كيف نحقق نهضتنا الثقافية والفنية والعلمية ونستعيد ريادتنا الحضارية؟
كيف نوظف عقولنا وقدراتنا ومواردنا لتحقيق النهضة الحضارية؟
العراق يمتلك كل عناصر القوة والتميز الحضاري.. لكنه للأسف أصبح أمة مستضعفة، وضعفها من صنع أيديها، فالاستسلام للواقع والرضا بالضعف والهوان يكرسان ثقافة التخلف والتراجع..
في واقعنا الآن كثير من جوانب الضعف، حيث تتقدمها الخلافات السياسية التي تعصف بكل جهود التقدم و النهوض. النفوس محبطة يسيطر عليها اليأس لا تفكر في المستقبل، أسيرة واقع مرير يفرض عليها حالة غريبة من الإحباط، غاضبين ساخطين ليس لدينا أمل في التغيير والإصلاح من أجل مستقبل أفضل. فيمثل هذا المناخ لا يمكن أن تنهض أمة، بل تتضاعف حيرتها، ويكسب تيار الغضب والعنف كل يوم أنصاراً جدداً، ولا خلاص من كل ذلك إلا بالعودة إلى حقيقتنا الحضارية .
لكن المهمومين بهموم البلد وأزماته ومشكلاته لا يتوقفون عن التفكير وتقديم الاقتراحات والأفكار التي يمكن من خلالها تغيير الواقع الذي نعيشه وتحقيق الطموحات التي يتطلع إليها كل أبناء الشعب العراقي.
أن تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه العراق منذ حقبة من الزمن يحتاج إلى ثورة فكرية وثقافية، تعيد الوعي لكل أبناء الوطن ابتداء من المفكرين والمثقفين والمبدعين في كل المجالات، وانتهاء بالإنسان البسيط الذي ضل الطريق، ولم يعد يدري إلى أين يسير؟!
هذا الواقع المؤلم لا ينبغي أن يضاعف من شعورنا باليأس والإحباط، بل علينا أن نعمل من أجل تغيير هذا الواقع كل في موقعه وحسب جهده وعلى قدر طاقته، ولا ينبغي أن يستهين الإنسان بما يفعل.
لذا انبرى فرسان مشروع أحياء النهضة بمبادرة من الدكتور عبد الحميد الصائح ومجموعة من المؤمنين بالمشروع لأحياء نهضة شاملة وفي مختلف مجالات الحياة، فهم يدركون ان النهضة قبل أن تكون صناعة وثروات وموارد طبيعية هي علم وفكر وثقافة، ونحن شعب غيب مشروع التجهيل عقولنا منذ حقبة طويلة من الزمن وأهدرنا قيمة العلم والتفكير السليم الذي يقود إلى توظيف الثروات واستغلال الموارد، وتوجيه الطاقات أفضل توجيه.
فرسان يدركون ان النهضة لها شروطها التي لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، فمن أخذ بها نجح في تحقيق أهدافه، ومن تخلى عنها وأهملها ظل عالة على الآخرين ، ولكي ننهض لابد من أن نتعلم ونعمل، لا ينبغي أن تظل مشروعات النهضة مجرد شعارات لا تغير واقعاً ولا تعالج خللاً، فلن تتحقق نهضة العراق بالمطالب والأمنيات والشعارات، فكل تغيير أو تطوير يحتاج إلى خطط وبرامج وخطوات جادة وهمة عالية، فرب همة أحيت أمة، وهذه الهمة أو العزيمة الغائبة هي التي تنقل الأمة من السكون إلى الحركة، ومن الانكفاء على الماضي إلى التوجه للمستقبل، وهي التي تنقل الجيل كله من الإحباط واليأس والحيرة التي يعيش فيها إلى الأمل واتساع الرجاء.لا بد من أن يؤمن الجميع بأن من أهم شروط النهضة إطلاق النفوس من إسارها، وتحرير الملكات من قيودها، وتوفير الحرية للإنسان في كل مجالات حياته.
فرسان يعلمون أننا بحاجة الى مشروع نهضة حقيقي يلتف حوله كل أبناء العراق، ويستهدف تغيير وتطوير وتحديث كل مجالات حياتهم التعليمية والعلمية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ويخلصها من كل أشكال التخلف والجهل، ويقضي على مشكلتي الفقر والبطالة، ويوظف موارد وثروات ألوطن التوظيف الأمثل، ويقضي على كل أشكال الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي الشائعة الآن في مجتمعنا.
هذا المشروع الحضاري الذي يتطلعون و نتطلع إليه ليس مستحيلاً ولا صعب التحقق في ظل الإرادة الشعبية التي تطالب بالتغيير والتخلص من الفساد، بل من السهل وضعه وإقناع الجمهور بالتعاون على تطبيقه على أرض الواقع في ظل تنوع وتعدد الموارد الطبيعية والثروات والطاقات البشرية والخيرات التي حبا الله بها بلدنا، وفي ظل وجود عقول مستنيرة مؤهلة قادرة على تنفيذ مشروع النهضة. لذا اشتمل المشروع على اكثر من وسيلة و طريق لنشره ، فما بين مركز أبحاث متخصص و قناة على اليوتيوب و منشورات مطبوعة و الكترونية ، سيكون المشروع بين يدي القاصي و الداني و سيشارك فيه الجميع ، واقصد بالجميع من يؤمن بالعراق و شعبه و تاريخه و حضارته و قدرات أبنائه .
أن التقدم الاقتصادي لا ينهض وحده بمجتمع، ولا يحقق رقي وتقدم بلد، بل لابد من أن يمتزج الجانب المادي للنهضة بالجانب الفكري الثقافي الحضاري، وهذا ما يميز مشروع النهضة العراقية الذي ننشده ، مشروع عبارة عن علوم ومعارف وخبرات وفنون وآداب، واستثمار، وتراث مادي وروحي، ومناهج بحث علمي، وطرق تفكير وبحث متميزة وسلوك علمي أخلاقي، ورؤى ومفاهيم ومدركات.
بوركت جهود فرسان النهضة في مسعاهم و تحملهم شرف المسؤولية في اطلاق المشروع من أجل عراق حضاري يستعيد مكانته بين الأمم .