– لماذا وصل شيعة العراق الى هذا الوهن الكبير كي يتطاول عليهم كل من هب ودب ؟
– هل يتحمل المالكي مسؤولية هذا التدهور الحاصل في البلاد ؟
– ما هو الموقف الصريح للتحالف الشيعي الكردي من هذه الخطابات التحريضية والطائفية ؟؟
– هل يعلم سنة العراق نتائج خطاباتهم الطائفية والتحريضية والى أين يريدون الذهاب بنا ؟
– أسئلة ومحاور عديدة نحاول الاجابة عليها بكل شفافية وحيادية …
لو سألت أي عراقي عن رأيه في النظام الحالي أي ما بعد 2003 ستكون الاجابة هي احباط شديد وخيبة أمل كبيرة بمعظم المتصدين للعملية السياسية و طريقة ادارتهم الفاشلة لشؤون البلاد المختلفة ! ومما يؤسف عليه هو ان الكثير من هؤلاء كانوا في ما مضى مثالا في الأخلاق والتدين وقد شبه البعض منهم بالقديس ( اذا صح التعبير ) ولكننا نقف اليوم حائرين بين التصديق والتكذيب أمام هذا الحجم من الفساد الذي تشهده البلاد وكيل من الاتهامات بين الأطراف الحاكمة !! كل هذا يأتي بعد انتخابات حرة وديمقراطية أفرزت عن مرشحين يمثلون الطيف العراقي بكل ألوانه ! ولكن سرعان ما انقلبت الامور وباتت العملية السياسية برمتها على شفا حفرة من النار ! بعد ان تفننت القيادات العراقية في ممارساتها الخاطئة والتي أدت بهم بالفشل الذريع والذي انعكس بدوره على البلاد والعباد فأصبح العراق يحطم جميع الأرقام القياسية ويدخل موسوعة غينس بلا منافس !!! ولا شك ان لذلك أسباب مهمة جدا نوجز منها …
أولا : جاء تغير النظام بتدخل مباشر وبقرار دولي مما أربك الحسابات عند المعارضة العراقية في الخارج والتي لم تكن مهيأة أصلا لهذا الحدث والتحول السريع !! وقد تفاجئ الشيعة أنفسهم خاصة بعد ان دب اليأس في النفوس من تغير نظام البعث المجرم ، وقد شكك الجميع بالقرار الأمريكي في عملية اسقاط النظام بعدما أكتوى أبناء الجنوب من المواقف الامريكية المتأرجحة وهم يدركون السياسة الأمريكية ومصالحها وموقفها المشين من أبناء الانتفاضة والذي تلخص بخطاب الرئيس بوش في تقديم يد العون في الخلاص من النظام البائد وترك العراق لشعبه في تقرير مصيره ولكن سرعان ما تغير الموقف الأمريكي واصطف مع النظام القاتل في تصفية الانتفاضة وهذه سياسة أمريكا العدوانية والتي لن تتغير أبدا لأنها تنطلق من مصالحها الذاتية ولو كانت على حساب الشعوب الفقيرة والمستضعفة .
ثانيا : اصبحت القناعة عند معظم القيادات الشيعة في أن الحكم القادم يجب أن يكون ديمقراطيا ويشترك فيه كل مكونات الشعب العراقي خاصة وان معظم المتصدين للعمل السياسي سبق لهم العيش في المنفى وفي دول اوروبية مما يعطيهم الزخم والشغف الكبير في استنساخ وتطبيق نموذج الديمقراطية الغربية في العراق متناسين أو متغافلين ان للعراق تركيبته الخاصة
ثالثأ : لقد ساد الرأي والاعتقاد قبل سقوط النظام في ان المقبور صدام ومجموعة الرؤوس والقيادات البعثية هي التي تدير البلاد واذا تمت محاكمة هؤلاء المجرمين فان الشعب العراقي سيعيش بأمن وسلام وعلى هذا الأساس وضعت قائمة من قبل الأمريكان عند اسقاطهم النظام تضم أهم القيادات البعثية ضنا منهم بان الخلاص من هؤلاء سيريح العراق وللأبد !! متغافلين مرة أخرى ان صدام حسين وزبانيته لهم امتدادات وجذور بعثية طائفية تم توظيفها بشكل مريب في شيوخ العشائر والقيادات العسكرية والوقف السني والأئمة والخطباء والشهادة لله فقد أحسن صدام حسين في اختياراته العفلقية وظل القوم أوفياء للحزب والقائد المؤسس وتواصلت الخيوط فيما بينها لتؤسس اليوم أسوء التجمعات الطائفية على مر الدهور فلم يشهد العراق هذه الهجمة الشرسة والطائفية المقيتة منذ زمن بعيد .
