عندما تسمع بقصص الكرم والشهامة وصنائع المعروف تجدها حاضرة في شخصية رجل رزقه الله الصدق في المعاملة والمبادرة في الفضائل والعمل بحب وشوق للانجاز عندما تقابله وتعتقد انك تسأله عن حاله فلا تعلم إلا وأنت تخبره بأحوالك لأنك تشعر حينها بأنك تتحدث إلى قلب مفتوح يمكنك أن تضع فيه مشاعرك وشعورك وأفكارك ويجيبك ذلك القلب الكبير بصدق وسريه بكل ماتسئل عنه وتتطلبه ..
هذا القلب ينبض دوما بقيم وأخلاق تنساب وتتسلسل إلى عروق الآخرين وتتمركز في قلوبهم وهم لا يشعرون.. وهبه الله سحر التعامل والكلمة والصدق في المعاملة والأخلاق الراقية والفاضلة ..لا يمكن للإنسان أن يرد قطرات الدم المتناثرة على الأرض من الجرح المغمور فكذلك ذلك الرجل لا يمكن أن تستطيع رد جمائله مهما فكرت فهو لا يقاس بثمن.. بل بالفعل بعض الرجال عملة نادرة فكيف وان تجد ذلك الرجل وهو في قلب كل رجل شريف ؛صابر العيساوي امين بغداد المستقيل مع كل الأسف ولكن هذا الرجل ترك أثرا بالغا اثر في نفس كل من قابله وعرفه على مدار السنوات التي عمل بها .. حتى على خصومه أنفسهم كونه يجيد الحديث بلغتهم وكان موسوعه متنقلة في الأخلاق والعمل الدؤب . لقد كان د.صابر مدرسة في التعامل والرقي…كان يجمع ولايُفرٌق واستطاع أن يجمع إخوانه العاملين معه وكأنه الاخ والشقيق للجميع ..في منتصف الليل لا تستغرب أن يرد عليك ويبادر في القدوم إليك .. عندما تحتاج من يقف معك .. فكان هو أول رجل يتبادر إلى ذهن الجميع .. ويقف معك وقفة الأخ الكبير والصديق العزيز ليس مجاملة أو رياء بل أفعاله تخرج من القلب وما يخرج من القلب يصل للقلب ..شخص يمنحك الثقة بوجوده بجانبك لا لشي إلا انه لا يعيد تكرار المشكلة بل يبحث ويوجد الحلول مباشره ..يمنحك الثقة لأنه يختصر المسافات بعلاقاته الطيبة .. وقد استفاد منه كل من عمل معه فقد تعلموا منه أن سنوات الخبرة ليست سنة واحده تتكرر عده سنوات بل كل أسبوع تستطيع أن تكسب خبرة جديدة بوجود شخصية بمواصفاته..وتعلموا منه أنهم كبارا بقيادته لهم ..لديهم حقوق وعليهم واجبات وعلمّهم أنهم قاده وليس متبوعين او تابعين وتعلموا منه أن الوقت له ثمن وان الدقيقة قد تكلفهم أسبوع كاملا .. ..تعلموا منه أن الكرم فطره وان الرجال معادن وان الوداع كلمه سهله لكن هناك من لا تستطيع وداعه لا لشي إلا لأنك تودع نفسك .. لأنه أصبح جزء من شعورك وًًوجدانك ..ودّعه إخوانه ومازال للوداع بقية ولكن وداع الحي اشد من وداع الميت .. لأنك تريد أن تودع بشعور والمشكلة انك لاتستطيع أن تحول الشعور إلى سلوك وخصوصا إذا كان السلوك الوداعي الذي تفكر به اقل بكثير من قدر ومكانة هذا الرجل .. . ولا نملك إلا الدعاء له بان يديم الله عليه نعمة ويرزقه أين ما توجه واتجه وان يجعل مكانه في أعلى القمم انه سميع مجيب ..وليعلم أن جميع المخلصين والشرفاء يشهدوا له بأنه رمز من رموز امانة بغداد الذين مروا عليها ًومن النادر تكرارهم .. والناس شهداء الله في أرضه ..والسلام عليكم