ليس غريبا في بلادنا التي تحكمها المصالح السياسية منذ 15 عاما، ان تطال يد “الغدر” فتاة اختارت الحرية لنفسها، وخالفت “العادات والتقاليد” التي تربى عليها المجتمع منذ عشرات او مئات السنين، لكن مايثير الاستغراب “حقا” هو كمية “الشماتة والتشفي” بعمليات القتل “المنظمة” التي استهدفت “مشاهير” من النساء قد لا تكون تاره فارس الاخيرة، فكيف لانسان يدعي “حرية التفكير” ويطالب بالعيش “بكرامة” في بلاده، ان يعتبر عملية القتل “جزاء مناسبا” لجميع من يمارس الحياة على طريقته الخاصة.
ان التطرّف والمغالة ياسادة.. لايمثل غير شريعة الغاب سواء كان تطرفا دينيا اوقوميا فالنتيجة واحدة “التعصب ورفض أفكار الاخرين”، صحيح ان غالبية “عُبَّاد الله” من العراقيين اصبحت لديهم ردة فعل تجاه التطرّف الديني بعد تجارب القاعدة وداعش، لكن “التشمت” بالضحايا بهذه الطريقة يعتبر تأييدا لجميع الأفكار “المنحرفة” ودليلا واضحا بان الانتصار على “الاٍرهاب” وتنظيماته عسكريا لا معنى له في حال عدم هزيمته “فكريا” وإيجاد طريقة مناسبة للتخلص من الأفكار “الهدامة” التي تبيح “قتل” كل من يخالفنا بالراي او الفكر وحتى بارتداء الملابس.
دعونا نترك التطرّف و”التشفي” بعمليات القتل، لكونها تحتاج لمئات المقالات والمجلدات من اجل “وضع النقاط على الحرف” ونعود “لفضائل” عمليتنا السياسية التي تغذيها تلك الأفكار، فحينما يقف وزير خارجيتنا “المغوار” ابراهيم الجعفري بمحفل دولي وهو يتحدث عن سر إعجاب سرجون الاكدي بالعاصمة بغداد ومقولته الشهيرة “انها قبة العالم ومن يحكمها يتحكم بالعالم”، نعم هذا ماقاله “عميد الدبلوماسية العراقية”، رغم ان الفترة الزمنية بين سرجون الاكدي مؤسس السلالة الأكدية وتأسيس بغداد أكثر من 3000 عام، لكنه تغنى بها، لا تتعجبوا فهذه واحدة من اسرار “علم الساسة” التي تقرب المسافات وتطوي السنين ليصبح “القاتل حليفا سياسيا لضحيته” ومن كان ينادي بالتقسيم والانفصال هو مرشح لرئاسة الجمهورية.
نعم ياسادة… فصاحب مقولة “حدود العراق غير مقدسة وكردستان ليست جزءا منه حتى تنفصل”، فؤاد حسين يسعى لفرض نفسه “حاميا” للدستور بعد ان قدمه سيده مسعود البارزانى الذي مازال يرى في استفتاء الانفصال “حلما يمكن تكراره”، ليبلغنا عبر قناة الجزيرة بانه “غير نادم على اجراء الاستفتاء، ومازال مصرا على تقرير المصير مهما كلّف الامر”، في رسالة تحد واضحة للقوى السياسية في بغداد التي رفعت العديد منها “الراية البيضاء” تأييدا لمدير مكتبه الذي خرج علينا بلقاء تلفزيوني وهو يتعهد لمقدم البرنامج بتحديد موعد لإجراء لقاء مع الرئيس في اربيل،، سيهاجمني البعض ويقول عني اخرون، لماذا تتحامل على الرجل بهذه الطريقة وهو مازال مرشحا لرئاسة الجمهورية ويمتلك صفة مهمة بالترشيح وهي الاستقلالية وعدم الانتماء الحزبي، لإجابة لا تحتاج للكثير فالرجل مستقل لكنه يعاني من عقدة “العبودية” فعلى الرغم من ترشيحه لاعلى سلطة في البلاد فهو مازال يخاطب البارزاني بسيدي الرئيس، كيف نريد من شخص يتحدث باسم المصالح القومية وحقوق المكون الدستورية ان يصبح راعيا لجميع العراقيين ويحافظ على سيادة بلدهم.
الخلاصة… ان منصب رئيس الجمهورية مازال في ” بر الأمان” وبإمكان القوى السياسية “التكفير” عن بعض ذنوبها، من خلال عدم التصويت لمنطق “الصفقات” والمصالح القومية، فتمسك السيد البارزاني بالمنصب وترشيح مدير مكتبه الذي سيكون جنديا في لعبة شطرنج لا يمتلك سوى تنفيذ لاوامر، بحاجة للوقوف عندها… اخيرا.. السؤال الذي لا بد منه.. ماذا لو اصبح الانفصالي رئيسا للجمهورية؟..