كفى… كفانا دماً… لم نعد نحتمل المزيد ولم يعد من الممكن أن يتحمل العراق أكثر مما تحمل. غرقت بلادنا بالدم ولم نعد نطيق المزيد, تحول العراق إلى غابة موحشة لا يأمن فيها احد على نفسه الكل وحش مفترس وضحية مفترسة!! عدنا إلى الجاهلية حتى الجاهلية كانت أفضل من نهضتنا كانت لهم أشهر حرم لا يسفكون فيها دماً ولا يروعون أمنا ولا يستجيبون لحقد أو ثأر وكانت لهم مناطق حرام لا يسفك فيها دم إنسان أو طير ولا حتى ثعبان ونحن كل أيامنا حرام فيها الأمن، كل أراضينا لا حرمة فيها… لا مسجد… لا كنيسة… حلال فيها القتل والغدر… غرقت أرضنا بالدم وغرق معها تاريخنا وثقافتنا… وكل ادعاء لنا بحضارة بابل ونمرود والحضر، ولا شواخص بابل والزقورة والملوية، ولم يشفع لنا حمو رابي ولا الرشيد.
هل تريدون ان يتبرأ منا علي والحسن والحسين والكيلاني وأبو حنيفة النعمان، طفح الدم حتى فاض وتجاوز الحدود وأية حضارة لأمة ليس لها ما تقدمه للعالم إلا حمّام دم، إلا القتل والاغتيال والتصفية والتصفية المضادة.
الوحوش لا تقتل إلا لتأكل وما من وحش يأكل بني جنسه أما نحن فلا نقتل إلا من كان من جنسنا، لا نقتل إلا أبناء وطننا.
كفا… كفانا دماً لم يعد من الممكن الاستمرار… أية أديان أية قيم… أية أخلاق تلك التي حولتنا إلى قتلة من مصاصي الدماء؟
الإسلام حرم القتل بغير ذنب والمسيح نادى بالسلام ونحن لم نحترم حرمة لا لمرأة ولا لطفل ولا لشيخ أليس لنا من دين يردعنا عن قتل النفس؟ أليس لنا تاريخ نستحي منه؟ أليس لنا قانون يجعل أحفادنا أكثر مدنية ومذابحنا أكثر تحضراً؟ أليس لنا من أخلاق؟ الم تبق فينا شهامة؟ ولا كرامة؟
كفى… كفانا دماً لم يعد من الممكن الاستمرار في ذلك أصبحنا عاراً على الجنس البشري نسكن المنطقة المتوحشة، المقيم فيها مرعوب والداخل إليها مفقود لعنة الدم حلّت علينا، تحلّق فوقنا كانها طير أبابيل تحمل في منقارها رصاصة مسمومة لكل مواطن كلنا ابرهة وليس فينا فيل واحد عاقل يرفض أن يسير إلى الموت!
أينما وجهنا ابرهة نتوجه لكي نقتل لنقتل بعد حين!
كفى… كفى دماً لم نعد نطيق أكثر من ذلك، السكوت جريمة وعار بل انتحار، جريمة في حقنا جميعاً، ضحايا وقتلة، فالدم يغرقنا جميعاً ويلطخنا جميعاً ويفتت الأرض من تحتنا ويصدع ما بقي من أطلال تاريخنا، الدم يزحف، الدم يخمد الأنفاس ويكتم الأصوات ويعمي العيون!
الوضع خطير ويجب أن تتضافر كل القوى لوقف حمّام الدم الذي يهدد العراق هل هناك مؤامرة لتمزيق الوطن وخلق حالة الفوضى عامة ودفع الجميع إلى الكفر بالديمقراطية والحوار والتحول إلى عصابات تتحاور بالسيارات المفخخة؟
فمن اجل إنقاذ العراق من اجل وقف حمّام الدم يجب أن نخرج جميعاً إلى الشوارع نهتف (كفانا دماً ) .