منذ قيام ألدولة ألاسلامية في ايران في سبعينات ألقرن ألماضي تحولت بوصلة ألعرب من أسرائيل الى أيران .فبدلا من توجيه ألآدانات ألى ألمغتصب ألآسرائيلي ألمحتل للآرض ألفلسطينية والعربية تحولت ألى أدانات وأتهامات ألى أيران ونظامها ألجديد؛ثم تحولت ألى مواجهة عسكرية دموية بين ألآنظمة العربية ألخليجية وأيران على ألمكشوف وقد أستغلوا حماقات صدام حسين ودفعوه لحرب قذرة كان ضحاياها من أبناء البلدين بدعم مادي وعسكري من مشايخ الخليج وبتشجيع امريكي وغربي للآنتقام من ألنظام الجديد ردا على خسارتهم لشرطي الخليج وحليف أسرائيل ألأستراتيجي في ألمنطقة شاه ايران.
فلم تعد قضية فلسطين المركزية مهمة ولاحقوقهم بالعودة أو ألأنسحاب من الجولان ذات أهمية؛فأصبحت أيران هي القضية ألمركزية .أخذت ألتصريحات ألرسمية العربية لاتختلف عن تصريحات نتنياهوا بخطورة أيران على ألسلام ألعالمي وعلى أستقرار المنطقة ومستقبلها وأخذت تتصاعد بمرور الوقت ومن هذه التصريحات التي ظهرت مؤخرا مايلي:
1-صرح مصدر مسؤول في مجلس التعاون الخليجي ؛بأن أيران تتدخل بشؤون دول الخليج وتحاول زعزعة أستقرارها ؛وأنها بدأت بشراء ونصب صواريخ باتريوت لصد ألهجمات ألآيرانية كما قامت بشراء أسلحة متطورة لهذا الغرض؛كما سمحت للقوات ألأمريكية وألأوروبية بتخزين أسلحتها ألمتطورة على أراضيها لمواجهة الخطر ألأيراني.بدأت دول الخليج تعلن عن أكتشاف خلايا من جيش القدس وحزب ألله اللبناني وعملاء المخابرات ألآيرانية يعملون على التخريب ومساعدة أذنابهم من الشيعة في دول الخليح لقلب ألأنظمة فيها وألأستيلاء على السلطة بالقوة وألعمل على نشر المذهب ألشيعي فيها!!.
2-صعد الجامع الأزهر هجمته على الشيعة وعلى أيران وأتهمهم بمحاولة زعزعة النسيج ألآجتماعي لآهل السنة والجماعة فيها وقررت الحكومة المصرية تشديد ألآجراءات ضد ألسياح ألأيرانيون للتحديد من نشاطاتهم ؛ وطلبت من أيران عدم التدخل في دول الخليج وزعزعة أستقرارها وأنصاف أهل ألآهواز من السنة .وبعدها مباشرة بدأت ألمجاميع ألمتطرفة بتهديم بيوت العبادة لآتباع اهل البيت في مصر كما يفعلون بأهل مصر من ألآقباط والمسيحيون.ولكن مشايخ الآزهر تناسوا ألسواح ألآسرائيليون وربما أعتقدوا أنهم أولاد ألعم؛ ولم يقتلوا عشرت الآلوف من جنود وشعب مصر الكنانة وتنديس ارضها لآكثر من عشرين عاما.تناسى العرب شهدائم في سوريا والآردن وفلسطين ألمحتلة!!.
3-بدأت هجمة جديدة على ايران وحزب الله وشيعة العراق من قبل ألمعارضة السورية ؛حيث قامت بتصفية الشيعة السوريين وأغتصاب نسائهم بأعتبارهم عملاء للنظام ألآيراني وأعتبروا المرحلة ألمقبلة التوجه الى أيران والقضاء على رأس ألآفعى في طهران ثم التوجه الى أذنابهم في بغداد وفي جنوب لبنان وقاموا بالآعتداء على مساجدهم وكأنها معابد يهودية
4- ألأحتجاحات التي بدأت في العراق مؤخرا ضد حكومة المالكي للمطالبة بحقوق مشروعة ؛تحولت الى حرب بين ألفاتحين العرب وألفرس المجوس والكسرويين في بغداد وطهران وجنوب لبنان ؛وبدأت حملات ألآبادة ألجماعية للشيعة في العراق من قبل الجماعات الوهابية وألسلفية تتصدرها القاعدة وأدخلوا مجاميع من القتلة والمجرمين من كافة البلاد العربية للجهاد في ارض العراق وخاصة في وسطه وجنوبه.وفي خضم هذه الفوضى ألخلاقة تناسوا الجولان المحتلة التي لاتبعد عنهم سوى أمتار!!هذه المقالة ليس دفاعا عن أيران ولكن فقط للتذكير بالحقائق القائمة على ألآرض وما خفي كان اعظم ؛وبدورنا نحب أن نتسأل ونطلب أجوبة ؟!!
