15 نوفمبر، 2024 10:23 م
Search
Close this search box.

“أورهان باموق” .. وظف التناقض بين “أوديب” و”سهراب” في روايته عن حيرة إسطنبول !

“أورهان باموق” .. وظف التناقض بين “أوديب” و”سهراب” في روايته عن حيرة إسطنبول !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

رسم الروائي التركي، “أورهان باموق”، صورة جديدة لإسطنبول الماضي والحاضر من خلال الإسقاطات في رواية (المرأة ذات الشعر الأحمر)، التي تحكي عن شاب يرغب في النيل من والده، بينما يعاني الأب من الحيرة والخوف امتزجا بالحسرة.

وتدور الرواية في قالب اجتماعي مليء بمشاعر الحب والأبوة والهيمنة والاستبداد والأحاسيس الغامضة التي تتسلل إلى قلوب البشر، كذلك تحوي الكثير والكثير عن مدينة “إسطنبول”، خلال الـ 40 سنة الماضية.

ورجع “باموق”، من خلال (المرأة ذات الشعر الأحمر)، إلى مدينة التلال السبع، “إسطنبول”، التي ولد فيها عام 1952، ويشعر ناحيتها بالكثير من الشوق والحنين، رغم ما عانته عائلته المنتمية إلى الطبقة العالية التي فقدت الكثير من ممتلكاتها ومركزها.

الحبكة..

تدور أحداث الرواية، خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، والشخصية الرئيسة هي الشاب “جام”؛ المنتمي إلى الطبقة البورجوازية، ووالده طبيب صيدلي انضم إلى حركة المقاومة الماركسية ضد الرئيس التركي الأسبق، الديكتاتور “كنعان أوردن”، لكنه يسجن في خضم أحداث انقلاب “كنعان إيفرين”، في 12 كانون أول/ديسمبر عام 1980، فيضطر المراهق الطالب في المدرسة الثانوية إلى الخروج للعمل من أجل معاونة والدته.

يذهب “جام” للعمل مع الأسطى “محمود”، حفار الآبار، في قرية “أورغورن” الواقعة في ضواحي “مدينة إسطنبول” التي يعشقها “باموق”، وأثناء العمل يتبادل “جام” والأسطى “محمود” الكثير من الحكايات عن الدولة العثمانية، خلال السبعينيات، وتنشأ بينهما علاقة جيدة تعوض الشاب عن فقده لوالده، لكن فشلهما في العثور على الماء، ووقوع حادث أليم ينهي مسيرتهما.

تظل مشاعر “جام”، تجاه والده، هي الكره والجمود والفتور؛ حتى بعد خروجه من السجن ووفاته، وينتقل البطل للعمل في مكتبة، ثم يلتحق بالجامعة فيتعرف على الشابة الجميلة، “عائشة”، لكن “جام” يتعرف بعدها على “غول غيهان”، الشقراء ذات الشعر الأحمر، وتنشأ بينهما علاقة وتنجب طفلاً، “أنور”، دون أن يعلم “جام” الذي ترك حبيبته وتزوج من فتاة أخرى.

يكبر الطفل، “أنور”، ويصبح شابًا ويرسل لوالده رسائل يخبره فيها بأنه ولده ويرفع قضية لإثبات نسبه، فيتذكر الأب، “جام”، أسطورتي “أوديب” اليونانية؛ التي تحكي عن ابن قتل أبيه، و”رستم وسهراب” الشرقية؛ عن الوالد الذي خدع ابنه وقتله، ويدخل “جام” من صراع مميت، إذ يتذكر الجمود الذي عامل والده به بعد خروجه من السجن، ويقارنه بالقسوة التي يعامله بها ابنه.

ويعتبر الجزء الأول، من (المرأة ذات الشعر الأحمر)، هو الرواية الأخيرة للكاتب التركي، الحاصل على جائزة (نوبل)، “أورهان باموق”، وصرح الكاتب، خلال زيارة له لـ”إسبانيا” في نيسان/إبريل الماضي، بأنه لم يجد قط شخصية تحل محل الأب مثلما كان الأسطى “محمود” عوضًا لـ”جام”، لكن ذلك سمح له بعدم الإنصياع إلى السلطوية والاستبداد.

حيرة إسطنبول.. كلمة السر في روايات “باموق”..

في سيرته الذاتية، التي نشرها بعنوان (إسطنبول: مدينة وذكريات)، 2003، كشف “باموق” الكثير من التفاصيل التي عاشها في أكبر مدن “تركيا” خلال فترة الطفولة والمراهقة، ورسم صورة لمدينة تشبه عائلته إلى حد كبير، إذ تحولت من الإزدهار إلى التدهور حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، فالحزن على ما خسرته والرغبة في اللحاق بالغرب في بلد لم يتوقف عن كونه عربي، يرسمان الخطوط العريضة لمدينة المآذن، ويشكلان صورة جميلة، لكنها حزينة.

وتتمحور أغلب روايات “باموق” حول هذه المدينة، ويتنقل بين الماضي والحاضر، وبين الشرق والغرب، وبين الفخر بكون “إسطنبول” عاصة لثلاثة إمبراطوريات في الماضي، وما آلت إليه الأوضاع في الحاضر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة