عزوف الناخبين عن مراجعة دوائر السجل الانتخابي بعد اقل من عقد على الانتخابات الديمقراطية في العراق ,لا يعني أن الديمقراطية قد فشلت آو أنها أمست عبا ثقيل على المواطن بفضل الطبقة السياسية الحاكمة والتي لا عهد لها بحكم وحكومة وسياسية شعب وتنفيذ خدمات .. وان المرشحين والفائزين في الانتخابات ليسوا أكثر من تجار يرمون من خلال وجودهم في الحكومة والبرلمان إلى زيادة أموالهم وتضخيم واجهتهم الاجتماعية فقط وفقط . بل يعني أن الأزمة كبيرة ومعقدة .وان ثقة المواطن بالنظام الحالي البديل عن نظام البعث المجرم قد انخفضت بشكل كبير..وآلا بماذا يفسر سعي المرشحين على أقناع الناخب العراقي بالمشاركة عبر أغرائه بوظيفة آو كارت موبايل أو بطانية آو مبالغ ماليه ..؟؟..كم نائب اتهم بالفاسد المالي والإداري. وكم نائب عد إرهابيا قتل أبناء شعبه بدم بارد. وكم نائب سرق وعاث فساد وتصرف بالمال العام على شهواته ورغباته وعرباته وحرسه الخاص ؟( هكذا يفكر كل العراقيين بكل المرشحين إلى الانتخابات ) ..صدقوني هكذا يفكر وينظر أبناء العراق على الأحزاب والتيارات السياسية المتنافسة والمرشحين. وحتى الذين سيشاركون في التصويت وينتخبون مرشحا ما, هكذا يفكرون.. أن اكبر حالات فقدان الثقة هي حين يعتقد أو يجزم الناخب بأنه لم يعد من مرشح في الساحة السياسية يستحق ثقته .. بل حتى من يثق فيه الناخب سيتغير حاله ما أن يصل إلى أمنيته ..فقد العراقي الثقة بنفسه وبالآخرين لان الفساد وصل حد لا يمكن أن يصل إلى ما وصل أليه في العراق الجديد ..
لقد بدأت حملة الدعاية الانتخابية للمرشحين على مقاعد مجالس المحافظات أسبوعها الأول بنشر الملاصقات وتوزيع بطاقات التعريف بالمرشحين بأسمائهم وأحزابهم وألقابهم فقط .. على تتبعها في الأسابيع المقبلة حملات التشهير والتسقيط والتعري وسيكون البرنامج الانتخابي للمرشح وكالعادة في نهاية سلم أولويات الحملة الانتخابية للمرشحين آو الأحزاب المتنافسة أو الكتل المتصارعة على الفوز .. هذا تعلمنا من تجربة الانتخابات الماضية ..
كتلنا ومرشحينا وأحزابنا لا يعترفون بشيء اسمه المنافسة الشريفة .ولا يقرون بمهمة اسمها المصلحة الوطنية وحتى الشرعية آلا ما رحم ربي. أنهم كالتجار وكل التجار في النار آلا ما رحم ربي كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ..مرشحينا يشترون بدنانيرهم وبوعودهم الكاذبة وبأعذارهم الواهية صوت من لا يجد شيء ما يقتات عليه ليقضي يومه المتخم يشتى أنواع المصاعب ..سمعت أن احد المرشحين بدأ حملته الانتخابية بتوزيع مبلغ 500 ألف دينار للمحتاجين والمعوزين من اجل التصويت له .والواقع أن هذا المحتاج لم يدرك بأنه قد سلم رقبته لسارق ومحتال ومخادع أذا لو كان هذا المرشح شريفا ونزيها لما أقدم على تقديم درهم واحد قبيل الانتخابات ..أين كان قبلها ؟؟