1-لماذا كان العرب أصدقاء للشاه وخاصة دول الخليح التي باعت الجزر الى الشاه الذي كان من الدول ألأسلامية القليلة التي أعترفت بأسرائيل ألى جانب تركياوتقيم معها علاقات عسكرية وأستخبارتية وهو الذي قام بتزويد الجيش ألآسرائيلي بالنفط أثناء حرب أكتوبر 1973 ولماذا أحتضنته مصر بينما لفظته كل دول العالم وخاصة صديقته امريكا ورفضت دخوله اليها؟!!.
2-ماهي ألآسباب ألتي دعت دول الخليح وبعض الدول العربية أن تتخذ موقفا سلبيا من أيران وتتجه بأتجاه ألخطاب الآسرائيلي الذي يدعوا الى ضرب أيران وتدميرها؛فهؤلاء على ألآقل يصلون بأتجاه الكعبة وليس بأتجاه الكنيست ألآسرائيلي ؛فأذا كانت أيران تتدخل في شؤون الدول العربية ؛فأن تركيا تقوم بنفس النهج بالتدخل بالشأن ألعراقي الداخلي وألتشجع على الفتنة الطائفية بين مكوناته وتقصف ألآراضي ألعراقية منذ عشرات ألسنين وتقتل أبناءه وتدمير ممتاكاتهم وتحرق مزارعهم وهي تقوم بشكل ممنهج بأقامة السدود ومنع وصول ألمياه الى سوريا والعراق ممايؤدي الى خنق شعب البلدين وتحويل أراضيهما الى صحراء قاحلة ؛ولا ننسى حكم ألعثمانيون الذي سلط الموت على العرب مما أحدى بالعرب الى التحالف مع الدول الغربية للتخلص من ظلمهم وتخلفهم ؛كما أن أيران قامت ببناء السدود التي تنبع من أراضيها واضرت بالشعب العراقي وهذا التصرف بعيد عن ألآخلاق ألآسلامية وحسن الجوار.
3- لماذا يعتبر العرب مساعدة أيران للمجاهدين اللبنانيين والفلسطينين في غزة أهدافها التوسع في ألمنطقة العربية ؛فحزب الله حرر ارض عربية عجزوا عن تحريرها بينماقام أبطال غزة بالدفاع عن أنفسهم ودحر العدوان ألآسرائيلي بأموال وأسلحة ايرانية ومن حزب الله ؛فلماذا لم تتحركوا لنجدتهم أو حتى رفع الحصار عنهم فالشقيقة الكبرى ساهمت بحصار غزة في عهد مبارك وحكم ألآخونجية ألجديد يقوم بردم ألآنفاق التي يعتمد أهل غزة في أستيراد ضروريات الحياة عن طريقها.
4-لماذا المعارضة السورية مشروعة بينما المعارضة في البحرين والسعودية مجموعات أرهابية .أستخدمت المعارضة السورية ألسلاح ثم تحولت فيما مابعد الى مجاميع ارهابية تقتل وتدمروتغتصب بأعتراف ألمنظمات ألدولية ومنظمات حقوق ألانسان الدولية وهي لاتختلف عن الجيش السوري الفاشي ؛بينما لازالت التظاهرات في البحرين سلمية ولم تستخدم العنف وقد أدانت المنظمات الدولية ممارسات السلطات الوحشية للمتظاهرين وقتلهم وتعذيبهم ؛وكان رد السلطات السعودية على المطالبين بحقوقهم هو التعذيب والسجون والقتل وقد أستنكرت المنظمات الدولية هذه الممارسات وأدانتها ؛وأخيرا أحتلت أمريكا أفغانستان والعراق فلماذا في أفعانستان حكومة وطنية وفي بغداد حكومة عميلة ” ننتظر ألآجابة منكم يرحمكم ألله؛ أعتقد أن ألآجابة واضحة لان الحكومة في أفغستان سنية بينما في ألعراق يقودها شيعة؛فهل هذه العقلية تليق بشعوب تعيش في القرن الواحد والعشرين .
5-لماذا نرحب بتواجد قواعد عسكرية غربية على أراضينا وهي تدعم الكيان الغاصب الذي يمنع أي تطور تكنلوحي في المنطقة سواها .فقد ضربت ألمفاعلات النووية في العراق وسوريا ومصنع السلاح في السودان مؤخرا ؛وهذه الدول تبعد عنا ألآف ألآميال ؛بينما أيران جارة ومسلمة ولا تبعد سوى بضعة أميال عن بعض دول الخليج!!هل ألذي يربط ألشعب الآيراني بنا من حيث ألدين والجيرة أقل أهمية من أرتباطنا بالغرب وأسرائيل ؟!! متى يتخلى ألآعراب عن عقلية البداوة والحقد الطائفي البغيض ألذي سيحرق ألآخضر واليابس؟!!
