كم من الذين يكتبون في المواقع والصحف هذه ألايام يستحقون لقب” الكاتب ” ؟ سؤال برسم الجميع ؟
وكم من التعليقات تكتسب الموضوعية والوجاهة وألاحترام ؟
لماذا يكثر ألاقبال على الشتيمة والتنابز بألالقاب والكلام الهش الذي يقترب من الفهاهة , ويغيب التحليل الرصين والمنهج الذي يحسن تقديم العناوين ويلخص المضامين ؟
ولماذا يكثر أعداد القراء للمواضيع الطائفية والمواضيع السطحية التي تخلو من الرزانة وتذهب بعيدا في ألاباحية وهبوط الكلام , ويقل أعداد القراء للمواضيع الفكرية وذات البناء المعرفي العالي في التحليل والفرز ألاستراتيجي الذي تبحث عنه مراكز ألابحاث العالمية ؟
ألا يكشف كل ذلك أحتضار الكتابة وتحول أغلب القراء الى مشيعين بائسين يمشون في جنازة رفضتها الحياة ولن تستقبلها ألاخرة ؟
لماذا كل هذا التساهل في مرور من لايستحق المرور في موكب الكتابة من الذين لايحسنون قراءة ألافكار , ولايعرفون دلالات ألالفاظ , ولايفهمون وهج المعاني , ولايميزون بين تغير المراحل ويجهلون البون الشاسع بين المفهوم والمصداق , لذلك يقطفون حصرما ويحسبونه عنبا , حتى أصبحت أغلب مدوناتنا ومواقعنا الكتابية حصرما لايجد حضورا وشهية في مراكز ألابحاث الرصينة وظل ألاسفاف ديدن العدد الكبير من المواقع والمدونات والصحف التي تظهر بسرعة وتموت بسرعة كأحزابنا التي خطت تاريخا من الفشل وكانت وراء الرداءة السياسية وأحباط العمل الحزبي الذي تحول الى عصبيات تتقاتل ولا تتعايش وتصنع الكسل والترهل ولا تنتج لآنها لاتعمل ؟
في الكتابة التي تسود الورق وتبعث على القلق وألارق نتيجة الضياع في دروب التحليل التي أفتقد الغالبية منها بوصلة السير ولم يعرفوا ألاهتداء لابهدي السماء ولا بخبرة ألادلاء من أهل الدراية بالبطحاء ووديانها والمعرفة بألانواء وتقلباتها , لذلك وجدنا من كان يمجد الصعلوك ويستحضر كلمات المديح لمن لايستحق المديح ممن ساهموا في صناعة العراق الجريح , ومن هؤلاء من أعترف في الثمانينات بأنه أتفه كاتب حارب الشرفاء من أبناء وطنه , وأذا به اليوم يركب موجة ألادعاء ويتاجر ببضاعة غير مزجاة لتجلب لآهل العراق المعاناة .
ومنهم من ينتهز فرصة الفوضى في الكتابة ليعلن لمن لايعرفون خفايا وحقائق النبوة والصحابة ليكتب عن نساء النبي بمايجلب الغرابة .
ومنهم من يتحمس للطائفية ويلبس لبوس الخوارج والمرجئية ليسب ويشتم الرافضية ليحظى بغباء ألاكثرية ناسيا قوله تعالى ” وأكثرهم للحق كارهون ” .
ومنهم من تسول له نفسه نكران المقابر الجماعية فيأتي بألف ألف فرية معتبرا ذلك أنجازا وما يدري أنها الكتابة العبثية .
ومنهم من تدفعه مراهقته للمقارنة بين فرية ” البوابة الشرقية ” التي لازلنا ندفع ديونها بعد أن تراجع ألاعراب عن تبرعاتهم التي لم تكن يوما سخية , بل هي وبال وبلية ؟
فيقارن بينها وبين موقف ” المقاومة والممانعة ” ناسيا أن المقاومة والممانعة حقيقية منطقية لاتغيبها ألاحقاد الطائفية , ولا تلغيها ألاراء الجاهلية .
