26 نوفمبر، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

ايران ما بين التخبط والكبرياء

ايران ما بين التخبط والكبرياء

كبرياء ايران جعلها تتخبط في سرعة الاتهام على ما حدث في الأحواز الذي استهدف عرضاً عسكرياً ادى الى زعزعة أمنها الداخلي وسمعتها الدولية، وأول رد فعل على الحادث اتهام دولتين خليجيتين قبل احصاء عدد القتلى، واكيد المقصود في ذلك السعودية والإمارات للتغطية على فشل سياستها الخارجية وانحسار دورها في المنطقة ومن الوقاحة عدم الأخذ بنظر الاعتبار الصواريخ التي يطلقها اتباعها الحوثيين على مدن السعودية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة .. خصوصاً وان البيان التهديدي المتغطرس بعد الحادث سيجعل من السذاجة الرّهان على إمكانية تغيير النظام لسلوكه وما يؤكد ذلك الثقافة السياسية للسلطة الحاكمة في ايران والقائمة منذ اندلاع الثورة في عام ١٩٧٩ على مبدأ تصدير الثورة ونشر التشيع في العالم السني بدلا من نشر الاسلام في العالم غير الاسلامي واتخاذ محبة آل البيت العرب القرشيين هوية قومية آريّة ومن ثم تحويلها إلى حالة ثأرية ضد العرب، وضد مذهب إسلامي يعتنقه نحو ثلاثة أرباع مسلمي العالم فضلا عن الإصرار على استنهاض أحقاد مضى عليها أكثر من 1335 عام، هذا السلوك وحدة يكفي تعذر تصديق ايران لأي حوار او توافق موضوعي او ديني يهدف إلى طي صفحة العداء .. فضلا عن ما وصلت اليه كونها دولة أمنية لا تؤمن الا بالحل الأمني لمشاكلها سواء في الداخل الايراني او مع الخارج بعد أن اصبح الحرس الثوري مرجعية سلطوية حقيقية مستمداً قوته العسكرية الضاربة داخل إيران وخارجها من الشرعية الدينية التي تستند إلى ولاية الفقيه التي تقوم على اساس الحق الالهي للسلطة الذي لا يحق لغيرها تفسير الحق والباطل، هذا ما جعل قراراتها القمعية نابعة من تفويض ديني خصوصاً في المناطق العربية داخل إيران، مما ادى هذا الاضطهاد والقمع الى طمس الهوية العربية لمنطقة الأحواز والعمل على تغيير التركيبة السكانية لصالح العنصر الفارسي، واتباع نهج إقصاء عرب الأحواز من الحياة السياسية والثقافية، وحرمانهم من الثروات والفرص المتساوية مقارنةً بالقوميات الأخرى في ايران كل ذلك ادى إلى ظهور عدد من الحركات السياسية الناشطة ومن أبرزها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز والجبهة العربية لتحرير الأحواز لمقاومة سياسات ايران القمعية ولكن من عادة ملالي طهران محاولة نقل بلاويهم الى الخارج لذلك جاء اتهامها الأعداء الخارجيين نابع من محاولة ترحيل مشاكلها الداخلية الى الخارج والتركيز على التعصب القومي من اجل التفاف الشعب حول القيادة والتضامن معها لغرض الاستفراد بالحركات المناهضة للنظام، وكذلك من اجل تبرير أي خطوة مستقبلية للتصعيد الإقليمي ضد الدول المجاورة بحجة الدفاع عن أمنها القومي بالادعاء كونها ضحية من ضحايا الاٍرهاب متناسية انها الدولة الراعية للاٍرهاب في العالم بشهادة الجميع ومتناسية تباهي قادتها وما يصدر عنهم من تصريحات وقحة تصب في خانة الاٍرهاب من جراء تدخلهم في شؤون الغير بشكل مخالف لكل القوانين والاعراف الدولية ومنها قول الجنرال إسماعيل قاناني، نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إن إيران تواصل فتح بلدان المنطقة وبدأت سيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والبحرين وفلسطين وهي تتقدّم اليوم نحو بقية بلدان المنطقة .. وقاسم سليماني يقول نحن اكثر من ثلاثين سنة نقاتل من اجل إرجاع امبراطورية بلاد فارس لكي لا يبقى شبر واحد تحت سيطرة أناس كانوا يسكنون الصحاري .. اما علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات، الذي تبجح باعتبار بغداد عاصمة الإمبراطورية الايرانية .. كل ذلك ومن الصفاقة ان تقوم ايران باتهام دول اخرى بالتدخل في شؤونها الداخلية دون رد فعل يصحّيها من أحلامها وغطرستها ودون الإقرار بكونها تحصد ما جنت من افعال اتجاة شعبها وشعوب الغير ..

أحدث المقالات