يبدو إن الحمية والغيرة العراقية على السيادة الوطنية والاستقلال قد إرتفعت الى أوجها على أثر تغريدة السفير البريطاني في العراق جون ويلکس، إذ وبعد أن استنكرت الخارجية العراقية يوم الخميس المنصرم مثل تلك التصريحات، طالب مجلس النواب باستدعاء السفير وتسليمه مذكرة احتجاج. وبطبيعة الحال لاغبار على هذا الموقف بل هو موقف سليم 100% ولکن هناك سٶال أکبر من رٶوس کافة الساسة العراقيين، ماذا عن التصريحات والمواقف الايرانية الصادرة والمتکررة بکل صفاقة وصلافة عن دورهم في العراق وفرض إملاءاتهم علنا؟ أنذکرکم بما قاله مستشار المرشد الاعلى ولايتي على سبيل المثال لا الحصر، في عقر دارکم عندما حدد من يشارك في الحکومة ومن لايشارك؟
وزارة الخارجية العراقية ومجلس النواب يشعران بالغيرة والحمية الوطنية في وجه تغريدة هي”أمر واقع”رغما عنهم فهذا أمر وحقيقة صار ليس الشعب العراقي فقط وانما العالم کله على دراية وإطلاع به، فهل بإمکان وزارة الخارجية ومجلس النواب العراقيين مثلا أن ينکرا بأن الصراع الايراني ـ الامريکي کان السبب وراء تأخير تشکيل الحکومة العراقية المقبلة؟ وهل بإمکانهم إنکار أدوار سفارات أخرى کالترکية والسعودية فيما تقوم به بالشأن العراقي، ولکن، هل هناك أي إختلاف على إن التدخل الاکبر والاکثر”تماديا”و”تجاهلا” للسيادة الوطنية والاستقلال العراقي هو تدخل النظام الايراني؟
المسٶولون الإيرانيون يصرحون علنا بشأن الاوضاع في العراق بل وإن سليماني ومسجدي يجريان الاتصالات والاجتماعات وکأنهما صاحبا الحل والربط في کل مايتعلق بالشأن العراقي، لکن لماذا لايجرٶ أي سياسي عراقي على ذکرهم ورفض دورهم المشبوه؟ سمعنا ومر بنا الکثير من التصريحات العنترية”الميليشياوي”و”الولي فقيهية”من جانب سياسيين عراقيين وقادة أحزاب وميليشيات بشأن رفض التدخلات الامريکية، ولکن، لاکلام ولاإعتراض على التدخلات الاسوأ والاکثر ضررا أي التدخلات الايرانية وإذا ماکان السبب لأن النظام الايراني مسلم فلماذا لاتسحبون نفس الامر على ترکيا والسعودية والاردن مثلا؟
لکن المثير للسخرية في تغريدة السفير الايراني، إنه ذکر فيها”دعوت سعادة السفير الإيراني الى نقاش صريح حول اخر المستجدات في العراق و اتفقنا على ان الحكومة القادمة يجب ان تحسنخدماتها المقدمة و توفر الوظائف الى الشعب”، فلماذا لم تلتفت وزارة الخارجية ومجلس النواب الى ماقد جاء في التغريدة بشأن مسجدي؟ فهو من ذهب الى السفير البريطاني ليتحدث ويتناقش معه بشأن الاوضاع في العراق رغم إن الامور لو جرت کما جاءت في تغريدة السفير فإنها تصب في صالح الشعب العراقي، ولکن يبدو إن ساستنا الکرام يحبون أن تجري الامور کلها کما تريد طهران، وسنرى العاقبة”السوداء”للتدخلات الايرانية خصوصا وإن النظام الايراني يترنح على سطح الواقع الايراني الساخن حيث الاحتجاجات المستمرة ونشاطات معاقل الانتفاضة ضده بحيث وصل الامر بهذا النظام أن يتمالکه الرعب والخوف في شهر محرم من أن تندلع إنتفاضة عارمة بوجهه، ولکن ساستنا لازالوا ينتظرون”برکات” نظام ولاية الفقيه!