ومنهم من يريد تخوين الذين يقفون مع من وقف مع المقاومة والممانعة بحجة خطأ الذين وقفوا مع بهلوان البوابة الشرقية والبون شاسع بين الحالتين أن على واقع الحال وأن على واقع المقال .
ومنهم من يخلط بين أخطاء حكم بعض ألانظمة وأجهزتها التي أعترف صاحب القرار بأخطائها وأستجاب لمطالب التغيير وألاصلاح فقدم مالايمكن عقلائيا رفضه , وبين من منهجه التكفير والكراهية ومن عرف شره وليس في جعبته خيرا للناس , فكيف يمكن المساواة على هذا ألاساس ؟
ومنهم من لايفرق بين العصابة وأجرامها وما أنتجته من فوضى , وبين الجيش النظامي الذي يواجه التمرد والفوضى القاتلة , وعقلية من هذا المستوى لاتؤتمن على شيئ , فكيف يراد لها أن تؤتمن على البلاد والعباد ؟
ومنهم من لايفرق بين تظاهرات المطالب والحقوق , وبين تظاهرات الفتنة والعقوق , فكيف يراد لهؤلاء أن يكونوا من أصحاب الرأي وهم لايميزون بين الصلاح والفساد ؟
ومنهم من لايعرف المصطلحات والمذاهب وألاديان , فيخلط بين المجوسية التي أضمحلت والصفوية التي رحلت , وبين عقائد الناس التي أهتدت بهدي السماء وأمت قبلة ألارتضاء وأدت ماعليها من الصلاة والزكاة والحج والعمرة .
ومنهم من يستبدل أعداء ألامة بأبنائها وبفريق منها حتى أصبحت أسرائيل قريبة من تحقيق أحلامها عندما قال المراهقون والمغفلون وأصحاب النفوس المريضة أن أيران البلد والشعب المسلم هم العدو فصدق بحق القائلين لهذا القول المنكر قوله تعالى ” أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ” ؟
ومنهم من يبذل قصارى جهده المنكر لتشويه سمعة من عرف مقاوما لآسرائيل ومن أذاقها طعم الهزيمة التي لم تقدر عليها جيوش ألانظمة ذات التبعية لمحور المخطط التوراتي .
ومنهم من يخلط بين الثورة ومعانيها ألانسانية والجهادية وبين مظاهر القتل وألاغتصاب والتدمير والبلطجية كما يحدث في سورية اليوم .
ومنهم من يخلط جهلا وعصبية بين تظاهرات المطالب السلمية في البحرين وحقوق الشعب البحريني المعتدى عليها من قبل الطغمة الحاكمة التي مارست لعبة تجنيس غير البحرينيين في سبيل التغيير الديموغرافي كما فعل صدام في كركوك , وبين التظاهرات التي ترفع راية تنظيم القاعدة ومايسمى بالجيش الحر وصور أوردغان العثماني وعلم صدام حسين صاحب الهزائم المنكرة والتي قطعت الطرق في عناد غير مبرر وأعتدت ولازالت تعتدي على قوات الجيش العراقي وقتلت النائب الوطني العراقي من أهالي الفلوجة ” عيفان العيساوي ” وأعترفت القاعدة بأغتيالة ولا أدري كيف يتسنى للمعممين الذين يصعدون منصات تلك التظاهرات وهم متحمسين للفتنة كيف يجوز لهم نسيان دم الشهيد عيفان العيساوي وبأي ذنب قتل ومن قتله ؟ بينما نراهم يتهمون الحكومة ويكيلون لها ماشاءوا من التهم حقا وباطلا لا لشيئ ألا في سبيل الفتنة التي تنتظرها أسرائيل ويحضر لها أعراب الخليج ؟
هذه هي بعض صور مراهقي الكتابة من الذين حولوا المواقع الى بؤس وشؤم وسبابة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]