كانت المدرسة فوق التلة.. التي على سفحها تنتشر بيوت القرية القديمة يومذاك .. وكانت المدرسة مبنية من غرف متواضعة من الطين.. لم يكن يومذاك كهرباء.. ولا تلفزيون.. ولا هاتف نقال.. ولا انترنت.. ولا سيارات.. وكان تلاميذ القرى المجاورة، يأتون إلى مدرسة السفينة مشيا على الأقدام..في ظروف جوية قاسية من الحر في بداية الفصل الدراسي.. ومن البرد، والمطر، والعواصف الرعدية، في الشتاء والربيع.. وكان الطريق ترابيا، وموحلا في موسم الشتاء، مما يزيد في معاناة التلاميذ .
وقد كان اهتمام المدرسة الصارم بالتعليم، وبترسيخ قيم النظام، واحترام الزمن قوياً. فكان الحرص على ترشيد السلوك العام للتلاميذ في البيت، وفي المجتمع، وفي المدرسة. كما كان ترسيخ نظام الحضور بالوقت المحدد للدوام.. والاصطفاف ساعة الانصراف بطابور جماعي.. يتفرق التلاميذ منه ، عند مثابة محددة ،خارج باحة المدرسة الى اهليهم، يمينا وشمالا، كل حسب وجهته ،التي يولي وجهه شطرها، بعد انتهاء دوامه، بهدوء كامل، وانضباط تام من أهم سياقات المدرسة في إدارة الطلاب.
هكذا كانت المدرسة مركز إشعاع تربوي، وتعليمي، أيام زمان…