خمسة عشر عام يحكم حزب الدعوة البلد محليا ومركزيا، تمكن من صنع دولة عميقة تضم البعثيين والفاسدين والفاشلين، حيث يسيطر على 85% من الدرجات الخاصة من درجة مدير عام فما فوق، اضافة الى 22 هيئة مستقلة من اصل 28 هيئة يديرها الدعاة او من يواليهم والمعروف ان؛ كل هيئة بمثابة وزارة بل بعضها يعادل وزارة سيادية.
حزب الدعوة الذي استخدم التعيين بالوكالة خلاف القانون، استطاع ان يربط مصير هؤلاء الوكلاء بمصيره، عندما فتح امامهم الابواب مشرعة للفساد الاداري والمالي ودافع عن فسادهم وفشلهم من خلال تجنيد عدد من النواب (بيت كطيو) ككاظم الصيادي وعالية نصيف وغيرهم للدفاع عنهم من خلال تغيير الحقائق بالصراخ والتدليس، وشراء ذمم اقلام ومنابر اعلامية بالتهديد والوعيد،
حزب الدعوة يقف اليوم عند مفترق طرق، دفع قياداته للدخل بالإنذار بدليل الاجتماعات المتتالية والبيانات المتناقضة مع بعضها، الغرض من هذا الحراك الدعوي تهيئة كل ما لديهم من قوة لغرض حماية كبار الدعاة الذين استولوا على اموال البلد ومقدراته، لا الحماية الدعوة كحزب فقط يدعي الاسلامية ويمارس الميكافيلية بأبشع صورها للوصول الى السلطة،
هذا المشهد يؤكد ان الحكومة القادمة مهما اتيح لها من دعم سوف تكون في موقف لا تحسد عليه وموضوع نجاحها او تمكنها من تقديم شيء للمواطن امر في غاية الصعوبة، فالدعوة كما هو تاريخهم واسفر عنه حاضرهم لا يمتلكون اي ثابت اخلاقي او انساني فضلا عن الشرعي، هذا الواقع اصعب بكثير من واقع عام 2003، حيث تم اجتثاث البعثيين والاستعانة بكوادر جديدة في معظم دوائر الدولة، وبالتالي تمكنت الحكومات لغاية عام 2010 ان تعمل بأجواء يمكن معها الانجاز لو ارادت، لكن الان اضافة للبعثيين الذي تحولوا الى دعاة بعد استثنائهم من قبل السيد المالكي اضيف جيش الفاشلين والفاسدين، مما شكل حلف قوي يصعب القضاء عليه بالإجراءات الاعتيادية.
الحكومة القادمة لا تملك الا تنشيط اجتثاث البعث والدعوة معا، عندها يمكن ايجاد فرصة للتغيير والتصحيح وتقديم الخدمة للمواطن.
هناك امر اخر الانباء التي تتحدث عن ترشيح السيد عادل عبدالمهدي لرئاسة الوزراء، هذه الشخصية الرصينة سياسيا واقتصاديا وذات العمق الاجتماعي والتاريخي، تتناقض كليا مع الدعاة واخلاقياتهم على كافة الاصعدة، مما يضيف سبب لكافة الدعاة للتكاتف كي لا تظهر حقيقتهم؛ عصابة دربت وتربت على يد البريطانيين المعروفين بسفالة ورخص اساليبهم في التعامل مع منافسيهم فكيف بمناويئهم؟!
الختام لا نريد ان نزرع اليأس في النفوس من القادم بدون حزب الدعوة، لكن الاكيد على الجميع ان يتوقع الفشل للحكومة القادمة لاتحاد كل قوى الشر بوجهها (بعث، فساد، فشل) المجسدة كلها في حزب الدعوة المغادر وهؤلاء سيخوضون معركة وجود…