18 نوفمبر، 2024 2:46 ص
Search
Close this search box.

فشل الخطاب التحريضي ” تهميش السنة الى محاصرة أبي حنيفة”

فشل الخطاب التحريضي ” تهميش السنة الى محاصرة أبي حنيفة”

موسم الفشل للذين لايعرفون فن السياسة لم يبدأ اليوم وأنما بدأ مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة , بل يمكن القول أنه يمتد الى تاريخ أبعد من ذلك أعتمد على منهجية خاطئة ضيعت فرصا كثيرة وكبيرة .
لقد تم تهميش أهل السنة تاريخيا رغم كثرتهم العددية بألاصرار على المنهج الخاطئ من قبل بعض الذين تصدوا للمزاحمة الفقهية دون مؤهلات خط ألاصطفاء وهو نص قرأني لايمكن الجدل وألاجتهاد فيه ” لا أجتهاد في النص ” ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33- أل عمران – ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- أل عمران –
ولقد أعترف بذلك الخطأ الفقهي التاريخي : الشاعر أبو العلاء المعري الذي قطع رأس تمثاله في سورية هذه ألايام ألارهابيون الوهابيون من أتباع ” جبهة النصرة ” ومما قاله أبو العلاء المعري: –
أجاز الشافعي فعال شيئ … وقال أبو حنيفة لايجوز
فضاع الشيب والشبان منا … وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟
من هنا بدأ التهميش الحقيقي لآهل السنة , وبدأت المحاصرة الحقيقية للآمام أبي حنيفة ” رض ” .
فالتهميش داخلي من فعاليات المذهب , والمحاصرة داخلية نتيجة حراك يصطدم بحقائق ” ألاصطفاء ” التي لايمكن مواجهتها برأي بشري لم تكن له الخيرة في سنة الكون والمجتمع ” ماكان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة …”
والعلامة الزمخشري صاحب كتاب تفسير الكاشف هو من كشف حقيقة المعاناة المذهبية التي تؤدي الى التهميش الحقيقي لمن لايملك مصداق المفهوم القرأني  في ” مودة القربى ” و ” تطهير أهل البيت ” وهذه المفاهيم فسرها رسول الله “ص” الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى ” حيث قال : لاتتقدموا عليهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتندموا , ولا تعلموهم فأنهم معلمون ” .
فالعلامة الزمخشري وهو من علماء أهل السنة والجماعة في القرن السادس الهجري يقول عن معاناته شعرا :-
أذا سألوني عن مذهبي لا أبح به
                      وأكتمه كتمانه لي أسلم
فأن حنفيا قلت قالوا بأنني
              أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وأن حنبليا قلت قالوا بأنني
                       ثقيل …….. مجسم ؟
وأن مالكيا قلت قالوا بأنني
               أبيح أكل الكلاب والكلاب هم هم ؟
وأن شافعيا قلت قالوا بأنني
              أبيح نكاح البنت والبنت تحرم ؟
وأن من أهل الحديث وحزبه
            يقولون تيس ليس يدري ويفهم ؟
تحيرت من هذا الزمان وأهله
                فما أحد من ألسن الناس يسلم ؟
فأقصاني زماني وقدم معشرا
               هم لايعلمون … وأعلم ؟
هذا هو ألاختصار الحقيقي لقصة التهميش السني التي لم يتورط بها أحد ممن ترمى عليهم التهم جزافا حتى وصلت الى الحراك السياسي في العراق محمولة على ضغائن وعقد نفسية لارصيد لها في كتاب الله ولاسنة رسول الله “ص” .
ومثلما تقدم في الماضي غير المؤهلين لينافسوا أصحاب ألاصطفاء فكان معاوية بن أبي سفيان يغار ويتألم لبقاء ذكر رسول الله محمد بن عبد الله في ألاذان خمس مرات باليوم وذلك في حديثه مع المغيرة بن شعبة , وهكذا كتبت السير التاريخية في زمن بني أمية من العام 92 هجرية وهي تحمل حشوا يقدح ويشهر بالشخصيات التي تبناها أهل السنة فكانت تأسيسا لمفهوم التهميش عندما تتكشف الحقائق ” ليخبركم بما كنتم فيه تختلفون ” .
ثم جاء أبن تيمية في توفي في القرن الثامن الهجري ليضع بصمة التهميش والمحاصرة الحقيقية لآخواننا الذين أختطفتهم أهواء التصدي فحرمتهم من نعمة الحقيقة كما صرح بذلك أحد المفتين المعاصرين الذي قتل الوهابيون ألارهابيون ولده ظلما لآنه قال : أخفوا علينا الحقائق وضيعونا ؟
وأذا كانت هذه الصرخة في القرن الخامس عشر الهجري  تجتمع مع صرخة أبي العلاء المعري في القرن الرابع الهجري  ومع معاناة العلامة الزمخشري في القرن السادس الهجري , فأن ماجاء به أبن تيمية في القرن الثامن الهجري الذي خالف علماء السنة والجماعة في خمسة عشر موقعا من الفتوى ليمنح تسمية خاطئة ألا وهي ” شيخ ألاسلام ” وذلك زيادة في المبالغة والغلو , وألا كيف يكون شيخا للآسلام وهو يكفر طائفة من المسلمين ويهدر دمائهم عندما قال : ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” وهو يقصد بذلك ” الشيعة ” من أتباع أهل بيت النبوة .
وكيف يكون شيخا للآسلام من يستعمل التنابز بألالقاب الذي منعه القرأن الكريم عندما قال ” ولا تنابزوا بألالقاب ” وهو من قال على العلامة أبن المطهر الحلي :” بأن المنجس ” ؟ هل هذه هي أخلاق المسلم ؟ وقال عن كتاب العلامة أبن المطهر الحلي المعروف بمنهاج الكرامة والذي نعته أبن تيمية بمنهاج ” الندامة ” ؟ هذا المستوى من علماء السوء هم من همشوا أهل السنة وهم من حاصروهم وحاصروا ألائمة من أمثال ألامام أبي حنيفة ” رض ” الذي كان تلميذا للآمام جعفر بن محمد الصادق .
ثم كان محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري هو المطبق تقليدا لآبن تيمية في دعوته المنكرة لهدم القبور وألاضرحة خلافا للنص القرأني ” وأتخذوا من مقام أبراهيم مصلى ” ” وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ” وهو المترجم لمقولة أبن تيمية في كتابه ” منهاج السنة النبوية ” ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” ؟
هذه المواقف التاريخية الخطأ هي التي همشت وتهمش من يتبعها دون مراجعة وتأمل ” قل أنما أعظكم بواحدة أن تقوموا للله مثنى وفرادى وتتفكروا مابصاحبكم من جنة … ” .
والوهابيون ألارهابيون التكفيريون اليوم هم الذين يحاصرون ضريح ألامام أبي حنيفة ” رض ” بالبدعة والتأويل المسرف بالجهل والجهالة , وعندما تتصدى قوات ألامن لتلك الفلول المارقة التي أصبحت لعبة بيد محور المخطط التوراتي , فأنها أنما تريد توفير أمن الناس ومنهم المصلين الذين يؤمون المساجد ومنهم مسجد ألامام أبي حنيفة النعمان “رض ” فالذين يثيرون الغوغاء ويجلبون الصخب هم من يحاصرون ألامام أبي حنيفة وهم من يهمشون أهل السنة الكرام لآن أهل السنة يرفضون القتل على الهوية وأغتصاب النساء وحرق الممتلكات وتدمير المؤسسات وما جرى في وزارة العدل العراقية هو التعبير ألاشد وضوحا على أفلاس هذه الفلول المرعوبة التي أصابها اليأس وألاحباط فباعت نفسها للشيطان .
ومبتدئو   السياسة ممن لاعلم لهم بفقه الدين ولا بأشتقاقات المذاهب من الذين أستهوتهم ألاحتجاجات المفتعلة فأغرتهم بدور وهمي مزعوم عجزوا عن تحقيقه في تجمعهم الهش الذي ولد ميتا لآنه فضل الرضاعة في أحضان أعداء العراق على الرضاعة في كنف الحواضن العراقية , هؤلاء جميعا هم من يهمشوا أهل السنة عن دورهم الحقيقي في وحدة العراق حيث يحاولوا أخذهم الى أماكن الشبهة , وأماكن الشبهة هي التي تقع فيها ألاحداث السيئة غالبا ؟
أن الذين يهرب قابعا في أحضان أوردغان المتحالف سرا مع أسرائيل هو من يهمش السنة ويحاصر مسجد أبي حنيفة , ومن يزور الدوحة متخفيا بحجج أوهن من بيت العنكبوت والدوحة لاسفارة لها في بغداد وتتأمر على العراق علنا هو من يعمل بغباء على تهميش أهل السنة ويحاصر مسجدأبي حنيفة حتى وأن ذهب للصلاة فيه فهي صلاة مكاء وتصدية كما كان يفعل عرب الجاهلية؟
أن الذين يرفعون علم الوهابية وتنظيم القاعدة في تظاهراتهم هم الذين يهمشون أهل السنة ويحاصرون مسجد أبي حنيفة ؟
والذين يدعون لآسقاط النظام بهوس وغوغاء هم الذين يهمشون أهل السنة ويلغوا دورهم الوطني في وحدة العراق .
والذين يسعون خائبين وراء مايسمى بالجيش الحر هم الذين يهمشون أهل السنة الذين عرفوا بحضورهم المؤثر في الجيش العراقي الوطني الذي يمثل وحدة العراق .
والذين يسعون لآحلال الميليشيات محل الجيش العراقي أنما يركضون وراء سراب بقيعة ؟
والذين يريدون أن تكون البيشمركة ندا للجيش العراقي يخالفون الدستور والرأي الوطني العام وهم بعملهم هذا يساهمون بتهميش أهل السنة عندما يلعبوا لعبة الطائفية بمزاج سياسي فاشل لارصيد له وطنيا ودينيا ؟
والذين يريدوا لمجلس النواب أن يفشل وللحكومة أن تسقط بحسابات طائفية وسياسية محدودة فأتهم أن ألاصالة لمبدأ ألانتخابات والحكومة ومجلس النواب من نتائجها وفروعها وألاصل مقدم على الفرع , والشعب العراقي مع ألاصل ولن يفترق عنه .
والذين لم يعرفوا تأصيل ألامور فراهنوا على ألاحتلال تارة ورهنوا على ألاجندات الخارجية تارة أخرى ولم يراهنوا على شعبهم , هم من يهمشوا أهل السنة ويحاصروا مسجد أبي حنيفة
والذين أستواهم السكن وألاقامة في عمان والسفر لبعض دول الخليج فاتهم أن ألاولى لازالت مخلصة لآتفاقية وادي عربة مع أسرائيل والثانية تغازل أسرائيل من خلال ألاحتماء بأمريكا وقواعدها في المنطقة , وأن المجاميع المسلحة في سورية بدأت تعالج جرحاها في مستشفيات أسرائيل ومسرحية خطف المراقبين الدوليين في الجولان وتسليمهم للآردن وتدريب المسلحين من المعارضة السورية من قبل ألامريكيين في ألاردن والحملة الدعائية الفرنسية والبريطانية بغطاء أمريكي لدعم المعارضة السورية بالسلاح هو التهميش الحقيقي لآهل السنة والمحاصرة الحقيقية لمسجد أبي حنيفة وللآزهر الشريف وقبل كل ذلك هو المحاصرة الحقيقية للحرمين الشريفين اللذين تختطفهما عائلة أل سعود التي تحرص على أن تكون أرصدتها في أمريكا وأوربا في بنوك يهودية مثلما يحرص أولادها على ألاستجمام بجزر كناري وبقية ألاماكن المشبوهة .
أن مجاهرة بعض المنحرفين ممن سموا أنفسهم بأئمة مساجد محسوبة على أهل السنة والسنة منهم براء ممن بدأوا يصرحون وقاحة باللواطة وزواج مايسمى بالمثلية الذي باركه باراك أوباما وسكت عنه أصدقاؤه وحلفاؤه من السعوديين والقطريين والذين ظهروا فيما سمي بالربيع العربي هؤلاء جميعا هم من يهمشوا أهل السنة ويحاصروا مسجد أبي حنيفة وكل المساجد ألاسلامية التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
أن من يهمش أهل السنة ويقلل من دورهم الفعال ويحاصر مساجدهم هو تنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة , فهم الذين قتلوا علماء أهل السنة كما قتلوا الشيعة في كل من العراق وسورية وباكستان واليمن ولبنان , ومن يحاصر مسجد ألامام أبي حنيفة هو تنظيم مايسمى بدولة العراق ألاسلامية لسعيه الحثيث لبث الفتنة وزرع الفرقة وجعل المساجد مستودعات للعبوات وألاسلحة والقنابل وهذا هو التحريف ألاكبر وألاخطر لرسالة المسجد وليعلم من يحلوا لهم خداع الناس من بعض المعممين المعروف تاريخهم غير المحبب أن من أغلق المساجد في العراق وأعتدى على رسالتها هو صدام حسين عندما أصدر عام 1974 قانون مايسمى بمنع الضوضاء والقصد منه في ذلك الوقت هو منع ألاذان في المساجد وكان أزلام نظامه من العاملين في ألامن يقولون للشباب المؤمن المتدين : أذهبوا للبارات والمراقص وأبتعدوا عن المساجد وكان مجرد تردد الشاب على المسجد في السبعينا يؤدي به الى السجن أو ألاعدام ؟
أن ترويج الحديث عن تهميش أهل السنة ومحاصرة مسجد ألامام أبي حنيفة الذي تروج له فضائيات الفتنة هو كالحديث عن محاصرة أهل ألاهواز في أيران كما يحلو للعريفي السعودي وينسى محنة أهل البحرين ومحنة الشعب السوري مع عصابات ألارهاب ومرتزقة الشيشان وألافغان والتونسيين والليبيين وغيرهم ممن يحملون الجنسية البريطانية والفرنسية ممن رمتهم ألاقدار في حاضنات ألارهاب التكفيري فنسوا القدس المحاصرة وراحوا يحاصرون مساجد حلب مثلما يحاصرون مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب بطلة كربلاء ويحرقون صهاريج الكاز المتوجهة من لبنان الى سورية في عبث عدائي لامثيل له ؟ وهذا هو التهميش الحقيقي لآهل السنة ومن الذين جسدوا التهميش الحقيقي لآهل السنة في لبنان هو من يسمى بالشيخ السلفي ألاسير الذي قال عنه الشيخ ماهر حمود أمام مسجد القدس في صيدا بأنه مجنون يعبث بأمن السنة ومع هذا المجنون ألاسير مجانين كثر ظهروا في تظاهرات المنطقة الغربية منهم عبد المنعم البدران الذي يستنجد بأوردغان ومحمد الفاتح وبكل أعداء العراق على العراقيين هؤلاء جميعا هم من يهمشوا أهل السنة ويحاصروا مساجدهم ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات