من القنوات الفضائية التي ظهرت جديدا على الساحة العربية بنكهتها العراقية المعروفة ، قناة anb التي تبث برامجها على التردد 11134 أفقي ، القناة إتخذت طابع الحياد لبوسا ، فهي في الوقت الذي تكيل بمكيال الحقيقة عن طريق عرض أخبار النشاطات الحكومية دون تزلف ، فهي تتابع أخبار الشارع العراقي أولا بأول من خلال شبكة أخبارها المستمدة من الوقائع اليومية ، وعلى الرغم من أنها تبث من العاصمة الأردنية عمان ، إلاّ أننا نشم منها رائحة نخيل وتراب العراق ، وقد سعى رجل الأعمال مالك القناة نظمي آوجي الى التأكيد على موضوع الفواصل العراقية البحتة والبرامج التي تحيي التأريخ العراقي بماضيه العتيد المليئ بالأحداث الساخنة ، ومتابعة أخبار المرأة العراقية في الداخل والخارج ، ناهيك عن بحث القضايا السياسية العراقية وفردها على طاولة الحوار بعيدا عن التغييب أو التهميش أو التسويف ، فيما يقوم شقيقه رئيس مجلس إدارة القناة نزار آوجي بترجمة هذا التوجه الى أرض الواقع من خلال دأبه الحثيث في السؤال عن الصغيرة والكبيرة التي من الممكن إعتمادها للنهوض بواقع القناة بما ينسجم ورغبة الشارع العراقي الذي هو بحاجة ماسة الى إستقاء الأخبار من مصدر مستقل .
ولأن القناة تسعى الى إبراز دور الدول العربية في توطيد السلام في الوطن العربي بشكل عام ، والشرق الأوسط بشكل خاص ، فإنها لم تكبح جماح الشباب العربي الثائر في ربيعه المعهود ، غير أنها لم تركب موجة التآمر على الحكومات إيمانا منها بأن مصلحة الدول العربية لا تقرها الفضائيات العاملة والمنتشرة في الوطن العربي قدر ما تقرها الأعراف الدولية وحكومات وشعوب هذه الدول ، ولهذا فهي تنطلق من بعد واحد ومتساو بكافة التوجهات العربية على المستويين الحكومي والشعبي .
ولأن لبنان بلد عربي يحمل من الأهمية الأقليمية والدولية الشيئ الكثير نجد ل anb مكتب كبير ودائم يعني بالشأنين العربي والدولي ، والسوري على وجه الخصوص .
تسعى anb من خلال نشراتها الإخبارية ومواجيزها الى تناول الأحداث السورية الساخنة كشأن له خصوصيته بطريقة تكاد تنفرد بها ، وعلى طريقة ” أهل مكة أدرى بشعابها ” ، أي أن الشعب والحكومة السورية هما أدرى بمصلحة بلادهم ، وهما من يقرران مصيرهما السياسي دون تدخل من أحد .
كما تسمي القناة الأشياء بمسمياتها الحقيقية ، فعمليات الإرهاب التي تطال البشرية في كل العالم وتأكل الأخضر واليابس ، هي عمليات ظلامية سوداء لايجوز لها تمريرها دون أن تقول للمشاهد ” أن التجاوز على سلامة وأمن الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة هو خط أحمر ” ، وبالتالي فإن تنوير المشاهد بات أمرا لايجوز إغفاله ، وهكذا باقي الشؤون العربية والعالمية .
ومما يثير الإهتمام في هذه القناة الجامعة فإنها قد وجدت في الطيف العربي من العراق والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين وغيرهم من الشباب العربي روافد إعلامية أساسية بمد الروح العربية وإعادة الثقة الى نفسها بعد سنوات من القحط الفكري .
تحية لقناة anb إنطلاقتها الجديدة .