اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم محاولة قوة عسكرية اعتقال وزير المالية رافع العيساوي تعميق للشرخ بين مكونات الشعب العراقي وحذر من تداعيات وتبعات خطيرة نتيجة زج الجيش بالخلافات السياسية.
وقالت الرئاسة في بيان صدر، اليوم ان “رئاسة الإقليم علمت ان قوة عسكرية، حاولت القبض على وزير المالية والقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي”. وأضافت “نشجب هذا الإجراء الاستفزازي، وندين مثل هذه الممارسات، التي من شأنها إثارة المزيد من التوتر وتلبيد الأجواء السياسية المتدهورة، وتعميق الشرخ الوطني بين مكونات الشعب العراقي”.
واعتبرت الرئاسة ان “زج الجيش خلافاً للدستور في الصراع السياسي والخلاف الدائر بين أطراف العملية السياسية، والإصرار على اعتماده والتمادي فيه، لن يسهم في الحيلولة دون تصعيد التوتر، وإنما يشدد من وتيرته، وتنجم عنه تداعيات وتبعات خطيرة”.
وكان مصدر حكومي مطلع كشف اليوم أن وزير المالية المستقيل، رافع العيساوي، حاول، يوم أمس الاثنين، دخول الأراضي الأردنية، مستعيناً بعدد من موظفي السفارة العراقية في الأردن، لكنهم رفضوا مساعدته، لأنه بلا صفة رسمية.
يذكر ان وسائل إعلام نقلت، أمس أنباء عن تعرض أحد منازل العيساوي في محافظة الانبار، لعملية دهم وتفتيش. ورجح المصدر، أن “تكون محاولة العيساوي التوجه إلى الأردن، جاءت على خلفية هذه العملية”.
ومن جهته أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري اليوم الثلاثاء، أن الوزراء الكرد مستعدون للانسحاب من الحكومة إذا امر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بذلك، فيما أكد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح أن جميع الاحتمالات مفتوحة بشأن انسحاب الكرد من الحكومة.
وقال زيباري في حديث لعدد من وسائل الإعلام من بينها “السومرية نيوز”، على هامش ندوة ملتقى السليمانية التي تنظمه الجامعة الأميركية في المحافظة إن “اجتماع الوزراء الكرد وممثلي إقليم كردستان في الحكومة الذ عقد قبل يومين مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني، جاء للتشاور وليس لانسحابهم من الحكومة العراقية”. وأضاف الزيباري أن “الوزراء الكرد مستعدون للانسحاب من الحكومة العراقية، إذا أمر البارزاني والقيادة الكردية بذلك”.
من جانبه أكد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح أن “جميع الاحتمالات مفتوحة بشان انسحاب الوزراء الكرد من الحكومة”.
وكان مصدر مطلع في مجلس الوزراء أفاد، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء (12 آذار2013)، بأن المجلس عقد اجتماعاً بغياب الوزراء الكرد ووزراء العراقية، فيما أكد حضور وزير الكهرباء كريم عفتان ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي إضافة إلى وزير الدولة طورهان المفتي.
يذكر أن العراق يعاني حالياً من أزمة سياسية خانقة انتقلت آثارها إلى قبة مجلس النواب بسبب تضارب التوجهات حيال مطالب المتظاهرين وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع في ظل وجود رفض لها من قبل بعض القوى التي تصفها بـ”غير قانونية”.