18 ديسمبر، 2024 11:47 م

عادل عبد المهدي ..// ( صيرفة السياسة )

عادل عبد المهدي ..// ( صيرفة السياسة )

عادل عبد المهدي – ريشة الفنان / علاء بديوي

تقترب شخصية عادل عبد المهدي , الى شخصية الممثل المثقف البارع الذي بجيد لعب كل الادوار … فهو في مسرحية في ( سبيل البعث ) ظهر لنا وكانه يجسد شخصية ميشيل عفلق في افكاره وتطلعاته القومية , وفي مسرحية ( عظمة الزعيم ماو ) ظهر المهدي الثاني ماويا امميا .. وعندما طلع الامام الخميني من ثنيات ايران , سارع المهدي الثالث ولعب دور المثقف المسلم الذي يحرص على اداء العمرة والصلوات الخمس خوفا من انفراط المسبحة وضياع ( شاهول) الامام الرمز الخميني .

عادل عبد المهدي / هو انموذج المثقف الحائر في عرض افكاره البارع في تقديم مهاراته , بفضل امتلاكه ثقافة فريدة ومتجددة , كانت ولا تزال بطاقة مرور سريعة الى الاحزاب والتجمعات / انه مثال المثقف العراب الذي يطرق كل الابواب ويخطف, الالباب ..بفضل تبنيه افكارا واتجاهات سياسية وفكرية مختلفة قبل ان يختار الاسلام له منهجا ودينا .. لهذا وافق السيد محمد باقر الحكيم على قبوله بنادي الكبار لمجلسه الاسلامي الاعلى .. ومن يومها صلى وصام, ولم يزكي / لانه وببساطة يحب المال ويحرص على شراء الاسهم من البنوك والتجار و بملايين العملة من فئة الدولار .. مما يجعل يجعل الكثيرين يصدقون الحادثة التي دمرت مستقبله السياسي بعد سرقة ( بنك الزوية ) والتي لم يبلغ عنها السيد عادل ..الا بعد ساعتين وفي ساعة متاخرة جدا من الليل .. وهو الوقت الكافي لكي يهرب به ( جعفر ) مسؤول حمايته الى بدرة ثم الى ايران .

الغريب .. ان السيد عادل عبد المهدي الذي عشق افكار البعث مراهقا , والشيوعية ناضجا , والحركات الاسلامية عابدا / لم يؤلف من الكتب عن البعث والماوية .. بل خصص كتبه الاربعة للبحث في الاقتصاد السياسي والتضخم والمال والحداثة في الرسالة الاسلامية .. وكلها مقاربات في الاجتماع السياسي والاقتصادي/ وهي نتاج دراستين في الماجستير / الاولى من المعهد الدولي الفرنسي للادارة و الثانية من جامعة بواتيه الفرنسية .

عادل عبد المهدي هو سليل عائلة نشات في المنتفك / شارك والده وهو من علية القوم في ثورة العشرين واصبح وزيرا في اول وزارات للملكيين .
استغرق المهدي عادل خمسون عاما من مسيرته .. ليكون بعدها وزيرا للمالية في حكومة علاوي ..ووزيرا للنفط في حكومة العبادي .. ونائبا لجمهورية جلال الطالباني .
// اليوم يقولون .. انه المرشح الافر حظا لرئاسة الوزراء .. ربما لانه الاقدر على تدوير وصيانة ماكنة الفساد ونشلها من التصدع ..وهو الذي كان ولا يزال جزء من منظومة الفساد التي نخرت البلاد واذلت العباد .. زادت أسعار البنزين والغاز في زمنه ..وعقد مع الكورد صفقة تفيدهم .. وتضر بخزينة الدولة.
هو يؤمن ان الانطلاق يجب ان يبدا عند الضوء الاخضر .. والوقوف عند الضوء الاحمر .. واتباع السيرعلى اليسار وليس على اليمين .. وهذا مافعله الرجل / وقف عند الخط الاحمر عندما انتهت مصلحته مع الشيوعيين ..وانطلق عند الاخضر في رحاب الايرانيين / لكنه لم ينتبه الى ان / الخطوط ما عادت اقليمية بل هي دولية .. وكثيرا ما تكون متشابكة في زمن لاتزال دوريات المرور تراقب حتى الشوارع الخلفية لان ( الترفك لايت ) صناعة امريكية .. وبامتياز .