رابعا : رضوخ القيادات السياسية الشيعية للقرار الأمريكي في اشراك السنة بعد الفوز الساحق الذي حققوه في الانتخابات الأولى بالعملية السياسية وجاء هذا الأمر على حساب الناخب الشيعي الذي تم الاستقطاع من مقاعده واعطاءه للسنة على الرغم من فتوى كبار علماء السنة بتحريم المشاركة والدخول في العملية السياسية .. وجعل الكرد والسنة والشيعة في ميزان واحد ولم يعمل بنظام الأغلبية ويعتبر هذا الأمر كارثيا بكل المعايير …
خامسا : تكريس المالكي لنظام حكم الفرد والحزب الواحد ! بعد ان وصل الى قناعات ان هذا الشعب لا يحكم الا بسياسة العصى والجزرة خاصة بعد ازدياد قوة البعثيين والطائفيين وأذناب القاعدة ، وأزداد الأمر سوء وتدهور الوضع الأمني في البلاد وكبرت الهوة مع الكيانات الشيعية المتحالفة معه بعد ان حاول اقصاء كل المنافسين له بالتصدي لهم وحرمانهم من المناصب السيادية والتعامل معهم على أساس منظمات مجتمع مدني ومواجهة الصدريين في صولاته المعروفة ارضاء للسنة وايصال رسالته لهم بانه حمامة سلام حتى لو كانت على حساب الشيعة !!! مما زاد الطين بله وبدى التحالف الشيعي مهزوزا الا من بعض المواقف التي ساهمت في انقاذ المالكي ولأكثر من مرة وكانت سببا في تثبيت أركان حكمه ! وهذا ما يفسر لنا التذبذب الحاصل في مواقف الكيانات الشيعية من شخص السيد رئيس الوزراء وقيادته للبلد وموقفهم الرافض من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها شخصيا من قبل البعثيين والطائفيين والمؤامرات الأخيرة التي يقودها اللقطاء قطر والسعودية وتركيا ضد الكيان السياسي العراقي برمته مما حتم على التحالف الوطني وجميع شيعة العراق اتخاذ موقف واحد حتى لو كان ذلك يصب في صالح دولة القانون ويؤدي الى اضعاف لكياناتهم السياسية محتسبين بذلك أجرا في تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة ..
سادسا : تصدع التحالف التاريخي الشيعي الكردي وذلك له أسباب عديدة أهمها الخوف الكردي من عودة البعثيين الى سدة الحكم وضعف التحالف الشيعي وتشرذمه ورفضه الجلوس مع الكرد في حسم النقاط الخلافية بينهما في اتفاق شامل وذلك لخوفه من الشارع السني !! وهذا ما يفسر لنا غياب الاستراتيجية الواضحة للتحالف الشيعي الكردي وتخبط الكردستاني وعلى رأسهم السيد مسعود البرزاني في سياسة التحالفات وعقد الاجتماعات والمؤتمرات تارة مع النجيفي وعلاوي واخرى مع الصدر والحكيم على أمل تطبيق المادة 140 والحصول عل تنازلات وتحالفات مستقبلية متقابلة مع علم الأخير بان الأول والثاني هما مصدرا الخطر عليه وعلى الاقليم فيما لو حدث شيء لا يحمد عقباه وسيطر هؤلاء على سدة الحكم في العراق !!
سابعا : لقد شاهد الجميع المناشدات والرسائل التحريضية والطائفية التي يطلقها الطائفيون في المحافظات السنية بعد ان ركبوا الموجة واخرجوا التظاهرات من عفويتها وأصبحت اليوم أداة طيعة بيد البعثيين الحالمين بالعودة والقاعدة المدعومين بالمال والسلاح ومن أطراف اقليمية ودولية وقد كحل عبد المنعم البدراني عيون الطائفيين بخطاباته الأخيرة !! والتي ينعت الشيعة بدين آخر ويطالب بقتل الشيعة صراحة ومحاربتهم في العراق وايران ولبنان والبحرين والقطيف وقد اعتدنا وللأسف الشديد على هذه الخطابات المقيتة والتي تبرر احيانا بأنها لا تمثل السنة وكأن جميع الواقفين على منصة العزة والغيرة والشرف والكرامة !! هم من الشيعة وليسوا كبار علماء السنة ومشايخهم …!! وكي يكون الدليل واضحا أوصيكم بقراءة الرسالة الأخيرة لكبار علماء السنة وهو الشيخ عبد الملك السعدي مخاطبا بها الرئيس الأمريكي أوباما والذي توخى فيه شيعة العراق خيرا بعد ان وصفوه بالمعتدل !!!! وأخيرا اوجه نداء الى سنة العراق أولا والى أحرار العالم والمنصفين ثانيا وأقول لهم احذروا ثورة الحليم اذا غضب وان العالم الشيعي يغلي جراء هذه التصرفات الاستفزازية والحمقاء التي تريد قتلنا وتصفيتنا جميعا !! ارجعوا الى صوت العقل وانتخبوا مجموعة تمثلكم للتفاوض مع الحكومة لكي نتعايش جميعا أو نموت بكرامة في الدفاع عن عرضنا ومالنا وديننا المحمدي الأصيل ، املنا الكبير بكم وبعقلائكم والله من وراء القصد ….