوالي 200 مليون دولار، والبعض يقول إن التكلفة تبلغ 350 مليون دولار. وقال مصدر سابق بالخارجية الأميركية: “كان “ركس تيلرسون” قد طالب، قبل أن يترك منصبه كوزير للخارجية في حكومة ترامب، بتخفيض ميزانية الإدارة التابعة للخارجية، وفي هذا الصدد نوقشت مسألة تعطيل قنصلية البصرة”.

والآن يبدو أن “وزارة الخارجية” تتذرع بـ”إيران” في تنفيذ قرار ربما صدر لأسباب داخلية. وقال “بومبيو”، في اجتماع وزراء الخارجية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: “بالنظر إلى التهديدات الخاصة والمتزايدة والهجوم على قواتنا في العراق، إتخذنا قرار تحريك قواتنا في العراق بشكل مؤقت”.

وبحسب (واشنطن بوست)؛ فقد أمضى المسؤولون الأميركيون، الأسبوع الماضي، في إطلاق التحذيرات والتهديدات ضد “إيران”. في حين يخوض مندوبوا “إيران” و”أميركا”، منذ فترة، منافسة على تصعيد حلفاءهما وتسكينهم في المناصب الرئيسة مثل رئاسة البرلمان والدولة والحكومة. لكن بالنهاية؛ يبدو أن “إيران” كانت الفائز، والتطورات الراهنة المتعلقة بـ”قنصلية البصرة”؛ ربما تمثل نوعًا من المساعي الأميركية لتعويض ما فات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة