خاص : ترجمة – لميس السيد :
من خلال رئاسته لأول اجتماع له في “مجلس الأمن”، استمع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأربعاء، إلى مجموعة الدول الاعضاء الذين أبدوا بالاجماع التأييد لـ”الاتفاق النووي الإيراني”، لعام 2015، وأشادوا به باعتباره إنجازًا للدبلوماسية الدولية، وذلك بعد أن أكد “ترامب”، في بداية الجلسة، بإخبار زملائه القادة أن الصفقة النووية كانت “سيئة للغاية”؛ وأن “النظام الإيراني لا يتوقف عن تصدير العنف والإرهاب والاضطرابات”.
رفض أوروبي كامل للأسلوب الأميركي..
ثم دعا السيد “ترامب”، الأعضاء الأربعة عشر للمجلس، بمن فيهم الحلفاء الأوروبيون الرئيسيون، للإنضمام إلى “الولايات المتحدة” في عزل “إيران”. وقال إنه يجب إضافة المزيد من العقوبات الاقتصادية إلى العقوبات الحالية، والتي تشمل فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية والقيود المفروضة على المعاملات المصرفية، وأضاف “ترامب” إن أي شخص ينتهك العقوبات سيواجه عواقب وخيمة.
قالت صحيفة (وول ستريت غورنال) الأميركية؛ أن رؤساء الدول ووزراء خارجيتها رفضوا جميعًا الإنحياز الأميركي ضد “السياسة الإيرانية”، مما أدى إلى رفض دبلوماسي غير معتاد لـ”الولايات المتحدة” على هامش “الجمعية العامة” السنوية.
قال الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، إنه يجب على “مجلس الأمن” العمل معًا لمعالجة المخاوف التي يواجهها السيد “ترامب” وغيره؛ بشأن الصواريخ بعيدة المدى لـ”إيران” والنفوذ الإقليمي، وأضاف أن الأمر سيتطلب إستراتيجية طويلة الأجل، مؤكدُا على أن التعامل مع إيران “لا يمكن أن يتحول إلى مجرد عقوبات وإحتواء”.
وأشار بعض أعضاء المجلس إلى الخسائر المالية والتجارية المحتملة لبلدانهم نتيجة لقرار “الولايات المتحدة”، بالخروج من الصفقة، وفرض عقوبات على الشركات التي تواصل التجارة مع “إيران”.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية، “مارغوت وولستروم”، للصحافيين، إن “الاتفاق النووي الإيراني” يمثل “قيمة تجارية كبيرة”، قائلة إن المجتمع الدولي كان يسير على طريق العقوبات والعزلة مع “إيران” من قبل، ولم ينجح ذلك.
عُزلة أميركا..
لم يتفق أي من الممثلين في المجلس مع دعوات السيد “ترامب”، حيث قال “وانغ يي”، وزير خارجية الصيني: “يجب احترام حق جميع الدول في إقامة علاقات اقتصادية طبيعية وتجارة مع إيران”.
وبشكل منفصل؛ قال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن جلسة “مجلس الأمن” أظهرت أن “الولايات المتحدة” تقف وحدها، على عكس موقف باقي الدول الموالي لـ”إيران”، مؤكدًا على أن بلاده لا تزال ملتزمة بالصفقة: “ليس لدينا نية للذهاب إلى حرب مع القوات الأميركية، أو استهدافهم في المنطقة، ولا نريد تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة ونريد منها فقط احترام القانون”.
وأكد “روحاني” على أن انسحاب “الولايات المتحدة” ينتهك قرار “مجلس الأمن”، الذي صادق على “الصفقة النووية”.
أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن “مجلس الأمن” هو الهيئة الدولية الوحيدة التي تستطيع فرض عقوبات اقتصادية ملزمة ضد بلد ما. وقال خبراء في العقوبات الإيرانية وسياسة “الولايات المتحدة” إن اجتماع المجلس أوجز الصراع الشاق الذي يواجهه “ترامب” في نهجه الذي يعتمد أقصى ضغط على “إيران”.
قال “داريل كيمبال”، المدير التنفيذي لـ”جمعية مراقبة الأسلحة”، وهي مجموعة مقرها “واشنطن” كانت تدعم “الاتفاق النووي”: “ما رأيناه اليوم؛ أعتقد أنه كان مثالاً على مدى عزلة إدارة ترامب في سياستها تجاه إيران، ولا سيما فيما يخص خطة العمل المشتركة الشاملة”.