23 نوفمبر، 2024 7:37 ص
Search
Close this search box.

التفاهم الاستراتيجي بين روسيا واسرائيل

التفاهم الاستراتيجي بين روسيا واسرائيل

ان العلاقة بين روسيا واسرائيل ابعد بكثير من علاقة الصداقة او التشارك او التوافقات بل هي في اصلها، علاقة ستراتيجية بشكل او باخر. وهذا ما يفسر تواطيء روسيا وصتمها عن ما تقوم به اسرائيل من غارات متكررة على الاراضي السورية، واكثر من هذا هو التنسيق العملياتي بينهما في الاجواء السورية. وهنا يقول المتحدث العسكري الروسي في الذي يخص اسقاط طائرة التجسس الروسية بصواريخ سورية بعد استتار طائرات الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية: ان الاسرائيلين لم يبلغونا إلا قبل اقل من دقيقة من الغارة الاسرائيلية؛ فهو في هذا لم يعترض على الغارة او الغارات بالاصل وانما الاعتراض على الاخلال بالتنسيقات بينهما. ان وجود قاعدتان روسيتان في الاراضي السورية، جوية، وبحرية ولزمن دائم اي لفترة طويلة جدا وقابلة للتمديد، الغرض منه هو الحماية الروسية للنظام وتمكينه من الصمود والاقتراب من الانتصار العسكري وقد فعل. لكن النقطة الاهم والاكثر جوهرية في مستقبل سوريا وثوابتها القومية كما يدعي النظام ورفع ولم يزل يرفع الشعارات بذلك؛ ماذا بعد هذا. وهذا الهذا له علاقة ستراتيجية بالتنسيقات الاسرائيلية الروسية في ضمان امن الطيران الحربي الروسي والاسرائيلي في الاجواء السورية وتلافي اي خطأ في التقدير والتوقيت وفضاءات الطيران، وإلاما معنى ان لا تضع روسيا حد لتلك الاختراقات وهي اختراقات واعتداءات لدولة ذات سيادة وعضو في الهيئة الدولية. بالاضافة الى، وهذا مهم، وهو بيت الداء وأس الظن الذي يرتفع منسوبه الى سطح اليقين؛ وهو امتناع روسيا عن تزويد الجيش السوري بالمضادات الجوية المتطورة، التى بأمكانها ان تمنع او تحد الى درجة كبيرة جدا؛ الهجمات الاسرائيلية، اس 300 مثلا. وهنا نلاحظ في الذي يخص تلك العلاقة المريبة، لاتمر سنة ألا ونتن ياهو يزور موسكو للتباحث في هذا الذي يشمل حصرا القضية السورية، على اقل تقدير مرة واحيانا اكثر من مرتين او ثلاث مرات. تلك التنسيقات وغيرها الكثير المختفي وذي البعد الستراتيجي وما يحوم حولها من شكوك مشروعة وواقعية، تنتجها التحركات الروسية الاسرائيلية الضابية والتى يحرص كلا الطرفان الروسي والاسرائيلي على ابقاءها في السر والكتمان وعلى اقل تقدير، جعل حركتها في المنطقة الرمادية، القابلة لتفسيرات متناقضة. من هذا تتولد اسئلة عديدة بحاجة الى اجابات واقعية وموضوعية، جميعها تتمحور حول شكل العلاقة اي شكل علاقة سوريا المستقبل مع الكيان الاسرائيلي. وهل هناك ضمانة او طمأنة روسية الى اسرائيل. الشيء المؤكد ان وجود قواعد لدولة عظمى على ارض دولة من العالم الثالث، له ثمن وثمن باهض يمس السيادة والقرار المستقل. وإلا ما معنى ان تأتي دولة عظمى وتضحي بجنودها، المعنى الوحيد هو مصالحها الستراتيجية في سوريا والمنطقة وليس من اجل سوريا شعبا. ومن بين هذه المصالح، علاقتها الستراتيجية مع اسرائيل، ولو بدرجة اقل واخف كثيرا عن علاقة الاخيرة مع امريكا وهي بالتأكيد اي العلاقة مع امريكا،علاقة جدل وجودي. روسيا ليست الاتحاد السوفيتي، روسيا دولة في الوقت الحاضرعلى المسارات الامبريالية، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، اي لاتختلف كثيرا عن امريكا ودول الغرب الاخرى. نعتقد الى درجة كبيرة ان سوريا اي النظام السوري سوف يخضع في نهاية المطاف الى الاملاءات الروسيةعلى دروب تتمنهج فيها مسار العلاقة بين سوريا واسرائيل مستقبلا، سواء رفض او قبل فهو سوف يقبل بضغط الواقع الذي صنعه الاستبداد والدكتاتورية. لذا نلاحظ كم التغييرات الكبيرة في مواقف الكثير من الدول، من بقاء النظام، ليس الاساس في هذا، هو الانتصارات العسكرية على اهميتها، لكن الاتفاقات التى تجري في الظلام ووراء الباب المغلق. ان الدول العظمى والكبرى في العالم سواء الآن او قبل الآن، حين تتنازع في السيطرة على دول العالم الثالث او ما تسميه في القوت الحاضر، الدول الصديقة وما هي بصديقة تحت مختلف الظروف والاحوال، ما هي إلا دول ناقصة السيادة او مناطق نفوذ كتعبير اكثر ادبا ونعومة. وعندما يشتد نزاعها تجنح الى تقاسم النفوذ وحل هذا التداخل والتشابك بالمقايضات؛ بمعنى، نساعدكم في ايجاد حل في هذا المكان، وفي المقابل تعاوننا في ايجاد حل في ذاك المكان. روسيا منذ زمن بعيد ومن ايام الاتحاد السوفيتي كانت تسعى لأيجاد موطيء قدم لها في المياه الدافئة، وقد كان لها ماتريد في سوريا ولزمن طويل. في المنطقة، الوجود الامريكي راسخ ومتجذر منذ زمن ليس بالقليل. ولها في هذا تاثير كبير وفعال، تعززه قوتها العسكرية ذات المقدرة الهائلة. وهي اي امريكا الداعم الستراتيجي للكيان الاسرائيلي، وجوديا، ويشكل امن اسرائيل المستدام منطلق ستراتيجي لها، في المنطقة. لذا ان التنسيق الروسي الاسرائيلي وكذلك التنسيق الروسي الامريكي واخريات غيرهما ليس من فراغ بل له ما يدعمه ويؤكده على ارض الواقع وان بدا في الظاهر غير ما هو عليه في الخفاء. روسيا كي تدعم وترسخ وجودها ليس في سوريا فقط بل في الدول الاخرى في المنطقة ولو بطريقة تختلف كليا عنها في سوريا، سوف تقايض الامريكان في ايجاد حل للعلاقة بين سوريا واسرائيل بشكل او باخر. لضمان بقاء النظام ومن ثم بقاءها او بقاء وجدوها العسكري ومنتجاته في سوريا.. عليه وبهذه القراءة المتواضعة؛ نرجح بدرجة كبيرة جدا، سوف لن يكون هناك رد روسي على اسقاط طائرة الاستطلاع الروسية.. في الخلاصة ان لامنقذ لشعوب العرب في اوطان العرب إلا الاعتماد على الذات اي على الشعوب وصمودها وصبرها ووعيها. وهي الطريقة الوحيدة والفعالة اذا ما توحدت الرؤيا والصف ووضوح الهدف والتحكم في حركة دفة سفينة الكفاح من اجل حرية الوطن والناس..وهذا وان ظهر يفتقر الى الواقعية بفعل سوء هذا الواقع المرير، فأنه لامحال سوف يكون حاضرا في وعي شعوب العرب في ظل الثورة المعلوماتية وما تخرجه لنا واضحا، وهو ضياع الكرامة الوطنية والاستقلال..وحتى الامل والعيش الكريم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات